أكدت حكومة هايتي أن ما لا يقل عن 200 شخص قد لقوا حتفهم جراء تفشي وباء الكوليرا في هايتي التي دمرها زلزال مطلع العام الجاري. وأصيب 2500 شخص آخرين بالوباء ويتلقون العلاج في المستشفيات من أعراض ارتفاع درجة الحرارة والقيء والإسهال في منطقة (أرتيبونيت السفلى) على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة بورت أو برنس. ودفع وباء الكوليرا الحكومة إلى إعلان حالة طوارئ صحية في أنحاء البلاد في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية واتخاذ تدابير واسعة النطاق لوقف انتشار المرض. وذكر راديو متروبول أن هناك مخاوف من اقتراب المرض من العاصمة بورت أو برنس، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في خيام منذ الزلزال الذي ضرب البلاد في 12 يناير الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص. ويذكر أن الكوليرا مرض بكتيري معد يصيب الأمعاء ويتسبب في حدوث المرض بكتيريا تنتقل عبر المياه الملوثة أو المواد الغذائية الموبوءة وتسبب إسهالا وقيئا، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث جفاف حاد ويمكن أن يتسبب في الوفاة سريعا. وقالت إحدى عاملات الإغاثة الصحية في هايتي لوكالة الأنباء الألمانية إن تفشي الوباء بدأ على ما يبدو في منطقة راقية نسبيا، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن ما قد يحدث في المناطق الأخرى التي تعاني من سوء المرافق الصحية. وقالت عاملة الإغاثة استريلا سيرانو: إذا وصل المرض إلى بورت أو برنس، حيث تعيش عائلات في مخيمات مكتظة وغير صحية، سيكون الوضع كارثيا. وقالت فيديريكا نوجاروتو¬ المنسقة الميدانية بمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة سانت مارك بهايتي والتي كانت مركز تفشي الوباء¬ إن هناك أعدادا كبيرة من المصابين بالكوليرا في مستشفى سانت نيكولاس بالمدينة مشيرة إلى أن المستشفى يفتقر إلى القدرة على التعامل مع حالات الطوارئ جراء تفشي وباء الكوليرا. وأضافت نوجاروتو: الشيء الأكثر أهمية هو عزل مرضى الكوليرا هناك عن بقية المرضى، من أجل توفير علاج أفضل للمصابين بالعدوى ومنع زيادة انتشار المرض. ويشعر الخبراء بالارتباك إزاء تفشي وباء الكوليرا وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في هايتي منذ عقود. وتخشى سلطات هايتي من أن تكون الأمطار الغزيرة التي هطلت في الآونة الاخيرة قد تسببت في تدفق مياه الصرف الصحي الملوثة ووصولها إلى نهر أرتيبونيت.