اقترحت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال أمس، على ضرورة توضيح الدستور فيما يتعلق بالهيئة العسكرية والتي قالت انها لابد أن تكون تحت الرقابة السياسية، مضيفة في سياق طرحها لمقترحاتها إلى أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ليس بحاجة ليكون وزير الدفاع. وإعتبرت أمينة حزب العمال خلال الندوة الصحفية التي نشطتها بالحراش، خلال تقديمها التقرير السياسي للحزب في لقاء جمع إطارات حزب بالعاصمة، النقاش السياسي في الجزائر مازال منحصرا بين قيادة الاحزاب والمناضلين والشخصيات الوطنية فقط، وأكدت أن الشعب لم يتبناه لأنه مازال متخوفا من العودة للعنف والخوف من الأوضاع المحيطة بدول الجوار، وأشارت حنون أن حزب العمال يرى أن النقاش السياسي وليكون لديه بعد سياسي يتطلب ان ينطلق من قراءة صحيحة لتطلعات المواطنين. ومن مقترحاتها، تدقيق الحصانة للبرلمانيين، بسبب انها تستعمل لأغراض شخصية على حد تعبيرها، مع ضرورة إدراج الحصانة النقابية، مبرزة في هذا الإطار أن العمال من هم أكثر حاجة لهذه الحصانة. وفي هذا الإطار، طالبت لويزة حنون بضرورة فصل حقيقي بين السلطات وإجراء قاعدة تساعد على استقلالية القضاء والإلغاء الفعلي لتجريم الصحفي، داعمة لضرورة تجسيد حرية الصحافة، إلى جانب رفضها قانون الإعدام وتقوية الحقوق والحريات. وعن مسودة الدستور قالت امينة حزب العامال أن هذه المسودة التي قدمت لنا لم تتغير فيها طبيعة النظام ، كحرية التعبير وتقوية الحقوق والديمقراطية، معتبرة أن كل دستور في دباجته يعكس المرحلة التي جاء فيها، وأشارت حنون إلى أن الدساتير السابقة والمراحل التي عدلوا فيه، مضيفة ان كل دستور هو مجموعة من مقاييس اجتماعية وثقافية وسياسية تحدد الحقوق والواجبات وطبيعة الدولة. واعتبرت حنون أن انتخابات المجلس التأسيسي هو الطريقة الأنسب على حد تعبيرها كونها تسمح بإشراك المواطنين، وقالت أنه يمكن لرئيس الجمهورية أن سيتعي هيئة تأسيسية تختلف طبيعتها عن المجلس التأسيسي، مردفة يبقى النظام في الجزائر هجين وغير واضح، لا هو رئاسي ولا هو برلماني ولا شبه رئاسي . وهذا السياق تراجعت لويزة حنون عن دعوتها السابقة لتنظيم إنتخابات تشريعية مسبقة وحل البرلمان في الوقت الراهن وقالت إن الوقت غير مناسب لذلك الآن، لو كنا في ظروف أحسن لطالبنا بتنظيم انتخابات تشريعية قبل تعديل الدستور لكن الأوضاع السائدة في البلاد تمنع هذا. وجددت حنون قبولها في مشاورات الدستور بكل سيادة واستقلالية على حد قولها وإعطاء رؤية جديدة، داعية لمشاركة المواطنين في تعديل الستور عن طريق استفتاء شعبي بعد النقاش الواسع. وأطلقت لويزة حنون النار على حزب جبهة التحرير الوطني، حيث قالت الحزب الواحد مؤسسة بالية ، وكذا على غرفتي البرلمان وقالت انه أصحابه يعتقدون انهم أصحاب القرار والسيادة. وفي سياق آخر، وأشادت لويزة حنون بقرار وزيرة التربية الوطنية بن غبريط القاضي بجعل اللغة الأمازيغية لغة واجب تدريسها في المدارس، وطالب حنون في هذا الإطار بدسترة الأمازيغية في الدستور، إلى جانب انشاء كتابة الدولة باللغة الأمازيغية. حنون تتكلم عن أزمات الدول المجاورة.. وعن الشأن السوري قالت حنون إن حزب العمال لا يدعم الأسد ولا سياسته لكن تضيف المعارضة الممولة من الخارج القوى العظمى وأذنابها من قطر والسعودية أخذت صفعة قوية من طرف الشعب السوري واللاجيين الذين توافدوا بقوة على مكاتب الاقتراع للتعبير عن تطلعاتهم للسلم والأمن. واشارت المسؤولة الأولى لحزب العمال إلى ان ما يحدث في دول الجوار من خراب خاصة ما يحدث في ليبيا ومصر وسوريا والعراق يعود للسياسة الامريكية والاوربية التي عملت على تفيكيك الدول العربية بسياسة الاقليات والنزاعات العرقية والدينية والطائفية وذهبت بعيدا حين قالت ان خطاب الرئيس الامريكي اوباما عام 2010 بمصر كان إشارة إنطلاق للحروب الارهابية. وعن إقتراحات الدولة الامريكية لحل الازمة الليبية قالت حنون ان الشعب الليبي إستفاق متأخرا خاصة بعد رفضه الاقتراحات الامريكية الاخيرة فيما يتعلق بتشكيل حكومة وفاق خارج نتائج الانتخابات وهو ما اعتبرته حنون انقلاب عن السيادة الوطنية وإدماج العصابات المسلحة في تشكيل جيش وطني وقالت حنون ان هذا يعتبر مخطط ملغم لتأزيم الوضع في ليبيا أكثر. وعن المخرج السياسي والديمقراطي لهذه الدول بما فيها الجزائر عند حزب العمل أكدت حنون أنه يتطلب ترسيخ السيادة الشعبية من خلال تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية. وأشارت لويزة حنون في خضم حديثها إلى احتضان الجزائر لقمة حركة عدم الانحياز، مشيدة بمداخلة الرئيس البوليفي حين قال أن الشعوب كافحت الاستعمار سابقا والآن لا بد من الكفاح عن السيادة الشعبية لأنها تمتد للسيادة السياسية.