واصل أمس عمال مركّب الحليب (كوليتال) ببئر خادم إضرابهم لليوم الثالث على التوالي، ممّا تسبّب في ندرة حادّة لمادة الحليب بالعاصمة وما جاورها، وهذا للمطالبة برحيل الأمين العام للنقابة الذي خذل العمال باختياره لمصلحته الخاصّة قبل مصلحة العمال في الوقت الذي تسبّب فيه توقّف نشاط المركّب في تذبذب كبير في تزويد العاصمة بمادة الحليب بعد أن كان يزوّدها بقرابة نصف مليون لتر يوميا. أوضح ممثّل العمال في اتّصال مع (أخبار اليوم) أن الإضراب الذي انطلق الخميس الماضي تسبّب في حرمان العاصميين من مليون ونصف لتر من مادة الحليب وهذا لإلزام الجهات المعنية على الأخذ بعين الاعتبار مطالبهم المهنية والاجتماعية، مؤكّدا أن الإضراب سيتواصل إلى غاية تحقيق هذه المطالب العالقة والمتمثّلة في ضرورة التسوية العاجلة لوضعيتهم المهنية وانشغالاتهم، فعلى الرغم من وعود الإدارة بحلّها عقب إضراباتهم السابقة إلاّ أنهم لم يلمسوا أيّ حلّ لجملة المطالب التي رفعوها، على غرار معادلة الأجور وفقا للاتّفاقية الجماعية الخاصّة بعمال مركّب (كوليتال)، إلى جانب تسوية التصنيف المهني للعمال للفئة ما بين 1/9 و1/11، مع ضرورة مراجعة معدل وكيفيات توزيع منح الأداء الجماعي والأداء الفردي للعمال الذين لا يتعدّى أجرهم القاعدي ال 15 ألف دينار، فيما يبقى أجر العمال المتقاعدين في حدود 13 ألف دينار. كما تمسّك العمال بمطلب إعادة النّظر في كيفية احتساب درجات التقادم الوظيفي للعمال، خاصّة وأن نقابة المركّب واعية بالمسؤولية الموكلة إليها لخدمة مصلحة العمال والمواطن على حد سواء، إلى جانب مطلب أساسي يتمثّل في رحيل الأمين العام لنقابة عمال مركّب (كوليتال) علي خليف الذي حسبهم لا يمثّلهم ولا يدافع عن حقوقهم ويخدم فقط مصالحه الخاصّة بدليل الاجتماع الذي تمّ تنظيمه مساء أوّل أمس مع ممثّل عن وزارة التجارة، ممثّل عن وزارة الفلاحة مع الأمين العام لمركّب (كوليتال) وبحضور ممثّلي الأمين العام لنقابة عمال (كوليتال) المضربين، هذا الأخير الذي لم يثر مسألة الأجور التي هي السبب الرئيسي وراء دخول العمال في الإضراب، بل راح يدافع عن مصالح خاصّة وأمور لا تخدم العمال الذين طالبوا بزيادة في الأجور بنسبة 30 بالمائة، في الوقت الذي اقترح فيه المجتمعون في اللّقاء زيادة بنسبة 10 بالمائة، ما جعلهم يواصلون إضرابهم في يومه الثالث ويهدّدون بالتصعيد في حال لم يتمّ التوصّل إلى حلول ترضي العمال.