أقيم متحف تيت ليفربول في الفترة من 21 ماي ولغاية 30 أوت معرضا بعنوان "بيكاسو: السلام والحرية" يضم نحو 150 عملا من أعمال الفنان بضمنها لوحات ومنحوتات وسيراميك وطباعة ورسوم. ومن الأعمال التي يضمها المعرض جدارية برنال، وهي أثقل المعروضات لأن بيكاسو رسمها على جدار وإعارتها إلى المتحف اكبر جمعية خيرية للأبحاث الطبية في بريطانيا، نقلت الجدارية في عملية أشبه بالعسكرية من لندن إلى ليفربول. رسم بيكاسو هذه الجدارية في نوفمبر 1950 خلال زيارة لبيت صديقه العالم المرموق وداعية السلام البروفيسور جون دزموند برنال الذي إلتقاه بيكاسو في مؤتمر السلام العالمي في شفيلد. وتُصور الجدارية رأسي رجل وامرأة بأكاليل من الغار وأجنحة. رسم بيكاسو الجدارية مباشرة على جدار غرفة الضيوف في منزل صديقه برنال ثم أُنقذت من المبنى حين قررت البلدية تهديمه. أُعيرت أعمال بيكاسو التي ستعرض في تيت ليفربول من 40 مؤسسة وغاليري وافراد في عموم أوروبا والولايات المتحدة، لكنها لا تضم أي أعمال من متحف بيكاسو في باريس. كان بيكاسو يحب اللعب بالكلمات والتورية. قال ذات مرة عن براك وجيمس جويس "أنهما اللامفهومين اللذان يستطيع أن يفهمهما كل واحد". ولكنه كان جديا بصرامة حين يتعلق الأمر بالفن وهو القائل "أن الفن ليس عفيفا بل الفن خطر". كتب بيكاسو في الورقة: "مَنْ تظن هو الفنان؟ معتوه لديه عينان فقط إذا كان رساما أو أذنان إذا كان موسيقيا أو قيثارة في كل ردهة من قلبه إذا كان شاعرا أو حتى بعض العضلات إذا كان ملاكما؟ بل على العكس، انه في الوقت نفسه كائن سياسي دائم الانتباه إلى ما يقع في العالم من إحداث مريعة أو عاصفة أو سارة، مشكِّلا نفسه على صورتها. كيف يمكن للمرء ألا يهتم بالآخرين، وبحكم أي دعة باردة تستطيع أن تفصل نفسك عن الحياة التي يرفدونها بهذا الثراء؟ كلا أن اللوحة لا تُرسم لتزيين الشقق بل هي سلاح هجومي ودفاعي ضد العدو". لعل هذا المقطع يصلح تقديما لمعرض "بيكاسو: السلام والحرية" الذي يستكشف الفنان بوصفه كائنا سياسيا من خلال القضايا التي تبناها بيكاسو، وهو الذي انتمى إلى الحزب الشيوعي الفرنسي في عام 1944 ولم يترك صفوف الحزب حتى آخر يوم من حياته.