في الخامس من جوان 2013 دخلت نخبة من المثقفين والفنانين المصريين في اعتصام مفتوح بوزارة الثقافة اعتراضا على ما اعتبروه "أخونة للثقافة" عن طريق وزير ينتمي إلى فكر جماعة الإخوان المسلمين.. إلا أنهم انقسموا في الانتخابات الرئاسية بين مرشحين اتفقا على عزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد احتجاجات مليونية على حكمه. وكان المرشح الأوفر حظا بالفوز بمنصب الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع حين أعلن عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في الثالث من يوليو تموز بحضور ممثلي القوى الوطنية ومنهم محمد البرادعي ممثلا لجبهة الإنقاذ التي أسسها مع المرشح الرئاسي الثاني في الانتخابات الرئاسية حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات 2012. وفي حين أعلن شعراء منهم زين العابدين فؤاد وسيد حجاب تأييدهما لصباحي قال الروائي البارز بهاء طاهر إن صوته للسيسي الذي أسهم في إنهاء حكم جماعة الإخوان بإعلانه "احترام إرادة الشعب" في إشارة إلى احتجاجات 30 يونيو 2013. وكان حجاب وطاهر دخلا الوزارة معا في بدء الاعتصام الذي شدد فيه المثقفون على "رفضهم للوزير الذي فرضته الفاشية الدينية الحاكمة... ولن يقبلوا بوجود وزير لا يلبي طموح المثقفين وتطلعاتهم للرقي بالثقافة اللائقة بالثورة العظيمة منذ بدء موجتها الأولى يوم 25 يناير 2011?. ويتفق مع طاهر مثقفون آخرون يرون في الإسلام السياسي خطورة أكبر من الاستبداد السياسي ومنهم الروائي رؤوف مسعد وكاتب السيناريو محفوظ عبد الرحمن والشاعر أسامة عفيفي رئيس تحرير مجلة (المجلة) الذي كتب في مقالة على صفحته على الفيسبوك عنوانها "سأنتخب السيسي ولن أنتخب حمدين صباحي.. ولكن." وقال عفيفي إن التاريخ سيذكر أن السيسي "أنقذ مصر والأمة العربية من مخطط... كان قيد التنفيذ بأيدي الإخوان المسلمين فجاء انحيازة لثورة 30 يونيو انحيازا تاريخيا ليس لإرادة الشعب المصري فقط ولكن لمستقبل الأمة العربية كلها. كما سيذكر التاريخ أن قرار حمدين صباحي بخوض معركة الرئاسة كان انحيازا وطنيا لإنجاح الثورة ودعما لخارطة الطريق.. وحماية لمسارها من مؤامرات الثورة المضادة.. الفلول والإخوان". وكتب زين العابدين فؤاد في صفحته أنه أعطى صوته لصباحي لأن لديه "برنامجا للثورة." ومن المفارقات أيضا أن الأخوين المنتج محمد العدل والسيناريست مدحت العدل كانا من المشاركين في اعتصام المثقفين.. ثم أصبح محمد من أبرز الداعمين لصباحي أما مدحت فيرى أن السيسي هو الأنسب لقيادة البلاد في هذه المرحلة. وكتب الناقد المصري المقيم في الكويت أيمن بكر في صفحته أن هناك "قلقا" من شخص السيسي وسياساته المحتملة لأنه "لم يقل كلمة واحدة ضد مبارك. ولم يذكر شيئا واحدا يدين به نظام مبارك ورجالاته" حيث كان السيسي مديرا للمخابرات الحربية وقت اندلاع الاحتجاجات الشعبية ألتي أدت إلى خلع مبارك في فيفري 2011).