مرحلة يصنف بها الخبراء لوحات الفنان بابلو بيكاسو، أين عاش من 1901 إلى 1904م بفرنسا مرحلة البؤس والتشريد، فتقاسم غرفته مع صديقه ماكس جاكوب، على أن ينام أحدهما ليلاً في السرير الوحيد، والآخر في النهار، وكانت حصة بيكاسو النوم على ذلك السرير في ساعات النهار، بعد أن يقضي الليل بالرسم والقراءة. وقد كانت الأشكال التي يرسمها بيكاسو غالبا ما تمثل شخصيات هامشية، وهكذا كان نمط حياة بيكاسو نفسه، فقد كان يعيش فقيرا وبعيدا عن أسرته. ومن أمثلة شخصياته التي رسمها كانت الشحاذين وممثلي السيرك، وبعضا من أصدقائه الذين لا يملكون فلسا. وقد بدأها بسلسلة من اللوحات لتأكيد ذكرى صديقه الحميم Casagemas الذي مات منتحرا، وكانت موضوعاتها تزداد قتامة وظلمة. وقد أقام بيكاسو معرضاً لها، فلم تبع أي لوحة منها. تعتبر المرحلة الزرقاء عند بيكاسو مرحلة تطور حقيقية، استطاع فيها أن يؤسس أسلوبه الخاص به، حيث أصبح اللون الأزرق رمزا للوحشة والحزن والخواء، وأحيانا للتأمل الصامت. وتعتبر لوحاته في هذه المرحلة من أجمل ما رسم، رغم كونها تفيض بالمعاناة والخيبة والحزن. في نهاية عام 1904م تعرف بيكاسو على الشاعر جيوم أبولونير، وبواسطته تعرف على العديد من الشعراء والفنانين، ثم دخلت حياته فيرناندا أوليفير، التي شاركته الحياة طوال سبع سنوات، وفي عام 1905م زار هولندا ورسم هناك لوحته المعروفة الهولندية الحسناء.