كشف مسؤولون أمنيون وعسكريون مصريون لوكالة (أسوشيتد برس) أن 16 ألف شخص اعتقلوا منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية الماضي، في وقت تؤكّد فيه تقارير تصاعد الانتهاكات ضد المعتقلين في السجون ومراكز الإيقاف. قالت الوكالة إن مسؤولين اثنين في وزارة الداخلية واثنين آخرين من الجيش كشفوا لها عن عدد المعتقلين من معارضي الانقلاب خلال الأشهر الثمانية الماضية. وكشف هؤلاء المسؤولون أن هناك ثلاثة آلاف معتقل من القيادات العليا والوسطى لجماعة الإخوان المسلمين ضمن العدد الكلّي للمعتقلين، كما يوجد في السجون مئات من النساء والقصّر الذين اعتقلوا لمشاركتهم في احتجاجات. ويعتبر عدد المعتقلين الذين تحدّثت عنه الوكالة الأعلى منذ أكثر من عقدين. وكان هناك ما يصل إلى ثلاثين ألف معتقل جلّهم من الإسلاميين في العقدين الأخيرين من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويظلّ كثير من المعتقلين محبوسين في أقسام للشرطة وفي مراكز إيقاف داخل معسكرات تدريب لقوات الأمن بلا محاكمة، ويشتكي أهاليهم من ظروف الاعتقال القاسية، ويظلّ المعتقلون في تلك المراكز بلا محاكمة لمدد طويلة في وقت تشهد فيه السجون اكتظاظا كبيرا. وروت والدة شابّ في العشرين من عمره أنه موقوف منذ جانفي الماضي مع 22 من رفاقه في غرفة ضيقة (ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار) بمركز للشرطة بأسيوط جنوب مصر، وقالت إن هؤلاء الشبان الذين اعتقلوا لمشاركتهم في مظاهرة مناهضة للسلطة الحالية يعانون من مشاكل كثيرة وظروف اعتقال سيّئة جدّا. وقالت الوكالة إن التقارير الحقوقية تفيد بأن الانتهاكات التي يتعرّض لها السجناء تتصاعد وسط تساؤلات عن دور النائب العام في التحقيق فيها واتّساع دائرة تلفيق التهم وارتفاع أعداد المعتقلين من النّساء والقصّر. من جانب آخر، أعلنت الداخلية المصرية مقتل ضابطين من الجيش المصري وخمسة (عناصر تكفيرية) واعتقال أربعة مسلّحين أمس الاربعاء (خلال مداهمة بؤرة إرهابية في مركز قليوب بمحافظة القليوبية بشمال القاهرة). وقال بيان للداخلية (أكّدت تحريات ومعلومات الأجهزة الأمنية قيام مجموعة من العناصر التكفيرية لأنصار بيت المقدس بتشكيل بؤرة إرهابية واتّخاذها من أحد ورش تصنيع الأخشاب بقرية عرب شركس التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية مكانا لاختبائها وإخفاء المواد المتفجرة والأسلحة النارية وانطلاقاتها لارتكاب العديد من الحوادث الإرهابية في الفترة الأخيرة، من بينها التعدّي على حافلة ونقطة للشرطة العسكرية وتفجير مديرية أمن القاهرة واستشهاد اللواء محمد السعيد). وأضاف البيان (وفى الساعات الأولى من صباح الأربعاء قامت حملة ضمت قوات العمليات الخاصة والأمن الوطني والأمن العام ومديرية أمن القليوبية بالاشتراك مع خبراء مفرقعات سلاح المهندسين بمداهمة البؤرة المشار إليها، حيث دارت مواجهة شرسة دامت عدة ساعات مع عناصر البؤرة الإرهابية استخدم فيها الأسلحة النارية والعبوات الناسفة والدراجات النارية والسيّارات المفخخّة والأحزمة الناسفة ضد القوات التي قامت بمبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية بكثافة عالية). وحسب البيان أسفرت تلك المواجهات عن مقتل 5 من (العناصر التكفيرية) وضبط 4 من العناصر الارهابية، ومقتل ضابطين من خبراء مفرقعات سلاح المهندسين بالقوات المسلّحة وإصابة ضابط من العمليات الخاصة بالأمن المركزي بطلق ناري. كما أسفرت عمليات التفتيش عن ضبط كمّيات كبيرة من المتفجّرات وأدوات تصنيعها والأسلحة النارية جارى حصرها.