أنهى نوّاب المجلس الشعبي الوطني في ساعة متأخّرة من أمسية الاثنين مناقشتهم لبيان السياسة العامّة للحكومة، والذي عرضه عليهم الوزير الأوّل أحمد أويحيى يوم الخميس الماضي· وقد تمحورت مداخلات معظم النوّاب حول ضرورة مواصلة الحرب على الفساد ومراقبة الإنفاق العمومي ومواصلة مسيرة التنمية حتى النّهاية· وجاءت مداخلات رؤساء الكتل البرلمانية لتلخّص انشغالات ممثّلي الشعب وتؤكّدأن المواطن البسيط بعد أن اطمأن إلى حدّ بعيد أمنيا أصبح يحلم بحياة كريمة· شدّد رؤساء وممثّلو الكتل البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني على ضرورة مواصلة الجهود لتجسيد برنامج الخماسي للتنمية 2010 - 2015، والذي أقرّه رئيس الجمهورية لبلوغ الاهداف المسطّرة· وأوضح رؤساء وممثّلو الكتل البرلمانية في جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني في ختام جلسات مناقشة أن تحقيق أهداف هذا المخطّط لا شكّ سيساهم في تدارك العديد من النّقائص المسجّلة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية لفائدة المواطنين· وبهذا الخصوص، اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية للتجمّع الوطني الديمقراطي السيّد ميلود شرفي المخطّط الخماسي بمثابة خطوة كبيرة في اتجاه تدارك العجز الاقتصادي والاجتماعي الموروث عن أزمة متعدّدة الأشكال التي مرّت بها البلاد وتحقيق تنمية شاملة وتخطّي مرحلة المأساة الوطنية إلى غير رجعة واستشراف مستقبل واعد وترسيخ مبادئ المصالحة الوطنية· وثمّن السيّد شرفي كافّة الجهود الوطنية المبدولة إلى حدّ الآن لتحقيق تنمية شاملة والإقلاع بالاقتصاد، لا سيّما في المجالين الفلاحي والصناعي، داعيا في نفس الوقت إلى وجوب تبنّي الحذر والعقلنة في استغلال القدرات المالية ومكافحة البيروقراطية والمحاباة والاستمرار في مكافحة كافّة أشكال الفساد بكلّ صرامة في إطار القانون واستقلالية العدالة· من جهته، ثمّن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحريرالوطني السيّد حسين خلدون النتائج الإيجابية التي تحقّقت إلى حدّ الآن نتيجة الشروع في تجسيد المخطّط الخماسي للتنمية· وأرجع السيّد خلدون القفزة النّوعية المسجّلة في مجال التنمية إلى عودة الأمن والاستقرار، داعيا في نفس الوقت إلى توفير مناخ لائق والعمل بصرامة لتجسيد برنامج المخطّّط المذكور· أمّا ممثّل الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السّلم السيّد محمد سعيد بوبكر فقد أشاد من جهته ب الإنجازات المحقّقة في مختلف المجالات، مؤكّدا على وجوب مواصلة مسعى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة في البلاد· في حين، يرى ممثّل كتلة الجبهة الوطنية الجزائرية السيّد عبد القادر دريهم أن الإنجازات التي تحقّقت إلى حدّ الآن في مجال التنمية مازالت بعيدة عن تطلّعات المواطنين، داعيا إلى التكفّل بفئة الشباب من خلال توفير مناصب شغل دائمة لهم ومكافحة الفساد والرّشوة التي طالت الاقتصاد الوطني· من ناحيته، يرى ممثّل الكتلة البرلمانية للتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية السيّد عثمان عزّوز أن هناك الكثير من العراقيل التي أدّت دون تحقيق تنمية شاملة في البلاد، مشيرا في هذا الإطار إلى ظاهرتي الفساد والبيروقراطية وغياب الشفافية· كما ألحّ السيّد عزّوز على وجوب التكفّل بقطاعات حيوية وهامّة لتجسيد التنمية، لا سيّما الفلاحة والصناعة والأشغال العمومية والبناء· ولدى تطرّقه إلى مشاكل الشباب أثار المتدخّل إشكالية الهجرة غير الشرعية التي مازالت كما قال تودي بحياة العديد من الشباب غرقا في البحر، داعيا في نفس الوقت إلى توفير مناصب شغل دائمة لفائدة هذه الفئة. من جهتها، أكّدت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب العمّال السيّدة لويزة حنّون على وجوب الإسراع في تجسيد إصلاح اقتصادي حقيقي في البلاد بتشجيع الاستثمار المحلّي والنّهوض بالصناعة والسياحة المحلّية، وكذا دعم الفلاحة· في حين، قال رئيس الكتلة البرلمانية للأحرار السيّد لزرق بطاهر إن الجزائر أضحت ورشات كبرى شملت مختلف المجالات، مبرزا أهمّية تحقيق مختلف المشاريع التنموية في وقتها المحدّد· للإشارة، فإن الوزير الأوّل أحمد أويحيى سيردّ على انشغالات النوّاب غدا الخميس في جلسة خاصّة للمجلس الشعبي الوطني ينتظر أن تشهد حضورا قويا للنوّاب ولأفراد الطاقم الحكومي·