قضيته هي الجزائر وهدفه الوحيد وراء ترشّحه لعهدة رابعة هو (مواصلة الإصلاحات) التي كان قد شرع فيها تحضيرا لتسليم دفّة القيادة لجيل الإستقلال.. هذا ما يصرّ على التذكير به المترشّح لرئاسة الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يحفظ له التاريخ أنه كان مهندس ومجسّد المصالحة الوطنية التي وضعت حدّا لمأساة عشرية كاملة عاشتها الجزائر تحت وطأة الإرهاب الهمجي، ويبدو بوتفليقة أقرب المرشّحين للفوز بثقة غالبية الناخبين في استحقاق الخميس. يرفع شباب وشياب ومواطنون من كلّ الأعمار والشرائح عبر مختلف مناطق التراب الوطني شعار (الاستقرار والاستمرار)، ويرافعون لبقاء بوتفليقة في قصر المرادية لخمس سنوات أخرى، مؤكّدين أنهم قرّروا التصويت لصالحه يوم 17 أفريل. وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنتديات بكثير من الأصوات الداعمة ل (بوتفليقة) التي لا تتردّد في خوض حروب إلكترونية لإسماع صوتها وتأكيد وفائها للرجل الذي نذر حياته للجزائر. ورغم أن بعض الفايسبوكيين يتهجّمون على أنصار بوتفليقة ويصفونهم بأشنع الأوصاف ك (الشيّاتين) و(المطبّلين)، إلاّ أن ذلك لم يمنعهم من التعبير عن آرائهم بكلّ قناعة، مؤكّدين أن بوتفليقة يعدّ الأقدر، من بين المترشّحين للرئاسيات، على ضمان مواصلة مسيرة التنمية التي تجسّدت نتائجها عمليا حتى الآن بإنجازات لا يغفلها وينكرها إلاّ الجاحدون والعمل على تثبيت استقرار الوطن. ومقابل الأهداف الخمسة التي يتوخّاها برنامج الرئيس بوتفليقة في العهدة الرّابعة يقدّم أنصاره عددا من الأسباب، لا يقلّ عن ستّة، يرون أنها تصوّغ لهم إعادة انتخاب (عبد القادر المالي) رئيسا للبلاد لعهدة جديدة. أوّلا: المخاطر الكبيرة المحدقة بالجزائر، وهي مخاطر داخلية وخارجية تجعل البلاد في أمسّ الحاجة إلى رجل يجمع بين الحكمة والمقدرة على تحصيل ما يشبه الإجماع الوطني، وكذا السمعة الدولية الرّاقية، وهي صفات تتوفّر في بوتفليقة. ثانيا: الرغبة في ضمان استقرار أوضاع الجزائر، حيث أن انتخاب شخصية جديدة على رأس البلاد من شأنها إعادة صياغة وتشكيل أدوات الحكم وهو أمر له مخاطره، خصوصا في ظلّ الظروف والأوضاع الإقليمية، ولنا فيما جرى ويجري في بعض البلدان العربية أمثلة بارزة على صعوبة إعادة تشكيل أدوات حكم جديدة. ثالثا: الرغبة في تحقيق استمرار البرامج البوتفليقية التي سمحت للجزائريين بالتنفس اجتماعيا، سواء في جانبي التشغيل والسكن، والمأمول القضاء على ما تبقّى من مشاكل. رابعا: التخوّف من المجهول، حيث يخشى كثيرون أن يخفق رئيس آخر، غير بوتفليقة، في التعامل بالشكل المطلوب مع حالة الاحتقان السياسي داخليا والتهديدات الخارجية، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على البلاد والعباد. خامسا: تحقيق حلم الإصلاحات ومواصلة الضرب على أيدي الفاسدين والمفسدين، فبينما يقول بعض المناوئين ل (بوتفليقة) إن عددا كبير من قضايا الفساد ظهر في عهده يردّ أنصار الرجل بأن هذا الأخير لم يتردّد في محاربة بؤر الفساد، وأن عددا غير قليل من قضايا الفساد بين يدي العدالة، كما يعبّرون عن أملهم في الذهاب بالإصلاحات التي أقرّها بوتفليقة في مختلف المجالات إلى أبعد مستوياتها الممكنة. سادسا: العدد الكبير جدّا من الفعاليات السياسية والجمعوية والشخصية الوازنة التي تدعّمه جهارا وتحشد ملايين الجزائريين للتصويت لصالحه. ويرجو أنصار بوتفليقة أن يستمرّ تحسّن وضعه الصحّي، مشيرين إلى أن ظهوره الأخير حين استقبل نائب رئيس وزراء البرتغال يؤكّد هذا التحسّن، وهو أمر يشجّعهم أكثر على التصويت لصالحهم. ويعرب كثيرون من أنصار بوتفليقة عن رضاهم بما سيحكم به صندوق الانتخابات يوم 17 أفريل واستعدادهم لاحترام الشخصية التي سينتخبها غالبية الجزائريين، أيا كانت، مؤكّدين ثقتهم في قدرة بوتفليقة على حصد أغلبية أصوات الناخبين.