اقتحم الأطفال شتى أنواع الجرائم التي لا تخطر على بال أحد كانت آخرها بجنوحهم في قضايا أخلاقية وقضايا الشرف على الرغم من عدم توافق سنهم ولا طبيعتهم مع تلك الجرائم الشنيعة التي تسجل أكثر لدى البالغين، إلا أن آخر الإحصائيات الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني سجلت تورط 417 حدث في جرائم أخلاقية متنوعة على غرار جريمة هتك العرض، الممارسة على قصر مثلهم وهي من النتائج الوخيمة لتغلغل الأطفال في عالم الأنترنت والمواقع المشبوهة التي تتعدد سلبياتها وللأسف. نسيمة خباجة وعلى الرغم من الشعارات التي حملها الكل من أجل مناهضة تلك الأفعال وتقييد حرية الطفل في استعمال الأنترنت إلا أن تلك الخطوات باءت بالفشل بدليل تسجيل حالات لتورط أطفال قصر لا يتعدى سنهم 19 سنة في قضايا أخلاقية خطيرة تراوحت بين هتك العرض وحتى هتك العرض المتبوع بالقتل العمدي وهي نتائج منتظرة بالنظر إلى الاستعمال اللاعقلاني للأطفال للتكنولوجيات الحديثة من دون أن ننسى تغلغل فئة الأطفال في عالم الأنترنت عبر مقاهي الأنترنت دون حسيب أو رقيب، على الرغم من فرض تعليمة التي حددت سن الزبون ب 18 سنة إلا أننا نجد أطفالا لم يصلوا إلى سن التمييز بجانب أجهزة الكمبيوتر وبذلك يربطون فسحات إلى مختلف المواقع دون انتقاء الجيد من السيء، بل أن رغبة الاكتشاف والاطلاع لدى الأطفال جعلتهم يجولون بمواقع مشبوهة بسبب عدم إدراكهم مما يبين الوجه السلبي لتلك الوسائل المتطورة ونتائجها الوخيمة. وهو ما كشفته السيدة خيرة مسعودان العميد الأول للشرطة خلال منتدى الأمن الوطني حول العنف ضد الأطفال، إذ بينت المنحنيات الخطيرة التي تكشف تورط الأطفال أو الأحداث في مختلف القضايا الخطيرة من بينها القضايا الأخلاقية التي وصلت إلى حد هتك العرض والتي يمارسها القصر فيما بينهم، بحيث أحصت سنة 2013 تورط 417 حدث في القضايا الأخلاقية التي بتنا نسجلها بين القصر والتي ترتكب فيما بينهم على رأسها الاعتداءات الجنسية والتي باتت تستهدف فيها بنات أقل من 10 سنوات من طرف أقرانهن مما ينبىء بالخطر الذي بات يعيشه الطفل في الجزائر، مما يستدعي وضع آليات لحماية الأطفال من كل المخاطر المتربصة بهم وهو ما تم وضعه في إطار السنة الجزائرية للوقاية في الوسط الحضري لمكافحة العنف ضد الأطفال، والذي كانت من نتائجه (انخفاض محسوس لظواهر العنف ضد الأطفال إلى 13 في المائة في سنة 2013 مقارنة عما كان عليه الحال في 2012). لكن القضايا الأبرز التي بات يتورط فيها الأطفال هي قضايا خطيرة لم نكن نسجلها من ذي قبل على رأسها القضايا الأخلاقية التي وصلت إلى حد هتك العرض فيما بين فئات الأطفال، ولعل أن الشبهات التي باتت تطارد الأطفال على مستوى مقاهي الأنترنت أو حتى بالبيوت تبين حجم الكارثة المتربصة بفئة الأطفال وجنوحهم في قضايا الشرف التي أفرزت آباء وأمهات في سن 16 عاما، بل حتى أن بعض القضايا انتهت بالقتل لطمس معالم الجريمة والإفلات من المتابعة. وهي من نتائج عدم تضييق الخناق على الأطفال في استعمال وسائل تعود عليهم بالخطر في حال إساءة استخدامها والتغلغل في بعض المواقع المشبوهة أو حتى تلك التي تزرع بذرة العنف في نفوس الأطفال وتؤدي إلى اعوجاج سلوكاتهم وتهديم أخلاقهم، وتنتهي كل تلك السيناريوهات بتغلغلهم في عالم الجرائم الأخلاقية التي لا تتوافق وسنهم.