اقتحمت قوات الأمن المصرية صباح أمس السبت سجن شبين الكوم بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة) بعد تصاعد الهتافات من داخله ضمن فعاليات (انتفاضة السجون الثانية) واعتدت على المعتقلين، ممّا أسفر عن إصابة عشرين منهم إصابات بليغة. قالت غرفة عمليات المراكز الحقوقية المتابعة للانتفاضة إن قوات الأمن رحّلت 45 معتقلا إلى سجني جمصة ووادي النطرون وقطعت المياه والكهرباء عن غرف السجن. وأضافت الغرفة الحقوقية أن هناك إصابات بالغة الخطورة تعرّض لها المعتقلون ما بين كسور وجروح، حيث أصيب معتقل يبلغ من العمر ستّين عاما بكسور مضاعفة جرّاء الاعتداء عليه بالهراوات والعصي المكهربة، في حين أصيب شابّ بجرح كبير في رأسه، ممّا اضطرّ إدارة السجن إلى خياطة الجرح دون بنج أو تخدير. وكان بدأ أكثر من 23 ألف معتقل سياسي داخل السجون المصرية أمس السبت ما سمّيت (انتفاضة السجون الثانية) في إطار تصعيد الاحتجاج الثوري، كما أعلنت اللّجنة العليا لانتفاضة السجون أن التصعيد سيبدأ بالإضراب عن الطعام والاعتصام داخل الزنازين والامتناع عن الخروج للرياضة أو الزيارات أو المثول أمام جهات التحقيق ونشر رسائل المعتقلين للضغط من أجل تنفيذ الحدّ الأدنى لحقوق الإنسان. وقالت اللّجنة في بيان لها إن المعتقلين تعرّضوا -منذ انتفاضتهم الثورية الأولى التي أعلن عنها قبل شهر- لمحاولات الترغيب بعرض تحسين أوضاع الاحتجاز جزئيا والترهيب من خلال التعذيب والتضييق لإجبارهم على وقف انتفاضتهم والتراجع عن مطالبهم، إلاّ أنهم رفضوا الإغراءات كافّة وتمسّكوا بمطالبهم كاملة، مضيفة (لن نقايض على حرياتنا ولن نقايض على حرّية وطننا الحبيب). الجدير بالذكر أن المئات من أسر المعتقلين أعلنوا مشاركتهم في الموجة الثانية من معركة الأمعاء الخاوية ضد قمع وظلم أبنائهم. في غضون ذلك دعت الناشطة البريطانية (إيفون ريدلي) إلى التضامن الدولي مع انتفاضة السجون في مصر، وقالت في كلمة بثّتها عبر وسائل الإعلام إن 41 ألفا اعتقلوا في مصر منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في الثالث من جويلية الماضي، وإن 22 ألفا لا يزالون رهن الاعتقال.