اجتاحت موجة الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها عاصمة الهضاب العليا بعد أن مست عمال مختلف مصالح البلدية، إلى باقي الأسلاك العمالية، فقد شل عمال وموظفي شركة سونلغاز صبيحة أمس أبواب الشركة في وقفة احتجاجية تضامنية مع مختلف الأسلاك الأخرى رافعين في ذات الوقت شعارات تطالب بالإسراع في تنفيذ الإصلاحات خاصة تلك المرتبطة بشق الأجور والحماية الإجتماعية، وحسب أحد المعتصمين فإن من بين مطالب عمال شركة سونلغاز هو محاسبة أعضاء مكتب نقابتهم التي حسبهم لم تقدم أي جهد لأجل إنهاء معاناتهم الطويلة، كما لم يخفى ذات المصدر اللجوء إلى تعطيل شبكة الكهرباء تعبيرا عن إستيائهم للأوضاع التي يعيشون فيها في حال بقاء الأوضاع على حالها، نفس الأوضاع الإحتجاجية عرفتها المصالح التقنية لمديرية الفلاحة بسطيف فقد دخل منذ بداية الأسبوع عمال هذه الأخيرة في إضراب مفتوح عبر كامل الفروع بالولاية إضافة إلى مقر المديرية رافعين جملة من المطالب أهمها إعادة النظر في النظام التعويضي الخاص بالأسلاك التقنية، وحسب ممثل عن العمال فإن هذه الحملة الاحتجاجية لا تطالب سوى بالإنصاف في الإجراءات الخاصة بالترقية في الرتب إضافة إلى توفير الوسائل اللازمة لأداء المهام في أحسن الظروف وعلى أحسن وجه، فيما أكد ذات المتحدث أن الإضراب يكتسي طابع المفتوح إلى غاية تلبية كل المطالب، وفي مديرية التعمير والبناء لا يزال موظفي المصالح التقنية في حالة إضراب منذ أيام رافعين كغيرهم من مختلف المديريات الأخرى مطالبهم فيما يخص النظام التعويضي والعلاوات فضلا عن الإسراع في تعديل قانونهم الأساسي، وبالمقابل دخل ممثلي مختلف المديريات في نقاش مع المضربين في محاولة فاشلة حسب المعتصمين في امتصاص غضبهم وإقناعهم في العودة إلى المكاتب وضمان الخدمة العمومية، عمال مديرية الري كانوا أيضا ضمن المعلنين لإضرابهم منذ بداية الأسبوع وفي أجندتهم نفس المطالب المهنية والإجتماعية التي رفعها زملائهم من مراجعة سلم الأجور والإسراع في مراجعة النظام التعويضي، فضلا عن توفير الوسائل الضرورية للعمل خاصة لدى الفروع المنتشرة عبر دوائر الولاية العشرين. ..وتواصل إضراب عمال النظافة يهدد بكارثة بيئية من جانب آخر وفي جولة قادتنا إلى مختلف شوارع مدينة سطيف، لا تزال أكوام النفايات تصنع ديكورا مأساويا في أحد أنظف مدن الجزائر، بما ينذر في حال تواصل تلك الإضراب إلى كارثة بيئية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها شرق البلاد، غير أنه وفي بعض الأحياء الشعبية كحي طانجة وحي 500 مسكن قرر المواطنون أخد زمام الأمور وترتيب أمورهم من خلال إستئجار شاحنات لنقل النفايات ليقوموا بأنفسهم في رفع النفايات تجنبا لانتشار الروائح الكريهة وما ينجر عنها من أخطار ضد الصحة العمومية، وفي ذات الجولة جمعتنا بعض الحوارات مع مواطنين الذين أبدوا تضامنهم مع المضربين كون مطالبهم شرعية فكيف يمكن أن نعلق عن عامل لم يجد ما يقوت به عائلته مع الغلاء الفاحش يستطرد أحدهم. وفي ذات السياق أكد مصادر قريبة من عمال البلدية أن السبب الرئيسي الذي حالهم دون تعليق الإضراب هو طلبهم للمسؤول الأول بالولاية إلى النزول إلى الشارع والإستماع لانشغالاتهم وهو الأمر الذي لم يتم لحد كتابة هذه الأسطر.