كشف المهندس ''بريكلي لمين''، ممثل شركة الكندي لتكنولوجيا المعلومات، في كلمته خلال اليوم التحسيسي الذي نظمته الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث حول ''حماية الأطفال من أخطار الانترنت''، أن استعمال الأطفال في الجزائر للانترنت يشكل تحديا كبيرا للأسر والمجتمع ككل، حيث أظهرت الإحصاءات والأرقام المقدمة من طرف عدد من المختصين أن 77 بالمائة من إجمالي متصفحي الانترنت من الأطفال يتراوح سنهم بين 8 سنوات و13 سنة، كما أبرزت الدراسات أن طفلا من بين ثلاثة أطفال يصدم لرؤيته مواقع عنف أو إباحية أو غيرها من المواد المحظور تناولها والتي يستمر تأثيرها السلبي إلى عمر متقدم. نظمت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، يوما تحسيسيا بالتعاون مع شركة الكندي للتكنولوجيا بينت خلالها الأخطار المحدقة بالطفل جراء استعماله غير المراقب للانترنت، حيث قدم المهندس بريكلي في مداخلته أكثر المواقع تصفحا من قبل الأطفال حيث احتل تصفح البريد الالكتروني مقدمة المواقع والخدمات الأكثر زيارة من قبل الأطفال ثم تأتي في المرتبة الثانية البحث عن معلومات للواجبات المدرسية يليها البحث عن مواقع تحميل الألعاب والأفلام ومنتديات الدردشة. وذكر المهندس لمين بريكلي ان مخاطر الانترنت في الجزائر زادت بزيادة نسبة استعمال هذه الأخيرة حيث استشهد بآخر إحصاءات الدرك الوطني التي أكدت تسجيل 460طفل تعرض للتحرش بكل أنواعه وأن هناك 138 ضحية اغتصاب كما تم تسجيل 167ضحية للعنف الجسدي بمختلف أنواعه بسبب الانترنت واستعمالها السيئ وعدم مراقبة الأولياء لأطفالهم بالشكل اللازم ومحاولة معرفة مع من يتواصلون طوال اليوم عبر الشبكة العنكبوتية وعن السيل الأنجع لحماية الأطفال من مخاطر الأنترنت. 26بالمائة من أولياء الأطفال لا يتقنون استعمال الأنترنت ذكر السيد بريكلي ان الحوار والتربية يعدان من أهم ركائز تقليل أخطار الانترنت على الأطفال. وتأسف المتحدث لكون 26بالمائة من أولياء الأطفال لا يتقنون استعمال الانترنت، فجهلهم هذا يؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة بالنسبة للأطفال فإذا كان بإمكان الأولياء ان يبحروا في الانترنت فيمكنهم ان يستعملوا برامج لترشيح المواقع وحجب كل ما يشكل خطرا على صحة الطفل وتربيته. إلا أنه ورغم فعالية هذه البرامج غير أنها لا تضمن إبعاد الخطر عن الطفل بشكل تام، وهنا يبرز دور الأولياء بشكل اكبر حيث ينصح المختصون بان يتعلم الأولياء استعمال الانترنت ووضع الحاسوب في قاعة مشتركة بالإضافة إلى تنظيم أوقات استعمال الانترنت بشكل يضمن متابعة الأولياء لأطفالهم بصورة دائمة ودقيقة. وفي ذات السياق أكد الدكتور بوخظار ممثل عن ''الفورام'' أن الهيئة تبذل جهودا حثيثة لتطبيق القانون الخاص المتعلق بحماية الأطفال من أخطار الأنترنت، من خلال تنظيم أيام دراسية وحملات تحسيسية في المدارس وغيرها، حيث أصبحت هذه الأخيرة تشكل خطرا حقيقيا يهدد الأطفال في مجتمعنا، نظرا لاستعمالها الواسع من قبل هذه الشريحة دون رقابة تذكر. وأضاف الدكتور بوخظار أن المشكل الذي يجب أن ننتبه إليه هو أن العديد من الأولياء وأصحاب مقاهي الانترنت لا يولون انتباها لما يتصفحه الأطفال، فيمكن أن يكونوا أهدافا وبكل بساطة للجريمةِ أو الاستغلال بشتى أنواعه، خاصة أن الأطفال مولعون باكتشاف الجديد، وغالبا ما يقعون ضحايا لمواقع إباحية خطيرة. بالإضافة إلى مخاطر أخرى يتعرض لها الأبناء خاصة المراهقين منهم عند استعمال الشبكة، منها احتمال مصادفة أو مشاهدة مواد غير ملائمةِ لمثل سنهم، أو غير لائقة أخلاقيا مثل صور أو مواد عنف، أو تزويد الغرباء بمعلومات شخصية عن أفراد العائلة قد تستغل من أجل السرقة والاحتيال، أو استقبال الأبناء لمعلومات عن طريق البريد الإلكتروني بها مواد غير لائقة، أو تحث على العنف، أو تدعو إلى التمييز العنصري ضد ديانة معينة أو مجتمع معين، وغير ذلك من الأخطار التي يجهلها الآباء للأسف، ولا يعيرون لها بالا، لكن تأثيراتها للأسف كبيرة جدا على الطفل، ونتائجها وخيمة علي نفسيته وصحته وسلوكه ومداركه العقلية.