منذ نشأته سنة 1956 بطنجة واعتراف الدولة الجزائرية به رسميا في ,1962 والهلال الأحمر الجزائري يسعى لتطبيق المبادئ الأساسية السبعة للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر والمتمثلة في الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلالية، الوحدة، العالمية، والخدمة التطوعية هذا المبدأ الأخير يهدف الهلال من خلاله إلى توفير الإغاثة التطوعية ولا يسعى من ورائه إلى تحقيق أي ربح دفع به على استحداث مصلحة استعادة الروابط الأسرية. من بين المهمات الرئيسية التي قطع الهلال الأحمر الجزائري والمتطوعين فيه على أنفسهم عهدا السهر على القيام بها إلى آخر لحظة من وجودهم تبرز عملية ''استعاد الروابط الأسرية'' إلى الوجود كعمل إنساني متأصل في نفوس الجزائريين، العملية التي يرمي من ورائها الهلال إلى مساندة العائلات في لمّ شملها بالرغم من كونها نشاطا عاديا من جملة مجموعة واسعة من النشاطات التضامنية والصحية، إلا أنها تتمتع بمميزات خاصة لما لها من خصوصية وأثر في إصلاح المجتمع والتقليل من الآفات الاجتماعية. ------------------------------------------------------------------------ تكثر في أوقات الكوارث ------------------------------------------------------------------------ يعمل الهلال الأحمر الجزائري على جمع وإعادة الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة، استجابة لنداءات المساعدة من المواطنين الذين يقصدون مكاتبه على طول أيام السنة، ويزداد نشاط الهلال في هذا المجال في فترات الكوارث الطبيعية والأوضاع الطارئة كالزلازل والفيضانات، أين تنقطع سبل ووسائل الاتصال. وأولى الطرق التي يلجأ إليها المتطوعون في الهلال الأحمر هي التعاون مع منسقي استعادة الروابط الأسرية لدى 48 لجنة ولائية، وكذا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل مصالح استعادة الروابط الأسرية لدى 183 جمعية وطنية للصليب والهلال الأحمر، وهذا ما يساعد على البحث على الأشخاص الذين انقطع الاتصال بينهم وبين ذويهم. ------------------------------------------------------------------------ ربط المهاجرين بذويهم من أولوياتها ------------------------------------------------------------------------ في أوقات الحياة العادية لا تكتفي مصلحة استعادة الروابط الأسرية التابعة للهلال بالبحث عن الأشخاص لفائدة المواطنين داخل الوطن وحسب، وإنما يمتد نشاطها إلى خارج التراب الوطني، عن طريق محاولة تقريب المهاجرين الذين تنقطع أخبارهم عن عائلاتهم لسبب أو لآخر وعلى رأسها تغيير العنوان. تمكن المعلومات المستقاة على أساس مطبوع مملوء من بعناية من القيام بالبحث عبر شبكة مصالح استعادة الروابط الأسرية لدى الصليب والهلال الأحمرين في العالم، ومن ثم نقل الرسائل العائلية بإعطاء أو تلقي أخبار عن أحد القارب أو جميعهم. وازداد نشاط هذه المصلحة في السنوات الأخيرة مع تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فتقصد العائلات الهلال الذي يقوم بدوره بمباشرة البحث. ------------------------------------------------------------------------ سرية، سرعة وصرامة ------------------------------------------------------------------------ يضمن الهلال الأحمر خلال قيام مصلحة استعادة الروابط الأسرية بعملها السرية التامة في عملية البحث، حيث تعالج كل الطلبات في جو من السرية فلا تعطى أي معلومة من دون موافقة الشخص المعني جراء البحث، ضمانا لنجاحها في مهمتها والوصول إلى معلومات دقيقة وصحيحة. أما عن الوقت الذي تستغرقه فهو مختصر، بحيث تتحرك المصلحة لإعادة الاتصال بين أفراد الأسر الجزائرية في أقرب الآجال بمجرد تسلمها طلب البحث أو الرسالة العائلية. ويتطلب نجاح المهمة جدية الالتزام بتطبيق المهام في حدود عملها المسطرة ما يضطر المصلحة إلى عدم بعث آمال غير صحيحة لدى طالب البحث. ويشرك الهلال الأحمر الشباب المتطوع في مختلف نشاطاته خاصة في عمل مصلحة استعادة الروابط الأسرية، حيث يشكل الشباب هيكلا متميزا في الهلال.