* تأخر كبير في توزيع قفة رمضان وأيام عسيرة بسبب موجات من الحر عرف شهر رمضان المعظم هذه السنة العديد من الأحداث جعلت منها حديث الشارع في الوقت الذي تسارعت فيه مختلف وسائل الإعلام من اجل الوقوف عند ابرز ما عاشه المواطن الجزائري في هذه الفترة التي اتسمت بمفارقات كثيرة جعلت الصائمين في حيرة من أمرهم حول إيجاد أنجع السبل للخروج من المشاكل التي اعترضت صيامهم أهمها الأسعار الملتهبة للمواد الأساسية ،جفاف حنفيات أحياء بأكملها في العديد من مناطق الوطن،انقطاعات متكررة للكهرباء في عز أيام الصيف وغيرها من الأحداث التي أثرت بالسلب على أداء فريضة الصيام. ولعل ابرز ما شد الانتباه خلال هذا الشهر الفضيل الذي تزامن وفصل الصيف هي الاحتجاجات المتكررة لسكان بعض بلديات الوطن بسبب جفاف الحنفيات تارة وانقطاع الكهرباء تارة أخرى أو حتى مطاردة البائعين غير الشرعيين مما جعل من تلك المشاكل أزمات أدت بالشباب إلى الخروج إلى الشارع وقطع الطرقات تنديدا لتلك الضغوطات التي تضاف إليها مشاكل ارتفاع الأسعار واستهجان اللحوم الهندية المجمدة إلى جانب الارتفاع المسجل في درجات الحرارة من فترة لأخرى وما ألحقته من مشاكل صحية على بعض المرضى والمسنين الذين عانوا كذلك من مشكل تأجيل منحتهم إلى غاية شهر أكتوبر. جفاف الحنفيات وانقطاع الكهرباء يخرج الغاضبين إلى الشارع شهد الشهر الفضيل هذه السنة موجات من الغضب والاحتجاجات عبر مختلف ربوع الوطن، بسبب العديد من المشاكل اليومية التي أثرت بالسلب على يوميات المواطنين الذين لم يجدوا أمامهم سوى الخروج إلى الشارع وقطع الطرقات للتعبير عن غضبهم ولفت انتباه السلطات المحلية التي يبدو وحسب شهاداتهم غائبة وفي سبات زادها الشهر الفضيل تكاسلا خاصة وان الذي يقصد بعض بلديات الوطن بعد منتصف الشهر الفضيل وفي الساعات الأولى من اليوم لا يجد في استقباله لا المير ولا حتى أهم نوابه وإذا استفسرت للأمر يقول لك الحارس عند الباب "عاود ولي العشية ما يجوش الصباح" هي الجملة التي تتردد على مسامع المواطنين يوميا في هذا الشهر الفضيل الذي يفترض أن تتضاعف فيه الأعمال غير أن الكسل يبدو انه سمة حتى المسئولين الذين انتخبوا من اجل خدمة المواطن،هذا وقد عاشت كل من مناطق بتيبازة ،العاصمة وجيجل، عين الدفلى، بومرداس وبعض مناطق ولايات الجنوب، أحداثا من الاحتجاجات عادت اغلبها إلى انقطاعات في التزود بالمياه الصالحة للشرب وكذا في التيار الكهربائي وذلك في أوج فصل الصيف وما يتطلبه من الاستعمال الوفير للمياه والكهرباء للشرب،الغسيل والتبريد . غلاء الأسعار واستيراد اللحم الهندي يثيران حفيظة المواطنين عادت مشاكل التهاب الأسعار إلى الواجهة في هذا رمضان ،بحيث ومنذ انطلاق أول أيامه شهدت الألواح المثبتة فوق أعلى صناديق الخضر والفواكه تغيير الثمن إلى أعلى معدلاتها بعدما لجا التجار إلى فرض قوانينهم على المواطنين بحجة الغلاء الذي ميزته أسواق الجملة، وبين تقاذف التهم والحجج بين الطرفين عاش المواطن الجزائري خاصة منهم الفقراء وذوي الدخل الضعيف حالة من اليأس والإحباط نتيجة ما حملته هذه المشاكل من ماسي للعديد من العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على ترك أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه بسبب عدم قدرتها على اقتنائها شان في ذلك اللحوم الحمراء والبيضاء حيث عزف اغلب المواطنين شراها بعدما وصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم إلى حوالي 950 دينار فيما قفز سعر الدجاج إلى 370 دينار بعدما لم يكن يتجاوز 250 دينار قبل حلول الشهر ،مما أدى بالحكومة إلى الاستنجاد باللحم الهندي المجمد كحل لفك العجز المسجل في المجال غير أن عزوف المواطنين عن اقتناءه لا يزال مستمرا والدليل على ذلك قلة المرتادون على محلات اللحوم المجمدة التي تشهد ركودا تاما منذ انطلاق شهر رمضان ،بسبب العديد من الأسباب التي اعتبرها الشارع الجزائري أنها لا جدال فيها خاصة وإذا تعلق الأمر ببلد الهند الذي يمارس نصف سكانه من الهندوس والبوذيون طقوسا دينية غريبة تجعله يعبد البقر ويحرم ذبح المواشي مما جعل الأسر الجزائرية تتسابق نحو الأسواق المعروضة على الهواء الطلق لاقتناء كميات معتبرة من اللحوم وبأسعار مقبولة وبالتالي تجميدها لاستغلالها طيلة الشهر الفضيل، يحدث هذا بالرغم من التطمينات التي قدمها البيطريون بخصوص صلاحية اللحوم الهندية المجمدة وحصولها على علامة "حلال" غير أن ذلك لم يجدي نفعا خاصة وان أذهان الجزائريين لا تزال تتذكر جيدا فاجعة تسويق لحوم الحمير منذ سنوات ليست بالبعيدة والتي أثارت سخط العام والخاص خاصة وان القضية حدثت في أوج شهر رمضان منذ أكثر من ستة سنوات، مما جعل المخاوف تطفوا على السطح من جديد. تأخر كبير في منحة المسنين والمعاقين وقفة رمضان تتحول إلى قفة العيد أكثر ما ميز شهر رمضان هذه السنة كذلك هو التأخر الكبير الحاصل في توزيع قفة رمضان التي يبدو أنها ستحول اسمها لتصبح قفة العيد قبل أن يتم استبدال كافة مكوناتها،بالنظر إلى التراخي والتأخر الذي ميز العملية عبر مختلف بلديات الوطن بحيث لا تزال العديد من العائلات المعوزة على مستوى ولايات الوطن تنتظر إلى غاية الساعة موعد تسليمها القفة بالرغم من انه لا يفصلنا عن موعد العيد إلا أيام معدودة وهو ما أثار حفيظة العديد من تلك العائلات التي كانت قد هددت في العديد من المرات بالخروج إلى الشارع للمطالبة بالقفة التي تعتبر من ابسط حقوقها في ظل المعاناة التي تتكبدها وتزايد حدة الفقر بين أفرادها الذين شهدوا مرارا –حسب تصريحاتهم على أن العملية أصبحت تسير بمنطق التستر خاصة بعدما سجل شطب العديد من المعوزين من قائمة المستفيدين منها وتعويضها بأصحاب "المعارف" مما يؤكد وجود نية غير سليمة وراء العملية. نفس الأمر ينطبق على منحة المسنين والمعاقين وذوي الأمراض المزمنة الذين لا يزالون في رحلة الذهاب والإياب من والى البلديات بغرض تسليمهم المنحة الشهرية التي تأخرت عن موعدها بأكثر من شهرين في الوقت الذي تؤكد فيه مختلف الجهات المعنية أن المشكل خارج عن نطاق البلدية في حين سيتم دمج كامل المنح المتأخرة لتعويضها لأصحابها خلال شهر أكتوبر المقبل وهو القرار الذي لم يجد ترحيبا من طرف تلك الفئة المستفيدة التي عبرت عن تذمرها للمشكل الذي صادفهم في أوج شهر رمضان وعيد الفطر الذي هو على الأبواب وهي مواعيد تتطلب وفرة للمال مثلما يعرفه الكل خاصة بالنسبة لتكل الفئة التي تعاني الأمرين. موجة حر مرتفعة أخلت الشوارع وأنعشت الشواطئ سجلت أيام معدودة من الأسبوع الأول والثالث من رمضان، موجة حر غير عادية وصلت في كثير من الأحيان وبمختلف ربوع الوطن بدء من المناطق الساحلية والداخلية وصولا إلى جانب الجنوبية إلى أكثر من 40 أو 45 درجة مئوية، جعلت من الصائمين يفرون نحو الشواطئ للاستمتاع بالنسمة البحرية الباردة وبالتالي التغلب على العطش في الوقت الذي لم يحرم هؤلاء أنفسهم من السباحة طيلة تلك الأيام التي تميزت بأجواء لا تطاق وعلى عكس من هؤلاء توجه جمع آخر إلى الاختباء بالمنازل والاحتماء بالمبردات طيلة تلك الفترة التي أخلت الشوارع من الاكتظاظ حتى يتخيل لمن يتغلغل عبر الأزقة والشوارع أنها أيام راحة وعطل وليست رمضانية المعروف عنها بكثرة التسوق. مغتربون يتدفقون بكثرة على أرض الوطن لعل أكثر ما شد الانتباه خلال هذا الشهر الفضيل ،هو التدفق الكبير للجالية الجزائرية بالمهجر مع اكتظاظ لم يشهده المطار الدولي هواري بومدين إلا في فترات ومواسم الحج والعمرة ،طوابير من العائلات قادمة من كل أنحاء العالم وأكثرهم الوافدين من فرنسا وبالتحديد من منطقة باريس، ليون ومرسيليا هي النواحي التي تعرف تواجد قوي للمهاجرين الجزائريين ضف إلى ذلك القادمين من اسبانيا وبريطانيا حسب ما يتم الإبلاغ عنه من فترة لأخرى بطريقة الميكروفون أو الإعلان الصوتي للمضيفات العاملات بالمطار عندما تحط أي طائرة بالمطار معلنة وصولها من البلد الذي انطلقت منه. هي الحركة غير العادية التي عاشها المطار بداية شهر أوت بعدما علقت جميع الأسر المهاجرة عطلتها الصيفية إلى حين اقتراب الشهر الفضيل من اجل الاستمتاع بنكهة رمضان المفقودة بديار الغربة خاصة وان الشهر بالدول الغربية يمر عليهم مثله مثل باقي أشهر العام لانعدام المساجد بأغلب المدن والموجودة منها تفتقد للجو الروحي والإيماني الموجود بأرض الوطن رفقة كل ما يرمز إليه الشهر من بوادر وأجواء إيمانية تغمرها أواصل التضامن والتعاون والرحمة بين المسلمين ناهيك عن السهرات الرمضانية المفقودة عندهم والتي لا تعوض إلا بأرض الأم. شبيبة القبائل تعيد الأفراح وتنزانيا تضع حدا لمشوار سعدان كرة القدم هي الأخرى كان لها نصيب وأحداث متباينة خلال هذا الشهر الفضيل ،حيث استعاد الجمهور الجزائري فرحته من جديد بعد الفوز الساحق الذي حققه فريق شبيبة القبائل ضد منافسه الأهلي المصري لتسترجع بعد ذلك الأنصار والجماهير ليلتها ابتهاجا اخمد لعدة شهور بالنظر إلى الظهور الباهت الذي أضحى يلازم خرجات ومختلف مقابلات الخضر الذين أضحى تعثرهم وفي كل مقابلة يثير سخط الجماهير التي كانت تعلق آمالا كبيرة على رفقاء بوقرة خاصة بعد الوعود التي قدمها المدرب سعدان فور الإقصاء المبكر من المونديال على أن يجدد العزم للفوز بالكان غير أن الواقع اظهر عكس ذلك خاصة النتيجة غير المقنعة المحققة في أولى مباريات تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 وخير دليل على ذلك التعادل السلبي للخضر أمام تنزانيا الذي يعد من بين أضعف الفرق الموجودة في كامل المجموعات وهو ما أدى بالمناصرين إلى التعبير عن غضبهم الذي أجبر الناخب الوطني رابح سعدان على تقديم استقالته التي كان مطالب بها من طرف هؤلاء قبل المشاركة في المونديال غير أن الوقت لم يحن آنذاك إلا بعد نتيجة المقابلة مع تنزانيا والتي سميت ب"الكارثة والمهزلة" .