أرجات أمس محكمة جنايات العاصمة ملف الجماعة الإرهابية المتكوّنة من 15 فردا الضالعة في اغتيال المهندس الفرنسي (بيير نوفاكي) وسائقه الجزائري (س. سمير) البالغ من العمر 28 سنة، العاملين في شركة (رزال) الفرنسية شهر ماي 2008 ببني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس بواسطة قنبلتين ذوتا التحكّم عن بعد، واللتين أسفرتا عن إصابة 03 إطارات بالشركة من جنسية فرنسية، بسبب غياب دفاع المتّهم الرئيسي. يتابع في الملف 15 شخصا، اثنان منهم موقوفان، ويتعلّق الأمر بكلّ من (ق. إبراهيم) شقيق أمير كتيبة (جند الأرقم) المدعو (خالد أبو سليمان) والمتّهم (خ. محمد الصالح) والبقّية في حالة فرار يواجهون تهم جناية إنشاء جماعة إرهابية مسلّحة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، محاولة القتل العمدي واستعمال مواد متفجّرة، تحطيم ملك الغير، زرع الرّعب وخلق جو انعدام الأمن في أوساط السكان التي استهدفت سيّارة المدير العام لشركة الأشغال العمومية الفرنسية (رزال) وسيّارة الدرك الوطني شهر ماي 2008 بواسطة قنبلتين ذوتا التحكّم عن بعد. وقد انفجرت القنبلة الأولى بعد مرور سيّارة الدرك، حيث ارتفعت سيّارة مدير الشركة في الهواء متأثّرة بقوة وشظايا القنبلة، وقد قتل اثنان كانا بداخلها وهما كلّ من مدير الشركة (بيير نوفاكي) وسائقه الجزائري (س. سمير) الذي ينحدر من ولاية البليدة. أمّا الاعتداء الثاني الذي استهدف قوات الأمن فقد وقع بعد حوالي 20 دقيقة من الاعتداء الأوّل، حيث انفجرت عبوة ناسفة ثانية في وقت كان فيه عناصر الجيش حاضرين في عين المكان رفقة أعوان الحماية المدنية التي تنقّلت إلى عين المكان لنقل جثّثي الضحيتين. وقد أسفر الانفجار الذي وقع على بعد خمسة أمتار عن مكان القنبلة الأولى عن سقوط جريحين في صفوف الجيش الوطني الشعبي وآخر من أعوان الحماية المدنية. وينحدر غالبية المتّهمين من نفس المنطقة التي وقع فيها الاعتداء، إلى جانب أن البعض منهم مسبوقون في قضايا إرهابية واستفادوا من تدابير ميثاق السلم والمصالحة، غير أن التحرّيات الأمنية كشفت عن عودتهم إلى العمل المسلّح كجماعات دعم وإسناد للكتائب الناشطة على مستوى جبال ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وقد أنكر المتّهمون أثناء سماعهم من طرف قاضي التحقيق الأفعال المنسوبة إليهم وفنّدوا علاقتهم بالجماعات الإرهابية، وأكّدوا أنهم لم يترصّدوا حركات الرعية الفرنسي وسائقه ولم يكونوا قناة معلومات. حيث صرّح البعض منهم بأنهم لاحظوا قبل الاعتداء الإرهابي الحركة النشطة للجماعات الإرهابية التي كانت تترصّد الضحايا، وأنهم قاموا بإبلاغ السلطات الأمنية وإدارة الشركة الفرنسية التي تنقّلت إلى الورشة، إلاّ أن العملية كان مخطّط لها جيّدا واغتيل المهندس الفرنسي وسائق الجانب سقوط ضحايا من قوات الأمن، وهي العملية التي تبنّتها كتيبة (الفاروق).