أعلنت منظّمة (هيومن رايتس ووتش) أوّل أمس أن نساء محافظة نينوى شمالي العراق يواجهن خطر الغرائز الجنسية الوحشية لدى تنظيم (داعش) الذي احتلّ المحافظة قبل أيّام وفرض على سكانها ما يعرف ب (زواج النكاح)، مشيرة إلى أن هذا الخطر الذي تولّده تلك الجماعات المتشدّدة أكّدته منشورات لها سمّيت ب (وثيقة المدينة) التي نصّت على قرارات وأوامر تنتهك حقوق الحرّيات الشخصية. قال بيان المنظّمة الذي تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه إنه مع دخول (داعش) إلى محافظة نينوى وإعلانها ما يُعرف بدولتها الإسلامية وتأسيس محاكمها الشرعية، راود الخطر أغلب نساء المحافظة من تصرّفات قد يقوم بها عناصر التنظيم الذي أعلن سيطرته على المحافظة قبل أن يطلب المبايعة من سكانها. وأضافت (ووتش) أنه في مناطق متفرّقة من محافظة نينوى انتحرت أربع فتيات بعد محاولة عناصر من تنظيم (داعش) عقد ما يعرف ب (زواج النكاح) عليهنّ رغم رفضهنّ المسبق لدخول عناصر التنظيم إلى بيوتهنّ، بيْد أن تعامل المسلّحين القاسي مع أفراد عوائلهنّ واحتجازهم في غرفة واحدة تحت تهديد السلاح كان أقوى من رفضهم لدخول عناصر (داعش) إلى المنزل. وتابعت المنظّمة أن (فتاة في الخامسة والثلاثين من عمرها في أحد أحياء مدينة الموصل (تتحفّظ رايتس على ذكر اسمي الفتاة والمنطقة احتراما لخصوصية عائلتها وسكان المنطقة)، أطلقت النّار على نفسها بعدما دخل عناصر تنظيم (داعش) إلى بيتها في وقت متأخّر من ليلة الخميس الماضي 12 / 06 / 2014 ولم يخرجوا منها إلاّ بعد ساعتين، وأضافت: (شهود عيان تحدّثوا ل رايتس عن رفض المسلّحين خروج أيّ من سكان المنطقة من بيته بعد دخولهم إلى بيت الفتاة المُنتحرة، لكنهم قالوا إن والدة الفتاة تحدّثت عن اغتصاب المسلّحين لابنتها التي انتحرت بمسدس يعود لأحد إخوتها المنتمين إلى القوات الأمنية). حيث تحدّث أحمد الحمداني، 23 عاما، من سكان منطقة 17 تموز، عن قيام فصائل من تنظيم (داعش) بإجراء إحصاء لإناث بعض المناطق ومعرفة حالتهنّ الاجتماعية. وتقول المنظّمة: (وزّع تنظيم داعش يوم الخميس الماضي ما سمّاها وثيقة المدينة على سكان مدينة الموصل بعد سيطرته عليها بعد انسحب الجيش والشرطة من المحافظة)، لافتة إلى أن الوثيقة تضمّنت 16 نقطة عامّة، ما يخص النّساء منها هو أن لا يخرجن إلاّ لحاجة قصوى وبملابس فضفاضة وحجاب)، وتابعت: (ثلاث نساء أخريات انتحرن في محافظة نينوى بعد الاعتداء الذي تعرّضن له من قِبل عنصار تنظيم داعش وانتهاك حقوقهنّ وحقوق عوائلهنّ)، ذات القصص تحدّثت عنها مفوضية حقوق الإنسان الدولية عبر المتحدّث باسمها روبرت كولفيل. ويُعرف عن ما يُسمىّ (الدولة الإسلامية في العراق والشام) ابتكارها ل (زواج جهاد النكاح) الذي مارسه عناصر هذا التنظيم في سوريا بعد بدء التظاهرات التي شهدتها عام 2011. وترى المنظّمة أن هناك تهديدا كبيرا تتعرّض له الفتيات والنّساء في المناطق التي يتواجد فيها عناصر تنظيم (داعش)، خاصّة محافظة نينوى التي تشهد سيطرة شبه كاملة للتنظيم على الأحياء السكنية ومؤسسات الدولة في الموصل، محذّرة من خطورة تفاقم أعداد المنتحرات والاعتداء عليهنّ وتدعو رجال الدين في تلك المناطق وشخصياتها الاجتماعية إلى مفاتحة تلك الجماعات وإبلاغها بأهمّية عدم تدخّل الخلافات السياسية في قضايا حقوق الإنسان والاعتداءات الجسدية. وأعلنت يوم الجمعة الماضية المفوضية الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتّحدة أن أربع نساء انتحرن بعد تعرّضهنّ للاغتصاب منذ دخول عناصر (داعش) إلى مدينة الموصل شمالي العراق.