مثل شبان من ذراع الميزان، أمام محكمة الاستئناف بتهمة سب وشتم والدهما، الفعل الذي يعاقب عليه القانون،غير أن القضية وما فيها،هو أن الشابين ضاقا ذرعا بالتصرفات الصبيانية لوالد نسي واجباته الأبوية اتجاه أسرة تتكون من 11 طفلا بمجرد زواجه للمرة الثانية، حيث تخلى عن بناته وبدأ حياته مجددا مع شابة من سن بناته غير مبال بنظرة المجتمع إليه، ولا الاحتقار الذي ناله أبناؤه ممن حولهم جراء تصرفاته بعدما بلغ من العمر أرذله، حالة أخرى قد تكون أكثر سوءا من سابقته، تتعلق بشاب آخر مثل أمام محكمة الجنح بالأربعاء ناث ايراثن وبنفس التهمة وهي الشتم والسب، هذه المرة جاءت بعد التصرفات اللااخلاقية الصادرة عن والد لم يجلب لأولاده منذ عودته من المهجر سوى العار والخزي الذي يندى له الجبين،التصرفات التي دفعته بأم أبنائه ورفيقة دربه لهجره وترك المنزل الزوجية، خجلاً بتصرفات زوج كانت تنتظره ليكملا الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي ويحجا بيت الله الحرام معا، الابن سب والده بعدما كثرت عليه شكاوى وأقاويل الجيران والأقارب، بعدما عمد الأب"القدوة" لكراء منزل بنقود كان احد أبنائه ليستفيد منها ويفتح مشروعا ينتشله من الضياع والبطالة، لكنه آبى إلا أن يستثمر هذا المال في الحرام وأمور تغضب الرب قبل العباد، حيث لم تنجُ من ابتزازات ومضايقات الشيخ أي فتاة من فتيات القرية وحتى زوجات أبنائه شكونه لأزواجهن، لكن لا حياة لمن تنادي، خجل أبناؤه من التحدث إليه، فأي حديث يبادر به الابن والده؟ ومع تفاقم الأمر وتخطي الشيخ للخطوط الحمراء، اتجه الابن الأكبر إليه وصب جام غضبه عليه وأشبعه سبا وشتما، ولم يكن من الأب "الوقور" إلا أن يتجه لأقرب مركز للشرطة لرفع شكوى ضد بكره وجميع أبنائه الذين تدخلوا حسبه في "حريته الشخصية" التي اكتسبها من عاصمة الجن والملائكة. شاب آخر من بلدية بني زمنزر ببني دوالة، وجد نفسه وراء قضبان السجن بعدما أقدم على غسل عار والدته بقتل عشيقها وتقديم نفسه قربانا لشرف العائلة وأخواته الفتيات اللواتي بلغن سن الزواج، بقتل من مرغ شرف والده المعاق في الوحل، الشاب الضحية الذي حكم عليه ب20 سنة سجناً نافذاً بعدما اقترف جريمة قتل تفاجأ وخلال مراحل التحقيق بعلم والده بالعلاقة التي تربط زوجته بغريمه والتزم الصمت لأن زوجته تتكفل بالإنفاق على الأسرة في الوقت الذي يقبع هو على كرسي متحرك. قضايا كثيرة تعج بها المحاكم، في وقائع تقارب أن تكون من الخيال إلا أنها حقائق مرة، قد لا نستطيع هضمها بسهولة بعدما انقلبت الأدوار الطبيعية وأصبح الأبناء يذلون من تصرفات من كان يجدر بهم أن يكونوا أسوة ومثالا يقتدى به في الحياة، ولله في خلقه شؤون.