كثيرا ما يسيطر هاجس الانتقام على الأشخاص ويصل حد ارتكابهم لجرائم، والجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها الشاب سفيان بمقهى بشوفالي بالعاصمة يوم المولد النبوي الشريف هذا العام هي نتيجة لتفكير الأخوين القاتلين رشيد وتوفيق في الانتقام منه لأنهما ضاقا ذرعا بتصرفاته العدوانية ضدهما وتهجمه عليهما. البداية كانت ليلة المولد النبوي الشريف في أفريل المنصرم، حيث حدث شجار بين الضحية والمتهم توفيق، غير أن الجيران استطاعوا تهدئة الأوضاع بينهما وفك الشجار، إلا أن ما حدث صبيحة اليوم الموالي لم يكن في الحسبان فقد قرر كل من توفيق ورشيد أن ينتقما من سفيان فواعداه للقاء معه بمقهى بشوفالي بالجزائر العاصمة، فانتقل توفيق إلى المقهى وهو يخبِّئ سيفا تحته ولما وصل وحاول التكلم مع سفيان، ثار هذا الأخير وأمسك بالسكين، ولأن الحاضرين تدخلوا لفض الاشتباك بقي توفيق بباب المقهى وهو يلوح بالسيف لكي لا يدخل أحد، وفي تلك الأثناء حضر الأخ الثاني رشيد الذي تعارك مع الضحية سفيان داخل المقهى وضربه بعصا خشبية على رأسه جلبها معه عندما سمع بالشجار بين أخيه والضحية. ولما سقط السكين من يد سفيان بادره رشيد بضربة إلى فخذه كانت كافية لترديه قتيلا. بعدها لاذ الأخوان بالفرار إلى مدينة بجاية وهما لا يعلمان أنهما تسببا في إزهاق روح الضحية، وبعد ثلاثة أشهر عادا إلى العاصمة ليسلما نفسيهما للشرطة، وهكذا تمت إحالتهما على محكمة الجنايات بالعاصمة ليحاكما بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. ولما مثل المتهم الأول رشيد أمام محكمة الجنايات بالعاصمة صرح »أطلب الرحمة للمرحوم سفيان والمغفرة من والديه«، مضيفا »ليلة الوقائع تعارك أخي توفيق مع الضحية وبعد غد أخبروني أن أخي يتعارك معه مجددا وهو يحمل سيفا والآخر سكينا بالمقهى، فسارعت للتدخل وحملت معي عصا التي ضربت بها الضحية ليلقي بالسلاح الأبيض الذي كان بحوزته وبعدها ضربته للفخذ بالسكين ولم أعرف انه توفي وأن الضربة كانت قاتلة لأنني غادرت المكان رفقة أخي وتوجهت إلى بجاية، ولما عرفت بالخبر رجعت وسلمت نفسي«. أما المتهم الثاني توفيق فصرح هو الآخر بأنه ليلة الوقائع سمع بأن سفيان تعدى على شاب بالحي وأنه ينوي ضربه ولما سأل عنه حضر هو إلى منزله رفقة أخيه وتهجم عليه، وهنا تدخل أخوه رشيد والجيران وفكوا الشجار بينهم. وعن يوم الحادثة يقول إنه لم يترصده ولم ينو قتله بل إن الضحية نفسه هتف له على العاشرة صباحا وقال له بالحرف الواحد »إذا راجل صح أرواح ليا للقهوة«. ويضيف المتهم بأنه بناء على طلب سفيان ذهب إلى القهوة حاملا معه سيفا مخافة أن يغدر به وأنه لما وصل لم يتركوه يدخل إلى المقهى. وطالب النائب العام بالإعدام للأخوين رشيد وتوفيق باعتبار أنهما ارتكبا جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. أما الدفاع، فقد طالب بأقصى ظروف التخفيف لموكليه لتحكم المحكمة ب 20 سنة في حق المتهم رشيد و15 سنة في حق توفيق. إلهام بوثلجي