حليب ومشتقاته: مجمع "جيبلي" يعتزم الشروع قريبا في تصدير الأجبان الى عدة دول    رئيس الجمهورية: الجزائر وصلت إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات    كأس الكونفدرالية: رضواني و بلقاسمي (اتحاد الجزائر) و ديب (ش.قسنطينة) في التشكيلة المثالية لدور المجموعات    هزة أرضية بقوة 2ر3 درجات على سلم ريشتر بولاية برج بوعريريج    لجنة مكلفة بتحضير سيناريو فيلم الأمير عبد القادر في زيارة لولاية معسكر    تسجيل المنتجات الصيدلانية: اختيار الجزائر كنقطة اتصال على مستوى منطقة شمال إفريقيا    انتخاب الجزائري زهير حمدي مديرا تنفيذيا للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة    منصوري تواصل بنيويورك سلسلة اللقاءات الثنائية    الحزب الشيوعي الروسي يجدد دعمه لكفاح الشعب الصحراوي حتى تحقيق حقه في الحرية والاستقلال    فلسطين : الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم ال31    وزارة التجارة الداخلية: اجتماع عمل لعرض المشروع التمهيدي لقانون تموين وضبط السوق الوطنية    لقاء علمي مع خبراء من "اليونسكو" حول التراث الثقافي الجزائري العالمي    اليوم الوطني للشهيد : "جرائم الاستعمار بين الأمس و اليوم" محور ندوة تاريخية بالجزائر العاصمة    عطاف في جوهانسبرغ    أمطار مرتقبة في عدّة ولايات    مباحثات بين سوناطراك وشيفرون    الجزائر حاضرة في مؤتمر فيينا    مبارتان للخضر في مارس    خنشلة: الأمن الحضري الخارجي المحمل توقيف أشخاص في قضيتي سرقة وحيازة كحول    توقيف 05 أشخاص يشكلون شبكة إجرامية دولية    وفاة 3 أشخاص اختناقا بالغاز بعين امليلة في أم البواقي    الرئيس تبون ينهي مهام والي غليزان    هذا زيف الديمقراطية الغربية..؟!    الرئيس تبون يهنيء ياسمينة خضرا    الشركة الجزائرية للتأمين اعتمدت خارطة طريق للرقمنة    إحباط تمرير 7 قناطير من الكيف عبر الحدود مع المغرب    إشادة بمستوى العلاقات الوثيقة بين الجزائر وقطر    "فيات الجزائر" تشرع في تسويق "دوبلو بانوراما"    أيوب عبد اللاوي يمثل اليوم أمام لجنة الانضباط    قمة بأهداف صدامية بين "الوفاق" و"الشباب"    مشاريع تنموية واعدة في 2025    دعوة لإنشاء منظمات عربية لرعاية اللاجئين    في سهرة رمضانية..«الخضر» يستقبلون الموزمبيق يوم 25 مارس بتيزي وزو    إطلاق أسماء شهداء ومجاهدين على هياكل تابعة للجيش    توقُّع إنتاج كميات معتبرة من الخضروات خلال رمضان    احتفالات بألوان التنمية    "سوسطارة" تتقدم واتحاد خنشلة يغرق و"السياسي" يتعثر    هذا ما يجب على مريض السكري التقيُّد به    "حنين".. جديد فيصل بركات    تتويج "الساقية ".. بجائزة كلثوم لأحسن عرض متكامل    ضمن صفقة تبادل الأسرى.. المقاومة تُسلم جثامين أسرى إسرائيليين اليوم    الكاتب "ياسمينة خضرا" يشكر رئيس الجمهورية على تهنئته له بعد فوزه بجائزة عالمية في مجال الرواية بإسبانيا    حج 2025: إطلاق عملية فتح الحسابات الإلكترونية على البوابة الجزائرية للحج وتطبيق ركب الحجيج    استخفاف سافر بالشرعية الدولية    المخزن يُمعن في تهجير شعبه    صِدام ناري بين الريال والسيتي    عجال يلتقي وفد من جيترو    خنشلة : أمن ولاية الولاية إحياء اليوم الوطني للشهيد    توقيف قائد مولودية الجزائر أيوب    نردّ على الجرم الأبدي بأعمال راقية    هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى    الاستغفار أمر إلهي وأصل أسباب المغفرة    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    سايحي يواصل مشاوراته..    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    









هل تنقذ أمة تائهة مركبا تتلاعب به الأعاصير
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 04 - 2014


بقلم: كاظم عايش
أمة تائهة، مضروب عليها التيه، مرشحة للاستبدال بغيرها، عانت الكثير من أصناف الظلم حتى أدمنت المعاناة، ولم تتذوق يوما طعم العزة والنصر والتمكين، فتحت عيونها على أنظمة مستبدة وحكام مخلدين في الملك، فلم تعرف غيرهم وليس عندها استعداد للتعرف على سواهم، فهم بالنسبة لها قدر لا يرد، وقد رضيت بهذا القدر الذي تظنه محتما، فلعب بها اللاعبون، وعبث بمقدراتها العابثون، وهي أشبه ما تكون في غيبوبة لا يرجى منها صحو، أنا لا أقول هلك الناس، أنا أقول لقد شبعوا موتا وغيابا، وإذا حان وقت الصحو فلن يكونوا حاضرين، ستكون الدنيا غير الدنيا والناس غير الناس، لن يرثوا الأرض، فهم لم يكونوا يوما صالحين لوراثتها، أماتهم الله ليكونوا آية لمن بعدهم، هم كالذي مر على قرية، أو هم كمن ضرب الله على آذانهم ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعا.
ما كنت يوما متشائما، أنا أكثر الناس تفاؤلا، وأنا على يقين بأن الحق سينتصر في جولة قادمة بعد أن امتلأت الأرض جورا وظلما، وامتلأ الناس جبنا وخورا وتفاهة وخيانة، ولكنني لست ممن يظنون أن جيلا من الجبناء الخوارين سيحظى بشرف النصر والتمكين، ويحظى بشرف تحرير الإنسان والأرض والمقدسات، ليس هذا الجيل ممن يحمل تلك المواصفات التي ذكرت عمن يحبهم الله ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم، ليسوا أولئك الرجال الذين وصفوا بأنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، ليسوا ممن قال الله فيهم أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
المرشح لهذه المهمة جيل رباني مرتبط بعقيدته ومبادئه وقيمه، جيل لم يوصم بالجاهلية ولا العصبية، ولا الارتباط بالمصالح الضيقة، جيل يتلقى القرآن كأنما أنزل عليه، ولم يتردد في تحقيق معانيه وتنزيل أوامره على أرض الواقع، جيل تحكمه القيم والأخلاق الرفيعة التي تعلي من شأن الإنسان والمبادئ، وليس الأعراق والجهات والمصالح الدنيوية الصغيرة، جيل يحب الخير ويتوق إلى المعرفة ويعلي من قيم الحق والعدل والإنصاف والمساواة، جيل يضحي بلا حدود ويعمل بلا توقف، ويعطي بلا من، جيل ترفع عن الدنايا ويهتم بمعالي الأمور، جيل من السمو والرفعة والعطاء والنزاهة والشفافية، ليس جيلا من صنع الأوهام ولا من تهيؤات الأحلام، بل حقيقة واقعة مذهلة، يحسبه الناظر سرابا وهو في حقيقته واقع قائم، هو من سيمحو عار القعود والتواكل، وسيعفي على آثار المتثاقلين إلى الأرض، الذين رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة، سينسي الناس سيرة المنافقين الذي ملؤوا الأرض يوما، وسيعيد سيرة الصادقين الذين حفروا في ذاكرة التاريخ صنائعهم، ورسموا لعيون الناظرين دروب عودتهم الظافرة إلى آخية الحق الذي قامت به السموات والأرض.
لم أتناول مشروبا ولم أتعاط مسكرا ولا شممت شيئا أذهب عقلي حين قلت ما قلت، بل أنا أقرأ ببساطة وسهولة دستور الحق وسفر الخلود، أقرأ السنن التي لم ينتبه لها الغافلون وما أكثرهم، أقرأ العزيمة في صدور الرجال الذين أنتظرهم، أقرأ الحقيقة التي غيبها الفاسدون المستبدون بسحرهم وأوهامهم ومكرهم، ولم يستطيعوا أن يحجبوها عن بصيرة أهل الإيمان يوما، فلقد كانت دائما حاضرة في عقولهم وضمائرهم، ولكن وقتها لا يحين إلا بشروطها التي غابت عن الوجود والشهود لغياب أصحابها عنها، أقرأ نهاية الظلم، وأقرأ مصير البغي، وأقرأ تحقق النصر الذي لا ينبغي أن نشك في حدوثه فرديا على مدار الزمان، وجماعيا حين نتأهب له ونستحقه.
مركب الأمة تتلاعب به أعاصير الأهواء والشبهات، وتتهدده رياح المكر والتآمر والشهوات، ولن ينقذه إلا عزائم الأبطال المجاهدين، الذين يخرجون عن مألوف الجبناء والمهزومين، والذين إذا قالوا فعلوا، الصادقون مع أنفسهم، الناصحون لأمتهم، الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، ولا يخافون لومة لائم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.