انتقد عدد من الدعاة في مصر، قرار وزارة الإعلام بإغلاق عدد من القنوات الإسلامية، تحت دعاوى "مخالفاتها لشروط البث"، مؤكدين أن الإغلاق جاء بسبب اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستشهدها مصر خلال العام الجاري والعام المقبل. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها نقابة الصحفيين لمناقشة أسباب وتداعيات إغلاق بعض القنوات الفضائية الإسلامية. ونقلت صحيفة "الشروق" المستقلة، عن الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل، قوله: إن هناك حالة من تضييق الخناق والحصر لكل أجهزة الإعلام، وبذلك "لن يتكرر ما حدث في انتخابات 2005"، بحسب قوله، مؤكدًا أن القرار صادر من وزير الداخلية، وليس من وزير الإعلام. ونفى أبو إسماعيل أن تكون القنوات الدينية سببًا لفتنة طائفية في مصر. واستنكر تحديد أشخاص بعينهم ممنوعين من الظهور على التليفزيون، وأكد أن من أسباب ما يحدث هو الفرقة التي تعاني منها قوى المعارضة في مصر. بدوره، أكد الداعية الإسلامي صفوت حجازي، أن القنوات الدينية التي تم إغلاقها ليس بسبب مخالفة التراخيص؛ ولكن بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية، وأضاف حجازي قائلاً: "اتفق رؤساء القنوات المغلقة على إعادة بث القنوات من الخارج إذا قررت الحكومة المصرية عدم إعادة القنوات قبل عيد الأضحى المقبل". ووصف حجازي الشروط التي وضعتها وزارة الإعلام، ووقَّع عليها رؤساء القنوات الفضائية؛ بأنها هجمة شرسة على الإسلام، وأكد أن بعض الشروط تتمثل في أن ذكر كلمة النصارى تعتبر خطًا أحمر، كما أن الحديث عن الشيعة لا يجوز، كذلك عدم نقل الأخبار من الصحف والقنوات الأخرى وعدم ظهور مقدم البرامج بلحية، ولابد أن يكون متخصصًا وحاصلاً على شهادة ممارسة العمل الإعلامي. وأكد حجازي أن كل مشايخ قناة "الناس" حاصلون على شهادات من الأزهر وكلهم علماء. وعن تضارب الفتاوى داخل القنوات الدينية، شن حجازي هجومًا على التليفزيون المصري قائلاً: "المؤسسة المصرية الرسمية، هي السبب الرئيسي في تضارب الفتاوى"، وأكد قائلاً: "خرج شيخ الأزهر، وأكد أن الذهاب إلى فلسطين بتأشيرة إسرائيلية حرام ولا يجوز شرعًا، ويخرج وزير الأوقاف، ويقول: الذهاب إلى القدس قربى إلى الله، ولا بد من الذهاب إلى القدس للحصول على الأجر. وعن المتضررين من قرارات غلق القنوات، تساءل حجازي قائلاً: "العاملون بالقنوات الدينية يبلغون 3000 موظف وعامل، حصلوا جميعًا على إجازات بدون مرتب، فمن يقوم برعاية أولادهم ويقوم بالإنفاق عليهم؟!. كما أكد الداعية سلامة عبد القوي، أنه لا يعلم حتى الآن السبب الرئيسي لإغلاق القنوات الدينية، وأضاف قائلاً: "الكل يعرف أهمية وقيمة القنوات الدينية في حياة المصريين، وأنها عملت على تنظيم حياتهم بإضافة وجبة دينية إلى الحياة اليومية للمصريين". وأوضح عبد القوي، أنه قام بالاتصال بجميع رؤساء القنوات الدينية؛ ولكنهم أكدوا أنهم لا يعلمون السبب الرئيسي لإغلاق القنوات الدينية. وكانت القنوات الإسلامية، التي تم منْعُها من قِبل إدارة "النيل سات" المصري، قد نجحت في العودة مجددًا إلى الظهور بذات الترددات، عبر الأقمار الفضائية، ولكن بأسماء جديدة. فقد عادت قناة "الرحمة" التي يشرف عليها فضيلة الشيخ "محمد حسان" تحت اسم "الروضة"، وبتردد "10873"، على قمر "نور سات"، الذي يقع على درجة 7 غربًا، وعلى "العرب سات" بتردد "11585" رأسي و"11012" أفقي باسم "نسائم الرحمة".