انتشار المواقع الضارة، وخاصة الإباحية منها، بات يشكل أكبر تحدٍ للآباء في حماية أنفسهم أولاً، ثم أطفالهم من خطر هذه المعضلة، ويعد الإهمال في عدم مراقبة الأطفال وهم يقضون الساعات الطويلة أمام الإنترنت، من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها الآباء بحق أبنائهم، فالشبكات الاجتماعية ومواقع الدردشة والمواقع الإباحية كلها تسهم في تدمير ما يبنيه الآباء في نفوس أطفالهم، فبكبسة زر ورمشة عين يصبح كل شيء في خبر كان، لهذا من الضروري جداً التحلي باليقظة المستمرة لبناء جدار حماية يقي من هذه المواقع الهدامة! عادة ما يفرح الآباء عندما يتعامل أطفالهم مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بكل سهولة وسلاسة، الأمر الذي يجعلهم يثقون بهم إلى أقصى درجة، ويتركونهم يتعاملون مع الإنترنت بكل حرية، ولكن هل يتساوي تصفح الأطفال لموسوعة علمية على سبيل المثال وتصفح مواقع إباحية..! الإجابة على هذا السؤال جاءت من خلال دراسة أجرتها شركة سيمانتيك لأمن الكمبيوتر، والتي أظهرت أن أكثر الموضوعات شيوعاً والتي يبحث عنها الأطفال على الأنترنت من خلال استخدامهم لموقع يوتيوب لمشاهدة أفلام الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي للاتصال بالأصدقاء، هي كلمتي (جنس) و(صور فاضحة).. تطبيقات جديدة للحماية يشهد استخدام شبكة الإنترنت في المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً مع تزايد تصفح الأطفال والشباب للشبكة بحثاً عن المعلومات، أو بغرض الترفيه، أو التعارف الاجتماعي، وغالباً ما يكون من الصعب بالنسبة للآباء تزويد أولادهم بالنصائح والمعلومات الأمنية الصحيحة عن تصفحهم لشبكة الإنترنت. ومن هنا يشدد المختصون على ضرورة إيجاد بيئة استخدام شبكي آمن وخالية من المخاطر للصغار من مستخدمي الشبكة العالمية. وللإشارة فهناك الكثير من البرامج التي أضافتها شركات التكنولوجيا العالمية على نظم تشغيلها، للقيام بهذا الدور نيابةً عن الآباء لتأمين الإنترنت، ومنع العديد من المواقع الضارة، ولا سيما تلك التي تعتمد على نشر مواد إباحية مخلة بالآداب. من هذه الإضافات برنامج يطلق عليه: metacrt، وهو برنامج متوافق مع متصفح (فايرفوكس وغوغل كروم) ويستطيع منع أكثر من650 مليون موقع إباحي. وفي ذات السياق، توصلت شركة (كايت فون) الكندية للبرمجيات، إلى تطبيق جديد يسمح للآباء بالتحكم في التطبيقات والمواقع التي يستخدمها أبناؤهم والأشخاص الذين يتصلون بهم أو يبعثون لهم رسائل نصية. وأظهرت دراسة لمركز (بيو) للأبحاث أن أكثر من ثلث المراهقين الأميركيين لديهم هواتف ذكية بزيادة أكثر من الخمس في عام، ونصف هؤلاء على الأقل يستخدم الهاتف كوسيلة رئيسة للدخول على الإنترنت مما يصعب على الآباء متابعة تصرفاتهم. وقال أنوج شاه شريك في شركة (كايت فون) ومقرها تورنتو: (عندما يكون لديك هاتف ذكي، يكون الإنترنت في جيبك أينما تكون وبعيداً عن عيون والديك).. وأصدرت الشركة تطبيقاً جديداً يحمل اسم (كايت تايم) وهو مخصص للصغار من سن 13 إلى 17 عاماً. ويحمل التطبيق الجديد العديد من خصائص تطبيق (كايت فون) لكن لا يتيح خاصية منع المكالمات، في حين أصدرت شركة (نت ناني) المتخصصة في برمجيات المراقبة، متصفحاً جديداً للأجهزة التي تنتجها شركة (أبل) وتعمل بنظام تشغيل (آي أو إس) لتصفية محتوى الإنترنت ومنع المحتوى غير الأخلاقي. وهذه التقنية الجديدة، تساعد الآباء على مراقبة مشكلات مثل البلطجة عبر الإنترنت والاستغلال الجنسي وسرقات بطاقات الهوية على شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك (فيسبوك) و(تويتر). وللآباء الذين تتراوح أعمار أبنائهم بين عامين وثمانية أعوام، يتوفر تطبيقا مجاني مع متصفح إنترنت محكم يسمح فقط بتصفح المحتوى الملائم للأطفال، بما في ذلك لقطات الفيديو التعليمية والألعاب التفاعلية والكتب. والتطبيق متاح على هواتف (أندرويد) و(آي باد) وعلى الإنترنت.