لعبت جمعية الهلال الأحمر الجزائري دورا كبيرا وفعالا، على أرض الميدان من خلال نشاطاتها التضامنية الكبرى مع ضحايا الكوارث الطبيعية، بحيث استطاعت أن تكون الطرف الأول في معادلة الإغاثة والتطوع بالجزائر، ولم يقتصر دورها على الإغاثة الظرفية، بل هي متواجدة على طول العام في مختلف النشاطات التفاعلية المرتبطة بالأسرة الجزائرية.. مالية كربوش ارتبط اسم الهلال الأحمر الجزائري في أذهان الجزائريين، بالكوارث الطبيعية، أين يكون الحاضر الأول، في هذه الظروف الاستثنائية، إلا أن دور الجمعية التطوعي لا يقتصر فقط على الإغاثة وإنما يتعلق بكل ما يتعلق بالأسرة الجزائرية، في الجانب الاجتماعي من خلال الوقوف في جميع المجالات مع الجزائريين على طول العام، وهذا ما بينه السيد عبد الغني وهو عضو من أعضاء لجنة الهلال الأحمر الجزائري في حديثه مع (أخبار اليوم) على هامش أشغال الندوة التي جرت أول أمس حول إعادة انتخاب رئيس الهلال الأحمر الجزائري، وتعديل القوانين والنظام الداخلي له، بالدور الكبير الذي تؤديه منظمة الهلال الجزائري، من خلال نشاطاتها التضامنية المتواصلة على طول العام في داخل الوطن وخارجه.. فحسب نفس المتحدث، فإن الهلال الجزائري هو أول منظمة إنسانية تأسست في الجزائر بعد الاستقلال مباشرة، وهو ينتمي إلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي، فهو يوجد على شكل لجان ولائية على مستوى كل ولايات القطر الوطني، وتنتمي المنظمة إلى الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تتمثل مهامه النبيلة في مجالات كثيرة من التعاون والتضامن كمساعدة المحرومين والحجاج والإغاثة المدرسية ومائدة هلال رمضان، زيارة المرضى في المستشفيات، ختان الأطفال والمخيمات الصيفية، إضافة إلى التأهيل السيكولوجي أو الاجتماعي لضحايا العنف بأنواعه، ترقية ونشر القانون الدولي الإنساني، إعادة الصلة بين أفراد الأسرة الواحدة، إلى جانب مساعدة المرأة من خلال إنشاء مراكز التعليم للخياطة والإعلام الآلى والحلاقة مثلا، إلى جانب مجموعات أخرى من المهام كالإغاثة العاجلة، والتحضير للإغاثة العاجلة لضحايا الكوارث الطبيعية التي تستدعي التدخل كالزلزال، انهيار المباني والفيضانات، وهو يقف جنبا إلى جنب مع مصالح الإسعاف الطبية العاجلة لتدعيمها بالإمكانيات البشرية والمادية، ويشارك الحماية المدنية في تأدية مهامهم، ويقوم كذلك بالتكفل النفسي لضحايا الكوارث بتجنيد أخصائيين في علم النفس، إضافة إلى تأهيل وتطوير الإسعافات الأولية وتشكيل فرق للتدخلات الاستعجالية. فالسيد عبد الغني أكد على أن النشاطات الصحية جزء لا يتجزأ من مهام الهلال الجزائري كالوقاية من مرض السيدا، التحسيس بالتبرع بالدم، حماية الأمومة والطفولة، توزيع الأدوية بوصفات طبية عند توفرها، وإعارة أجهزة طبية للمعاقين، وهو يتضامن مع الدول من خلال تمثيل صورة الجزائر في الخارج، ومن خلال سعيه إلى تقديم المساعدات إلى البلدان المعرضة للكوارث الطبيعية و تأثير النزاعات، ومنح مساعدات للاجئين الصحراويين الذين تحتضنهم الجزائر، أما التعاون الدولي من خلال ربط علاقات تعاون وطيدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر بموجب المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر. وللإشارة، فإن الندوة الخاصة بإعادة انتخاب لجنة الهلال الجزائري، والتي اختتمت أول أمس تمحورت أيضا حول تعديل القوانين وانتخاب رئيس جديد للهلال وتعديل الخطة والبرنامج الإستراتيجي لسنة 2014 إلى غاية 2017م للمنظمة وانتخاب أعضاء إدارة التوجيه والمدراء بحضور 194 عضو للجان الهلال الأحمر الجزائري من طرف 48 ولاية، ووسائل الإعلام المختلفة. وأكدت وزارة التضامن على هامش هذه الندوة على أهمية التعاون والمساندة بين الهلال الأحمر الجزائري، ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال تقديم إعانات من طرف الدولة وأداء مهامه بتكليف من السلطات العمومية، وألزمت تمثيل السلطات في الهيئات المسيرة للهلال الأحمر الجزائري، ولا يفهم هذا أنه وضع الهلال الأحمر تحت سيطرة ممثلي الهيئات العمومية بل يقتصر التمثيل على بعض الوزارات التي تربطها علاقة وظيفية أو قانونية مع هذه المنظمة، والتمثيل يكون محدودا في أغلب الحالات، فمهمة منظمة الهلال الأحمر الجزائرية مرتكزة في الأساس على تقديم العون والإغاثة لضحايا الكوارث الطبيعية في الداخل والخارج، وأكبر دليل على ذلك مختلف النشاطات والتدخلات الميدانية للمنظمة خلال المصاعب التي عرفها الجزائريون خلال السنوات الماضية.