تمكنت مصالح الأمن الحضري الرابع بالمدية من فك لغز حادث المرور المميت الذي وقع بتاريخ: 2014/05/07، والذي تسببت فيه حافلة نقل الطلبة بحي ثنية الحجر بالمدية، راح ضحيته شخص يبلغ من العمر (66 سنة). وقائع القضية على ضوء المعاينة الأولية لعناصر الشرطة فور وقوع الحادث، تبين أن صاحب حافلة نقل الطلبة ركن حافلته بمنحدر على حافة الطريق بحي ثنية الحجر، وتحديدا بالقرب من العيادة متعددة الخدمات،لاقتناء بعض الأغراض الشخصية من إحدى الصيدليات المتواجدة بعين المكان، لينزل تاركا محرك الحافلة يشتغل، وفجأة شاهد الحافلة تتحرك من مكانها لتتجه لوحدها إلى آخر الطريق، لتصيب الضحية الذي كان يعبر الطريق فأردته قتيلا، مع إصابة اثنين آخرين بجروح، كما خلف الحادث خسائر مادية معتبرة تسببت في تحطيم (09) سيارات كانت مركونة على حافة الطريق. وبعد التحقيق الذي فتحته مصالح الأمن الحضري الرابع بثنية الحجر، ومن خلال التصريحات التي أدلى بها سائق الحافلة كونه شاهد شابين داخل الحافلة يقومان بتحويلها من مكانها، مقدما بذلك مواصفات لهذين الشابين، وفي ظرف جد قياسي تمكنت عناصر البحث والتحري للأمن الحضري الرابع من تحديد هوية المشتبه فيهم، من خلال المواصفات التي قدمها لهم السائق، أين تم توقيفهم وعرضهم على السائق الذي تعرف على اثنين منهم من الوهلة الأولى، المشتبه فيهم تتراوح أعمارهم ما بين (18و22) سنة، وبعد التحقيق معهم اعترف أحدهم أن القاصر (ك. ف) هو من صعد على متن الحافلة وقام بتحرير المكبح اليدوي لها، مما أدى إلى تحرك الحافلة من مكانها، وعند محاولته توقيفها فقد السيطرة عليها، مما جعله يقفز منها تاركا إياها تسير لوحدها إلى غاية حدوث الكارثة، الأمر الذي اعترف به القاصر عند سماعه على محضر رسمي بحضور ولي أمره، والذي أقر على أنه حقا ركب الحافلة وقام بتحرير المكبح اليدوي دون أن يقصد الإضرار بالغير، بل فعل ذلك من باب الفضول والمزاح، أما المشتبه فيه الثالث فقد أنكر قيامه بذلك جملة وتفصيلا. بعد إنجاز ملفات قضائية ضد المشتبه فيهم تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية الذي أمر بوضع كل من القاصر (ق ف) والمدعو (م.ع ح) رهن الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بالمدية، فيما استفاد المدعو (ق، ا) من استدعاء مباشر، أما السائق فقد وضع تحت الرقابة القضائية، عن قضية القتل الخطأ متبوعا بتحطيم ملك الغير.