أكد محمد كريم الدين حركاتي، الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية، أن الجزائر تتجه بثبات نحو مستقبل واعد في مجال النقل والموانئ، مستفيدة من إصلاحات عميقة وبرامج تطوير شاملة تشمل التحديث والعصرنة والرقمنة، وذلك في إطار سياسة تهدف إلى رفع كفاءة إدارة واستغلال الموانئ، وتعزيز مكانة الجزائر كمركز تجاري محوري في المنطقة. وخلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى، أوضح السيد حركاتي أن التنسيق مع الجمارك أفضى إلى اعتماد "مسارات خضراء" لتسهيل تفريغ ومعالجة البواخر المحملة برؤوس الأغنام المستوردة، مشيراً إلى تخصيص أسطول من الشاحنات لنقل هذه الأضاحي إلى مواقع الحجر الصحي المحددة من قبل السلطات، تنفيذًا لتوجيهات وزير النقل. وكشف المتحدث، عن استقبال ميناء الجزائر العاصمة، يوم أمس، باخرة ثانية محملة ب11 ألف رأس من الغنم، فيما يجري التحضير لاستقبال باخرة جديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما يتم العمل مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على تنظيم جدول دقيق لوصول باقي البواخر إلى تسعة موانئ وطنية، باستثناء ميناء أرزيو. وأوضح حركاتي، أن عملية المراقبة الصحية للأغنام تتم على مرحلتين: الأولى داخل الباخرة على يد طبيب بيطري، والثانية في مراكز الحجر الصحي وتستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام، مؤكداً تجند عمال وإطارات الموانئ لإنجاح هذه العمليات. إصلاحات تنعكس ميدانيًا وفي سياق الحديث، عن الديناميكية الجديدة التي تعرفها الموانئ الجزائرية، أشار حركاتي إلى أن صادرات الجزائر عبر الموانئ تجاوزت 5 مليارات دولار سنة 2023، مضيفاً أن الرقمنة أصبحت ركيزة أساسية في هذا المسار، حيث تم إنشاء منصة رقمية للمجتمع المينائي بالتنسيق مع الجمارك، إلى جانب اعتماد نظام عمل متواصل على مدار 24 ساعة في ستة موانئ كمرحلة أولى. وبفضل هذه الإصلاحات، بلغ حجم التبادل التجاري عبر الموانئ في 2024 نحو 130 طن من البضائع، مسجلاً زيادة بنسبة تفوق 3% مقارنة بسنة 2023. ويُعوَّل على مخطط عصرنة ضخم بقيمة 29 مليار دينار مبرمج لسنة 2025 لتجاوز بعض النقائص، لاسيما في الجوانب اللوجستية والبشرية. الجزائر تراهن على الموانئ لتعزيز مكانتها التجارية الإقليمية وكشف ذات المصدر، عن خطة اقتناء معدات حديثة تشمل رافعات وأجهزة كشف ووسائل مراقبة متطورة، فضلاً عن صيانة الأرصفة وتجريف الأحواض، وتكوين مستمر للعمال بهدف تقليص مدة مكوث البواخر وخفض الغرامات الناتجة عن التأخير في معالجة الحاويات. وفي ختام حديثه، شدد حركاتي على أن الجزائر تعمل على استكمال مشاريع توسعة الموانئ، لاسيما ميناء جنجن، الذي يُرتقب أن يلعب دورًا استراتيجيًا كبوابة نحو إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، تماشياً مع الرؤية الجديدة لتعزيز مكانة الجزائر إقليميًا ودوليًا.