مافيا ودخلاء يدنسون مهنة (الطاكسي) ! يعرف قطاع سيارات الأجرة مجموعة من المظاهر السلبية وتبقى من سماته الفوضى المعلنة التي يشتكي منها الزبائن في كل مرة منها رفض بعض المشاوير ومضاعفة تسعيرة النقل وغيرها وفرار العديد من الزبائن إلى سيارات الكلوندستان على الرغم من الغرامات الكبيرة التي تفرضها تلك الأخيرة في مشاوير قصيرة، لكن الظروف الطاغية دفعت بالمسافرين إلى اختيار أسوء الحلول بغرض ضمان اللحاق بالمشاوير في حينها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حروب بين أصحاب سيارات الأجرة وسائقي الكلوندستان. نسيمة خباجة تجرد العديد من السائقين من صفة سائق أجرة بلهثهم نحو الكورسات مثلهم مثل الكلوندستانات، بحيث أعلن سائقو الأجرة مزاحمتهم لهم بسبب ارتفاع الأرباح وباتوا يفرضون حتى على الزبائن منطق الكورسة في المشاوير التي تكون حسبهم طويلة ولا تخضع لنظام العداد. بحيث بات لا يظهر الكلوندستان من بين الطوابير الطويلة لسيارات الأجرة التي تتخذ أمكنة ومواقع سيارات أصحاب الكلوندستان المعهودة، بعد أن اختار سائقو الأجرة الاتجاه إلى نظام الكورسات وفرض تسعيرة موحدة على الزبائن حسب طول أو قصر مسافة المشوار، وألغي نظام العداد بمحض إرادتهم وباتوا يركنون سياراتهم دون حسيب أو رقيب ويفضلون المكوث بمكان ليلجأ إليهم الزبون بدل التنقل عبر الطرقات والشوارع حسب ما تفرضه طبيعة عملهم. ولم يستسغ الكثير من الزبائن لجوء سيارات الأجرة إلى ذلك الحل في الوقت الذي لا يظفرون به بسيارة الأجرة وقت الحاجة إليها بعد ميل الكثيرين إلى العمل بنظام الكورسات مثلهم مثل الكلوندستان، بحيث سبق وأن اشتكوا من افتكاك زبائنهم من طرف سيارات الكلوندستان وماثلوهم في العمل بفرض غرامات باهظة على الزبائن لمشاوير ليست بالطويلة، ولم يكتفوا بالزيادات المعتبرة التي فرضها نظام العداد وفق الزيادات التي عرفتها تسعيرات سيارات الأجرة مؤخرا. سيارات "الكونتور" تحتل مواقع الكلوندستان ما لاحظه الكل مؤخرا هو لجوء العديد من أصحاب سيارات الأجرة أو الكونتور بالعامية إلى أماكن ومواقع كانت تعرف باصطفاف سيارات الكلوندستان عبرها وهو ما يحير الكثيرين في عدم خضوع هؤلاء إلى عقوبات رادعة كونهم استبدلوا نشاطهم القانوني بآخر غير قانوني، ونجد أن اللوم يسقط أكثر عليهم كونهم منحت لهم رخص سيارات الأجرة، وليس على بعض الشبان الذين احترفوا المهن لتحقيق بعض المداخيل. لكن الحجج الواهية التي يبتدعها أصحاب سيارات الأجرة تتمحور حول قلة المداخيل والتنافس الظاهر من طرف أصحاب الكلوندستان على الزبائن الذين راح بعضهم حسب ما قاله أحد سائقي الأجرة، إلى التخفيض من تسعيرات النقل بغرض الاستحواذ على الزبائن مما أضاع عنهم فرص العمل وجعلهم حتى هم يميلون إلى نظام الكورسات بدل التسكع عبر الشوارع، أو كما قال تسول الزبائن والحصول على مداخيل زهيدة والدخول في مناوشات مع المسافرين في كل وقت، إن حدث وأن ارتفع المبلغ حسب العداد خصوصا وأن الكثير من الزبائن لم يتقبلوا التسعيرات الجديدة التي ارتفعت نوعا ما، وأجمع بعض السائقين أن نظام الكورسات يريح بالهم من تلك السيناريوهات والحكايات المتكررة مع الزبائن بعد أن يفرضوا تسعيرة محددة من الأول مثلهم مثل سيارات الكلوندستان. زبائن غاضبون لكن تلك الطريقة وضعت المسافرون في ورطة من كبار السن وأصحاب المشاغل المستعجلة إذ بعد أن مال أغلب أصحاب سيارات الأجرة إلى حرفة الكلوندستان واحتلوا مواقع معروفة لا تخفى على الجميع، انعكس الأمر على تضاءل عدد سيارات الأجرة المارة عبر الشوارع وأضحى الزبائن يجدون صعوبة في الظفر بواحدة بسبب اتجاه العديد من السائقين إلى حرفة الكلوندستان التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة، وصار المسافرون يلجأون إليها في ظل عدم توفر سيارات الأجرة، أو حتى رفض بعضهم بعض المسافات والمشاوير وفرضهم على الزبون المشاوير التي تلائم تنقلاتهم وفرارهم من النقاط التي يكثر بها الازدحام حتى ولو كان الزبون في حاجة ماسة إلى التنقل إليها إلا أن طلبه يرفض. اقتربنا من بعض الزبائن فأبانوا تعبهم من سيارات الأجرة وحكاياتها التي لا تنتهي وكانت آخرها تحول بعضهم إلى شبه كلوندستانات وفرضهم غرامات على الزبائن، منهم إحدى الأوانس التي قالت إنها بالفعل مهزلة يعيشها المسافرون بسبب المواقف التي يصادفونها في كل مرة مع هؤلاء السائقين أو حتى سيارات الكلوندستان، بحيث جرت حرب بين الطرفين حول الظفر بزبائن وهو نفس الموقف الذي جرى لها مع سائق صعدت معه بنواحي الجزائر الوسطى، إذ ومنذ أن صعدت فرض عليها تسعيرة الكورسة فرفضت، وبعد أخذ ورد اختير في الأخير عداد السيارة في فرض تسعيرة المشوار لكن المهزلة لم تنته إذ اقترب منه سائق آخر مثله ولامه على حمل الزبائن من هناك كون أن وجهته هي وجهة المطار ويتكفل بنقل الزبائن إلى المطار وفق نظام الكورسة واندلعت بينهم ملاسنات كلامية حادة أضاعوا بها وقت الزبون. حرب بين الكلوندستانات وسيارات الأجرة وبعد تغير اهتمام أصحاب سيارات الأجرة وتحويل خدماتهم إلى خدمات الكلوندستان وفرض نظام أو تسعيرة الكورسة على الزبائن، على الرغم من الإبقاء على لافتة طاكسي واحتلالهم لمواقع الكلوندستانات، خلق ذلك الأسلوب نوعا من التنافس بينهم وبين أصحاب سيارات الكلوندستان ودفع ثمن ذلك التنافس الزبون الذي وقع بين نارين وكل طرف يحاول الاستحواذ على جيبه وفرض غرامات خيالية مقابل مشاوير قصيرة، وهو ما لم يرض الزبائن خصوصا وأنهم هم الضحايا في مثل هذه المواقف التي يتنازع فيها الطرفان على الانقضاض على جيوبهم، ولم يكتف أصحاب سيارات الأجرة بالتسعيرات الأخيرة التي ضخمت تسعيرة نقل الزبائن بل اختاروا الربح أكثر وفق عرض خدمات الكلوندستان والانتقال من حرفة شرعية إلى حرفة غير شرعية ومزاحمة من جعلوها كمصدر وحيد للاسترزاق في ظل تضاءل فرص العمل، وحجتهم في ذلك عدم تحقيق مداخيل عبر سيارات الأجرة وتحقيقها أكثر بالميل إلى نظام الكورسات في ظل صمت مطبق من طرف السلطات المختصة على الرغم من الفوضى الحاصلة والسلبيات المتعددة التي يدفع ثمنها المسافرون.