قطعت حوالي 3 آلاف ميل (4830 كيلومتر) حتى أبحث عن الحقيقة، وأعلن إسلامي بعد دراسة لأكثر من 6 سنوات.. هكذا تحدث _آليكسندري ماركس_ لشيوخ المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، بعد نطقه شهادة التوحيد. ماركس الأفريقي الأصل، والذي نشأ وترعرع في غابات الأمازون الاستوائية، قرر اعتناق الدين الإسلامي بعد قراءة متأنية فيه منذ 1998. وقال خالد رزق تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، لوكالة الأناضول، إنهم (فوجئوا الأسبوع الماضي، بشخص أفريقي الأصل يدخل عليهم المجلس، طالبا إعلان إسلامه ونطق شهادة التوحيد (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله). وأضاف: (حكى ماركس إنه ولد ونشأ داخل الكنيسة الكاثولوكية الرومانية، ومنذ تلقيه المعلومات الأولية في صغره، كان يشعر بفراغ روحي، ومر بفكره بعض الأسئلة الوجودية عن الإله والرب والمتحكم في هذا الكون دون إجابة). وأشار تقي الدين إلى أن (ماركس التقى في 1998، بامرأة مسلمة تسمى ماريا دو كارمن، تفقه منها في بعض الأمور الدينية، وأرشدته إلي بعض الكتب، وبدأ بعدها التعمق في الدين لمعرفة الحقيقة واكتشاف الإسلام، والقضاء على الفراغ الروحي الذي كان يشعر به، حتى قرر نهاية الشهر الماضي أن يتجه إلى المجلس لإعلان إسلامه). وأضاف: (قطع 16 ساعة متواصلة بالقارب السريع حتى وصل إلى مدينة (مانوس) عاصمة ولاية الأمازون بالبرازيل ، ومنها استقل طائرة إلى مدينة (ريو دي جانيرو) لمدة 6 ساعات، قبل أن يصل في النهاية إلى المركز بمدينة ساو باولو البرازيلية). وتابع تقي الدين: (كانت تغمره السعادة عقب إعلان إسلامه، وقال لنا إن روحه قد ردت إليه، وأصر أن يبقي معنا ليتعلم الأمور الأساسية التي تقربه من الله وكيف يعبده، والتعرف علي الوحدانية بطرق صحيحة بعيدة عن الفلسفات البشرية)، بحسب قوله. وأشار إلى أن (إسلام ماركس جاء نتاج جهد قام به الشيخ عبد الرحمن البغدادي أحد أوائل الشيوخ الذين زاروا البرازيل في 1866، والتقوا الهنود الحمر (السكان الأصليون بالأمريكيتين) في غابات الأمازون، وسط الغابات المتشابكة، ودعاهم للإسلام، رغم كل المتاعب التي واجهها من هؤلاء الأشخاص الذين لا يقبلون غريبا). وكان تقي الدين قال في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، إن (ثلاثة برازيليين (من بينهم امرأتان)، اعتنقوا الدين الإسلامي طواعية، خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي، بعدما حضروا الفاعليات التي يقوم بها المجلس بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية). ويقيم في البرازيل أقلية مسلمة تقدر بمليون ونصف المليون نسمة، ينتشرون في أغلب الولايات، ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزا إسلاميا، ويمتلكون أكثر من 100 مسجد ومصلى يعمل بها 60 شيخا وداعية.