تعمّد المترشّحون الستّة لرئاسيات 2014 ترك الجزائر العاصمة آخر محطة في الحملة الانتخابية التي قاربت على نهايتها باعتبارها نقطة مهمّة قد تغيّر جميع المسارات رغم أنها تعيش في الوقت الرّاهن أجواء فاترة وباردة لم تستطع التجمّعات التي يقوم بها عدد من ممثّلي المترشّحين تغييرها واستقطاب اهتمام العاصميين لأهمّ و(أخطر) استحقاق انتخابي تعرفه الجزائر منذ الاستقلال. شرع مديرو الحملات الانتخابية للمترشّحين في التحضير لتجمّعاتهم بالعاصمة التي تجري على قدم وساق لضبط آخر الترتيبات حتى يتمكّنوا من حشد أكبر دعم لهم قبل موعد الاستحقاقات التي كانت قد عرفت في المواعيد السابقة نسبة إقبال ضعيفة في العاصمة مقارنة بالمدن الأخرى. وقد اتّفق المترشّحون الستّة عن قصد أو عن غير قصد على أن تكون العاصمة مسك الختام في الحملة الانتخابية التي لم يبق على نهايتها سوى 04 أيّام سيعملون من خلالها على إحياء أجواء الانتخابات بين العاصميين واستمالة القواعد من أجل إعطاء الصورة المطلوبة في آخر يوم من الحملة الانتخابية، حيث يرى البعض أن اللّعبة تتطلّب ذلك لوجود قراءات سياسية، في حين يرى البعض الآخر أن اختيار العاصمة جاء بمحض الصدفة لا غير. ربّاعين يختم جولته من حسين داي من جهته، مدير حملة مترشّح حزب (عهد 54) فوزي ربّاعين أكّد أن هذا الأخير اختار قاعة (عيسى مسعودي) ببلدية حسين داي للالتقاء بالجمهور العاصمي يوم السبت المقبل كآخر محطة في حملته الانتخابية، وأن اتّفاق جميع المترشّحين على أن تكون العاصمة آخر محطة كان بمحض الصدفة وليس لوجود قراءات سياسية أو أيّ حسابات حزبية، موضّحا أن ربّاعين بدأ حملته من أقصى الجنوب ثمّ توجّه إلى الولايات الشرقية قبل أن يحطّ بالعاصمة لمدّة يومين نشّط فيها ندوات لصالح وسائل الإعلام ليستأنف جولته إلى الغرب ثمّ المدن الداخلية قبل أن يحطّ الرّحال بحسين داي، أين سينظّم تجمّعا عاديا مع مناضلي الحزب ومواطني بلدية حسين داي ليشرح لهم برنامجه الانتخابي وبعمل على إقناعهم بالتصويت له. سلاّل يلتقي اليوم بجمعيات المرأة والشباب.. والقاعة البيضاوية مسك الختام مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلاّل فضّل أن تكون لديه محطتان في العاصمة، أولاهما ستكون اليوم، حيث سيجتمع بجمعيات تُعنى بقضايا المرأة في قاعة (حرشة)، كما نظّم لقاء ثاني مع جمعيات الشباب بقصر الشعب، على أن تحتضن القاعة البيضاوية في 12 أفريل الجاري أكبر تجمّع شعبي سيضمّ مناصري بوتفليقة من كلّ فئات المجتمع. وتعمل مديرية حملة بوتفليقة بالعاصمة على قدم وساق لإنجاح التجمّع الأخير الذي وصفه مديره شهاب صديق بأنه سيكون بمثابة عرس بمستوى هذا الاستحقاق التاريخي الذي سيكرّس الديمقراطية في الجزائر. بن فليس يفضّل الدويرة لحشد مناصريه في هذا الصدد، أكّد طارق بومغار مدير حملة المترشّح علي بن فليس أنه تمّ اختيار القاعة المتعدّدة الرياضات بالدويرة لتحتضن الآلاف من مناصري بن فليس في آخر يوم من عمر الحملة الانتخابية، وأنه اختار هذا التوقيت بالذات ليخاطب مؤيّديه بقلب الجزائر من أجل إحياء الأجواء الانتخابية وتحفيز المواطنين على التوجّه إلى مكاتب الاقتراع ولوضع حدّ للفتور الذي يشهده الشارع العاصمة، كما أنه فضّل التركيز على المدن الداخلية لإخراجها من عزلتها ووضعها في قلب الحدث التي ستقدم عليه الجزائر خلال الأيّام القليلة القادمة. كما ستعرف القاعة المتعدّدة الرياضات بالدويرة خلال التجمّع الشعبي حضور كلّ من ممثّلين عن المجتمع المدني ومناضلي الأحزاب التي ساندت ترشّحه، إلى جانب شخصيات سياسية ورجال أعمال قاموا بدعم حملته الانتخابية ومواطنين اقتنعوا بأنه الرجل المناسب لقيادة الجزائر في الفترة القادمة، وسيسبق هذا اللّقاء لقاء تحضيري للمديريات الولائية المقرّر اليوم، ومن المنتظر أن يحدث التجمّع الأخير المفاجأة حسب منشّطي حملة بن فليس. حنّون وبلعيد سيخاطبان العاصميين من قاعة "حرشة" أمّا المترشّحة لويزة حنّون فقد قرّرت أن تختم حملتها الانتخابية من قاعة (حرشة)، حسب ما أفاد به رمضان تعزيبت المسؤول عن الحملة الانتخابية بالعاصمة. حيث توقّع المتحدّث أن يكون التجمّع الأخير الذي سيكتسي أهمّية خاصّة متماشيا مع التحدّي ورهانات الحزب، وأضاف أن القائمين على الحملة مجنّدون للحضور بقوة، خاصّة وأن أغلب التجمّعات التي نشّطها قيادو الحزب كانت ناجحة -حسبه- وعرفت مشاركة قوية واستجابة من القاعدة الذين التفّوا حول لويزة حنّون ودعّموا برنامجها. وهي نفس القاعة التي اختارها مترشّح جبهة المستقلّ عبد العزيز بلعيد للالتقاء بالعاصمين في 12 أفريل الجاري، حيث سيعمل على حشد الدعم الشعبي من أجل المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وهو المطلب الذي يسعى باقي المترشّحين إلى تعزيزه وتفعيله في آخر تجمّعاتهم قبل أن يحدّد الصندوق كلمته الأخيرة لاستحقاقات 17 أفريل في ظلّ التخوّف من العزوف الانتخابي الذي يشكّل هاجسا لدى السلطة ويثير مخاوف المترشّحين.