المتفقد لسوق الكباش بالنقاط المنتشرة عبر العاصمة في هذه الآونة ينتابه الهلع والخوف بالنظر إلى الأسعار المرتفعة عبر تلك النقاط، والتي لا ينزل فيها الثمن عن ثلاثة ملايين سنتيم بالنسبة لمتوسطي الحجم ليرتفع إلى سبعة ملايين سنتيم فأكثر بالنسبة للكباش الجيدة، أما الكباش العادية التي تتوسط هاته وتلك فهي بخمسة وستة ملايين سنتيم ذلك ما أدى إلى تخوف العديد من العائلات من عدم قدرتها على النحر في هذه السنة لاسيما وأنها خرجت مؤخرا من ثلاث ميزانيات ضخمة بما فيها رمضان وعيد الفطر لتختتم بالدخول المدرسي التي لازالت بعض العائلات تعاني من إرهاقه إلى حد الآن. بينت العديد من العائلات تخوفها من عدم القدرة على استيفاء أضحية العيد بسبب اللهيب الذي تشهده سوق الكباش في هذا الموسم والتي وصل فيها سعر الكبش الواحد إلى 7 ملايين سنتيم لينخفض الثمن إلى 3 ملايين سنتيم كأدنى حد، وهي المبالغ التي لا تقوى على توفيرها كل العائلات المتوسطة الحال مما جعل تفكيرها في النحر بعيدا نوعا ما في هذه الآونة، في ظل الارتفاع المذهل الذي تعرفه المواشي على مستوى نقاط البيع بالعاصمة قياسا على جودة تلك الأغنام التي تتميز اغلبها بالحجم الكبير، مما جعل أسعارها لا تنزل عن خمسة وستة وسبعة ملايين سنتيم لينخفض السعر كلما صغر حجم الكبش وصولا إلى الخروف الذي تجاوز 2.5 مليون سنتيم الأمر الذي جعل اغلب المواطنين في حيرة من أمرهم في ظل ارتفاع تلك الأسعار التي فاقت الأطر المعقولة. وفي جولة قادتنا عبر بعض نقاط البيع عبر العاصمة على غرار باب الوادي والمدنية.. جلبنا جودة تلك الكباش المعروضة للبيع، إلا أن المرء يقف مذهولا بعد سماع ثمنها الذي لا يخدم الجميع سوى أصحاب الدخل المرتفع الذين لا يتأثرون بالأسعار مهما ارتفعت. اقتربنا من بعض المواطنين فأعربوا عن استيائهم من تلك الأسعار المرتفعة التي أرعبتهم وجعلتهم بعيدين كل البعد عن التفكير في النحر واستيفاء السنة المحمدية التي يحنون إليها بكل الطرق لولا لهيب الأسعار. قال احد المواطنين وهو رب عائلة انه جاء إلى هناك لترصد الأسعار في هذا الموسم فوجدها تفوق أسعار السنة الماضية بعد أن وصل سعر الكبش الواحد إلى سبعة ملايين سنتيم، وفي بعض النقاط المنتشرة عبر العاصمة تجاوز الثمن ذلك السعر تبعا لحجم الكبش وقوامه الطويل، فأين للعائلات البسيطة من كل تلك المبالغ؟ وقال انه إذا بقي الحال على حاله لا يشك من إلغاء فكرة النحر كونه رب عائلة متعددة الأفراد فهو بالكاد يقوى على استيفاء متطلباتهم اليومية من أكل وشرب ولباس. مواطن آخر قال أن النقاط المنتشرة عبر العاصمة تجاوزت الأطر المعقولة في تحديد سعر الكباش مما أرعب زائريها، وقال انه من المستحيل أن تعمد نقاط أخرى بالأسواق المتخصصة في بيع الكباش كأولاد فايت،وبابا علي... نفس الأسعار ومن شانها أن تتضاءل عن ما هو منتشر عبر العاصمة. وبالفعل تلك المضاربة الحاصلة حاليا في سوق الكباش ألغت عن بعض العائلات حلم التفكير في النحر بالنظر إلى تلك الأسعار المرتفعة التي فاقت الأطر المعقولة.