اكدت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، ان تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي حول وجود صواريخ مضادة للطائرات تمتلكها الفصائل المسلحة في قطاع غزة تعد محاولة ل"تبرير عدوان جديد". وقال ابو عبيدة الناطق باسم القسام في تصريح صحافي، ان تصريحات نتنياهو "محاولة جديدة لتبرير العدوان على الشعب الفلسطيني وتضليل العالم عبر التضخيم المتعمد لقدرات المقاومة واسلحتها". وكان نتنياهو قال ان سلاح الجو الاسرائيلي يواجه "صعوبات" في تنفيذ طلعات جوية في محيط قطاع غزة بسبب "نصب صواريخ مضادة للطائرات هناك". وذكر خلال اجتماع مع كتلة حزب "الليكود" انه في حال لم يتم اتخاذ التدابير الامنية اللازمة "فسيكون بامكان الصواريخ اسقاط طائرات تهم بالهبوط في مطار بن غوريون الدولي او في قواعد سلاح الجو". واشار الى ان الاحتياجات الامنية تعد "احتياجات حقيقية، ويجب ان يتم سدها من خلال حلول حقيقية لن تكون بمثابة حبر على ورق". واشار ابو عبيدة الى ان القسام لن تعلق على "جزئيات" ما ورد في هذا التصريح من معلومات حول امتلاك المقاومة لأسلحة معينة، وقال "لنترك للايام تتحدث عن اداء المقاومة في اية مواجهة مقبلة مع الصهاينة". وشدد على حق المقاومة وكتائب القسام امتلاك اية وسائل من شأنها "التأثير على العدو الصهيوني والنيل منه، ومن قواته الغاشمة". يشار الى ان اسرائيل تعتمد على سلاح الطيران في كل هجماتها التي تستهدف قطاع غزة، وتجلى الامر واضحا خلال حرب "الرصاص المصبوب" حيث اوكلت غالبية العمليات القتالية للمقاتلات التي اوقعت غاراتها العدد الاكبر من الشهداء. من جهة اخرى ذكرت "القدس العربي" استناداً إلى مصادرها في قطاع غزة بأن وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة حلت قبل ايام اللجنة الامنية التي تم تشكيلها قبل اشهر لمراقبة الحدود مع اسرائيل. وكان وزير الداخلية في الحكومة المقالة فتحي حماد عقد قبل اشهر اجتماعا مع الامناء العامين لفصائل المقاومة لبحث تنظيم عمل المقاومة وابعادها عن الارتجالية، على حد قول المصادر، وخاصة اطلاق الصواريخ من غزة باتجاه البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع. وعقد ذلك الاجتماع على مستوى وزير الداخلية والامناء العامين لفصائل المقاومة وانتهى بالاتفاق على تشكيل لجنة امنية من قبل وزارة الداخلية وبرئاسة حماد لمراقبة المنطقة الحدودية مع اسرائيل وتنظيم عمل المقاومة الفلسطينية، الا ان عملية اطلاق الصواريخ لم يتم التحكم بها بشكل مطلق حيث تم اطلاق بعض الصواريخ بدائية الصنع على المناطق الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة. واشارت المصادر الى أن بعض خلايا فصائل المقاومة كانت على خلاف مع تلك اللجنة الامنية التي عملت على منع اطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل مما ادخل بعض تلك الخلايا في صراع مع اللجنة الامنية التي تم حلها قبل ايام فقط مما دفع حركة الجهاد الاسلامي المنافس الرئيس لحماس في قطاع غزة الى الاعلان الاثنين عن رفع الغطاء عن اي عنصر من عناصرها اذا ما تورط في عملية مقاومة ارتجالية. ورجحت المصادر ان قرار الجهاد الاسلامي جاء في ظل رغبة الحركة في عدم التورط مع حماس في صراع حول تنفيذ عمليات مقاومة من شأنها ان تجلب رد فعل اسرائيليا يتمثل في شن عدوان اسرائيلي جديد على قطاع غزة. واتهمت حركة الجهاد الاسلامي حركة حماس اكثر من مرة باعتقال مجموعات من عناصرها تعد لاطلاق صواريخ على اسرائيل. وتمتنع حركة حماس عن اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية من قطاع غزة منذ انتهاء الحملة العسكرية الاسرائيلية في يناير 2009 على القطاع. الا ان فصائل فلسطينية اخرى توجه صواريخها احيانا الى جنوب اسرائيل ما يؤدي الى توجيه ضربات جوية اسرائيلية داخل القطاع. وتقول حماس انها توصلت الى اتفاق مع فصائل فلسطينية اخرى للتقيد بهدنة مع اسرائيل مع الاحتفاظ بحق الرد في حال توغل الجيش الاسرائيلي داخل اراضي القطاع. الا ان حركة الجهاد رفضت التقيد بأي هدنة وقال احد قيادييها في افريل الماضي انه "لا توجد اي هدنة بين المقاومة والعدو".