استيراد الأبقار وفتح المجال للتعاونيات الفلاحية أبرز الحلول المقترحة عادت أزمة الحليب إلى الواجهة من جديد عبر مختلف ربوع الوطن بعدما اشتدت حدتها خلال الشهر الفضيل لتستمر إلى غاية هذه الأيام ،حيث وجد المواطنون صعوبة كبيرة لاقتناء هذه المادة التي تعتبر جد ضرورية ومفيدة للصحة خاصة للأطفال، الأمر الذي أدى بالعديد من الزبائن إلى "حجز" عدد من الأكياس عند الباعة وأصحاب المحلات الذين اعتادوا التسوق من عندهم وذلك قبل وصولها من قبل شاحنات التفريغ التي عادة ما تكون اغلب صناديقها قد بيعت قبل موعد وصولها . لا زالت أزمة الحليب تصنع الحدث هذه الأيام عبر مختلف ربوع الوطن ، في الوقت الذي تشدد فيه جهات أخرى التي لها دراية واسعة بالقطاع ومجال تربية البقر الحلوب ،على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى لهذا المجال من اجل الاكتفاء الذاتي لهذه المادة الحيوية التي تعتبر جد مهمة للصحة ولنمو الجسم خاصة الأطفال ،حيث ترى انه كان لزاما على الجهات المسئولة التفكير في كيفية إيجاد سبل للخروج من هذه الأزمة التي تتكرر سنويا بمجرد تذبذب السوق الدولية في أسعار المواد الأولية وعلى رأسها مسحوق الحليب أو ما يسمى ب"حليب الغبرة" الذي يشهد نقصا كبيرا في التوزيع تسبب في خلق تذبذب في تحويل وتصنيع الحليب وبالتالي حدوث الأزمة التي بدأت بوادرها للظهور خلال الشهر الفضيل غير أن المشكل استمر وزادت حدته خلال الأيام الماضية أين وجد المواطن نفسه تائها بين الاستعانة بحليب البقر الطازج لدى بعض المربين والذي يباع بأثمان باهضة وبين النهوض باكرا لترصد شاحنات التفريغ أمام محلات بيع الحليب ومشتقاته من اجل الظفر بأكياس إضافية قد تغنيه رحلة البحث عن الحليب مدة أسبوع كامل. ويلجا العديد من الأشخاص إلى الانتظار في طوابير لا متناهية أما مدخل المحلات للظفر بكيسين من الحليب وفق ما برمجه احد البائعين على مستوى العاصمة حتى يضمن أن المادة تصل إلى كل من يطلبها منه. وببلدية باش جراح مثلا يلجا الزبائن إلى حجز عدد من الأكياس يوم واحد قبل مجيء شاحنات التفريغ ، وقد امتدت المشكلة إلى كل من ولاية المسيلة وتيزي وزو وبعض مناطق الغرب، وهي الطريقة التي تذكرنا بسنوات الأزمة التي مرت بها الجزائر في الثمانينات . المشكل هذا والذي اثر بالسلب على وظيفة وحدات تحويل وتعبئة الحليب ال118 الموزعة على التراب الوطني كانت قد هددت مرارا بالتوقف عن العمل في ظل استمرار الشح المطبق من طرف الديوان الوطني للحليب بخصوص توزيعها مادة الغبرة أو المسحوق المستورد من الخارج والذي كان قد قال بشأنه مسئول بذات الديوان متحدثا لأحد القنوات الإذاعية الوطنية أن المشكل يكمن في قلة المواد الأولية منها الغبرة والموجود منها لا يزال بالموانئ ينتظر التحاليل المخبرية التي عادة ما تطبق على كافة المواد المستوردة الموجهة للاستهلاك ، إلى تذبذب في سلسة توريد المسحوق على مستوى السوق الدولية، وتحدد في هذا الخصوص حصص محولي الحليب حسب الكمية المستوردة. من جهة أخرى يرى العديد من الفلاحين والمهتمين بمجال إنتاج الحليب الطازج ،انه ينبغي على الدولة أن تراعي العديد من الجوانب في هذا المجال حتى تقضي على مثل هذه المشاكل التي أصبحت تلازم المواطنين وتفقدهم السيطرة على عقولهم باعتبار الحليب مادة غذائية أساسية والثانية بعد الخبز لدى المستهلك الجزائري ،بحيث على السلطات اليوم التفكير في استيراد كميات كبيرة من الأبقار مع خلق تعاونيات محلية تكون مدعمة من طرف الدولة على أن تكون مزودة بمختلف الآليات التي لها علاقة بالتبريد والتخزين والتعبئة حتى تصل المادة إلى المؤسسات التي تتكفل بالتعقيم والمعالجة والتغليف مثلما هو معمول به لدى الدول المجاورة التي لم تسجل مشاكل مل هذا النوع منذ العديد من السنوات.