قالت مصادر امنية مغربية انه تم اعتقال شخصين في مدينة فاس كانا ينشطان في تجنيد وارسال مغاربة للقتال في سوريا، في وقت اكدت مصادر مطلعة ان عشرات من الشبان المغاربة الذين كانوا يقاتلون في سوريا ينتظرون في تركيا اشارة من السلطات المغربية لاعلان توبتهم والعودة للمغرب. وقال بلاغ لوزارة الداخلية المغربية،" انه في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية) «من إيقاف شخصين ينشطان في مدينة فاس، متورطين في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا، للانضمام للتنظيمات الإرهابية الموالية للقاعدة، بتنسيق مع عناصر تنشط بالمنطقة المتاخمة للحدود التركية السورية». وأضاف البلاغ أنه «يتأكد من خلال التصدي المستمر للعناصر المتطرفة المتورطة في استقطاب وإرسال المقاتلين إلى مختلف بؤر التوتر، إصرار تنظيم القاعدة وحلفائه على استهداف الاستقرار الأمني للمملكة، خاصة أن هؤلاء المقاتلين المغاربة يستفيدون من تدريبات عسكرية قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية». واضاف البلاغ ان الأبحاث نفسها تمكنت من اعتقال أحد الناشطين في المنتديات الجهادية، يقطن بمدينة مريرت (القريبة من فاس)، متورط في عمليات قرصنة بطاقات الائتمان البنكية من أجل الاستحواذ على أموال أصحابها وتسخيرها للجماعات المسلحة بسوريا وانه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. من جهة اخرى افادت تقارير صحفية ان العشرات من الجهاديين المغاربة على الحدود السورية ينتظرون الضوء الأخضر للعودة إلى بلادهم، بعد انسحابهم من الجماعات المقاتلة وإعلانهم «التوبة» الا انهم يخشون الزج بهم في السجون بعد العودة إلى المغرب. وقال موقع اليوم 24 أن عدد المعتقلين العائدين من سوريا الى المغرب بلغ 150 شخصا، تم متابعة بعضهم أمام القضاء والحكم عليهم بالسجن لمدد تتجاوز 3 سنوات على خلفية تهم متعلقة بالإضراب. وتشير التقديرات إلى أن عدد المغاربة المنضمين إلى الجماعات المقاتلة في سوريا قد يصل إلى حدود 1500 مقاتل، في وقت كشفت فيه بعض المصادر أن تنظيم «شام الإسلام» يضم وحده ما بين 500 إلى 700 مقاتل مغربي، فيما يتوزع الآخرون على باقي التنظيمات المقاتلة مثل «النصرة» و»داعش». واصدر عدد من المعتقلين العائدين من سوريا بيانا في وقت سابق يتوجهون فيه إلى السلطات المغربية مطالبين ب «معاملتهم بمقاربة غير أمنية لتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها سابقا»، مؤكدين أن «جحيم الانضمام إلى المجموعات المقاتلة كان سببا في قرار العودة إلى المغرب»، مضيفين أنهم «فضلوا السجن على البقاء في سوريا»، داعين إلى «قبولهم من أجل الانخراط في المجتمع»، ومؤكدين «رفضهم المس بأمن المغرب». وشدد البيان على أنهم توجهوا إلى سوريا بعد أن شجعهم مؤتمر القاهرة الذي خرج بقرارات تدعو إلى الجهاد، واستضافة المغرب لمؤتمر أصدقاء سوريا، الشيء الذي جعلهم «يحملون السلاح لمواجهة التنكيل والاغتصاب الذي يواجهه الشعب السوري» مستغلين تسهيلات العبور في المطار ل»تلبية النداء الإنساني تجاه السوريين».