* الاثنا عشرية الإمامية.. عقائد شاذّة وأفكار خرافية * زناة وشواذ يدّعون الإسلام يبدو أن الخطر الطائفي الذي تعيشه بعض الدول العربية اليوم كالعراق وسوريا والبحرين لم يعد بعيدا عن الجزائر هي الأخرى، فالتشيّع الذي نخر الوحدة الوطنية والإسلامية في هذه البلدان امتدّ إلى دول الشمال الإفريقي وإلى الجزائر خاصّة ولو بصورة محتشمة، إلاّ أن النزعة الدعوية والتطلّع إلى نشر أفكار المذهب الشيعي عند فرقه يجعل مجرّد وجود شيعي واحد في الجزائر يشكّل خطرا، لا سيّما وأن الأخبار تشير إلى وجود مخطّط منظّم لتشييع السُنّة في كافّة أنحاء العالم. نظرا لخطورة الامتداد الشيعي في بلادنا ارتأت (أخبار اليوم) إعداد ملف مطول عن ظاهرة التشيّع في الجزائر سيكون بحول اللّه على شكل حلقات، وسنحاول من خلال الحلقة الأولى التطرّق إلى بعض أفكار وعقائد إحدى أخطر الفِرق الشيعية التي نظنّ من خلال تتبّعنا لواقع الشيعة في الجزائر عن طريق اطّلاعنا على بعض الكتابات وتصفّحنا لبعض المواقع الالكترونية وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يديرها ويعدّ محتواها شيعة من مختلف الولاياتالجزائرية أنها نفس الفرقة التي تنشط في بلادنا اليوم، حيث قمنا بإجراء بعض المقارنات بين العقائد والأفكار فلم نجد اختلافا كبيرا إن لم نقل إننا قد وجدنا شبه تطابق تامّ بين ما يروّج له شيعة الجزائر من عقائد وما عرف عند هذه الفرقة الضالّة المضلّة. وتعتمد هذه الفرقة حسب متتبّعين على 17 فرقة شيعية عبر العالم هدفها الأساسي تشييع السُنّة، وتدعى هذه الفرقة بالاثنا عشرية أو الإمامية، وستتطرّق (أخبار اليوم) في الحلقة الثانية من هذا الملف إلى واقع التشيّع في الجزائر، والذي يبدو أكثر وضوحا في الفضاء الافتراضي الذي يعدّ منبرا حرّا لشيعة الجزائر، أمّا آخر حلقات هذا الملف فسيكون عبارة عن حوار مع الشيخ عبد القادر حمويا إمام بأحد مساجد العاصمة، وسيحاول الشيخ تعريف القارئ بأصول الشيعة ونشأتهم مع التعريج على واقع التشيّع في الجزائر. مخزون فكري خطير.. الاثنا عشرية أو الإمامية هي فرقة شيعية تمسّكت بحقّ عليّ بن أبي طالب كرم اللّه وجهه في وراثة الخلافة بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أبي بكر الصديق وعثمان بن عفّان وعمر بن الخطّاب رضوان اللّه عليهم أجمعين، ويتبرّأ أصحاب هذا المذهب من الخلفاء الثلاثة وينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم كما يزعمون اغتصبوا الخلافة من علي الذي هو أحقّ منهم بها لأن النبيّ حسب زعمهم نصّبه لخلافته آلاف المرّات، كما نزلت آيات قرآنية في تنصيب علي خليفة للنبيّ أيضا. وقد ورث هؤلاء مخزونا فكريا خطيرا صاغ كلماته وأسّس بنيانه بعض علماء ومرجعيات الطائفة جيلا بعد جيل، ويحمل هذا المخزون الفكري الذي يتوارثه الشيعة عبر الزمن بغضا وعداء واضحين لجمهور المسلمين أو العوام وأهل الخلاف كما يحلو للشيعة تسميتهم ويكفر أصحاب هذا المذهب كلّ مخالف ومنكر لولاية علي وأحقّيته في خلافة النبيّ عليه الصلاة والسلام. ويؤمن الشيعة الاثنا عشرية باثنا عشر إماما توقّفت الإمامة من بعدهم أو عند آخرهم الذي ما يزال حسب هؤلاء مختفيا، وأوّل هؤلاء الأئمة عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه يليه ابناه الحسن ثمّ الحسين ثمّ علي زين العابدين بن الحسين ثمّ محمد الباقر بن علي زين العابدين، يليه جعفر الصادق بن محمد الباقر. ويأتي بعده موسى الكاضم بن جعفر الصادق ثمّ علي الرضا بن موسى الكاضم ثمّ محمد الجواد بن علي الرضا، يليه علي الهادي بن محمد الجواد ثمّ الحسن العسكري بن علي الهادي، وأخيرا محمد المهدي بن الحسن العسكري المعروف بالمهدي المنتظر والحجّة القائم المنتظر وغيرها من الألقاب التي يطلقها عليه الشيعة. ويعتقد الشيعة أن الإمامة قد توقّفت عند المهدي بعدما اختفى في سرداب أبيه بسامراء وعمره آنذاك أربع سنوات ومنهم من يقول ثماني سنوات وهم يعتقدون إلى اليوم بعودته ليملأ العالم عدلا ويعاقب الخلفاء الذين اغتصبوا الخلافة من علي على حدّ زعمهم . ويعتبر هؤلاء القسيم المقابل لأهل السُنّة والجماعة في ذكرهم وآرائهم المخالفة والشاذّة في كثير من الأحيان، وهم يتطلّعون إلى نشر أفكارهم ومذهبهم ليعمّ العالم الإسلامي، حيث يؤكّد متتبّعون أنهم يوظّفون حوالي 17 فرقة عبر العالم لاستهداف السُنّة وتشييعهم. عقائد شاذّة وأفكار خرافية يميل المذهب الشيعي لا سيّما الشيعة الإمامية أو ما يعرف بالاثنا عشرية إلى الكثير من العقائد الشاذّة والأفكار الخرافية التي ينسبونها حينا إلى آل البيت وإلى بعض أئمتهم حينا آخر، لا سيّما وأن هذا المذهب يضع الإمام بمنزلة الإله بإعطائه صفات الألوهية كمعرفة الغيب مثلا وهي من أبرز الاعتقادات الشاذّة التي يؤمن بها الشيعة، إلى جانب العديد من الخرافات الأخرى النابعة وبلا شكّ من الخيال البشري كالقول بتحريف القرآن وبوجود مصحف آخر نزل على فاطمة الزهراء عليها السلام بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم والاعتقاد بعودة المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر إلى غير ذلك. ويؤكّد الشيعة على مبدئ راسخ وهو الخلاف، أي مخالفة السُنّة في جميع الأحكام الشرعية تقريبا، حيث يقول بعض أئمة الشيعة إنهم لا يجتمعون مع السُنّة لا على إله ولا على دين ولا على نبيّ، وهو ما دفع ببعض شيوخ السُنّة إلى تكفير علماء الشيعة. مصحف خاص وأكثر من 16 ألف حديث يزعم الشيعة أن القرآن الكريم قد حرف، أو أنقص منه أو زيد فيه بعدما تمّ حذف أو زيادة آيات وسور منه، وعلى سبيل المثال يرى الشيعة أنه قد تمّ حذف آية من سورة (الانشراح) أو ما يعرف بسورة الولاية عندهم، حيث يعتقد هؤلاء أن الصحابة رضوان اللّه عليهم قاموا بتحريف القرآن من خلال إسقاط آية من سورة (الانشراح) وهي كما يزعم الشيعة كالآتي (ورفعنا لك ذكرك، بعلي صهرك)، ويدّعي هؤلاء أن المصحف الحقيقي يحوي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يحويه القرآن الكريم، لكن أنقص منه حسبهم الكثير من الآيات والسور لتغطية فضائح الصحابة والمهاجرين. ويدّعي الشيعة أن ما من أحد استطاع جمع القرآن كاملا إلاّ علي كرم اللّه وجهه، ويقول الكليني عن جابر قال سمعت أبا جعفر يقول: (ما ادّعى أحد من النّاس أنه جمع القرآن كلّه كما أنزل اللّه إلاّ كذّاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزله اللّه إلاّ عليّ بن أبي طالب والأئمة من بعده)، حيث يعتقد الشيعة في هذا الباب أن هناك مصحفا يحوي ثلاثة أضعاف ما يحويه القرآن الكريم اليوم فيه تفسير القرآن وعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة، غير أن هذا المصحف لن يظهر حسب الشيعة إلا بظهور المهدي المنتظر الذي يحتفظ به منذ وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم بعد أن رفضه الخلفاء، حسب الرواية الشيعية. ويعتقد الشيعة من جانب آخر أن هناك أكثر من 16 ألف حديث صحيح جمع في كتاب تحت عنوان الكافي، في حين أن الأحاديث التي رويت عن الرسول صلّى اللّه علية وسلّم تقدّر بنحو ستّة آلاف حديث فقط. إمام الشيعة بمنزلة الإله ينزل الشيعة أئمتهم بمنزلة اللّه عزّ وجلّ من خلال إعطائهم صفات الألوهية كعلم الغيب والتنزّه عن الخطأ، فإمام الشيعة حسب ما يعتقد أصحاب هذا المذهب يعلم الغيب ومعصوم من الخطأ والنّسيان والسهو، وفي هذا يستند الشيعة إلى رواية يقولون إنها عن الإمام الصادق قال: (علم الإمام بالأرض عند الشيعة كعلم أحدكم بالدرهم الذي بيده يقلبه كيف يشاء)، كما أن إمام الشيعة له حرّية الاختيار بين التحليل والتحريم. ويحتلّ الإمام عند هؤلاء مرتبة تفوق مرتبة النبوة، حيث يقولون في هذا الباب (لأئمتنا مقام لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل). ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية أن كلّ إمام من أئمتهم قد أُودع العلم من لدن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدنيا ولا يوجد بينه وبين النبيّ من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول اللّه عليه أزكى الصلوات وأفضل التسليم أسرار الشريعة ليبيّنوا للنّاس ما يقتضيه زمانهم، أي أن بإمكانهم بناء الأحكام الشرعية وإصدارها وفقا لما يقتضيه الظروف والوقت الذي يعيشونه وذلك بالاعتماد على علم أخذ من النبيّ صلوات اللّه عليه، وهو ما جعل العقيدة الإمامية مليئة بالأفكار الشاذّة والعقائد الخرافية. ويؤمن الشيعة في هذا الباب أيضا باستمرار وجود المعجزات، فما من زمن يخلو من خوارق العادات حسب اعتقادهم ، ويجوز حسبهم أن تجري هذه الخوارق على يد الإمام، وهو ما يسمّونه معجزة. وبمقابل هذا الغلو في النّظرة إلى الإمام وتبجيله نجد الشيعة الاثنا عشرية يتفنّنون في شتم الصحابة رضوان اللّه عليهم ووصفهم بأبشع الصفات، حيث تقوم عقيدة الشيعة بالأساس على سبّ الصحابة وتكفيرهم وبغضهم ولعنهم واتّهامهم بالفسق والضلال، لا سيّما الخلفاء الثلاثة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان، ويزعم أصحاب هذا المذهب أن الصحابة قد ارتدّوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم إلاّ نفرا قليلا منهم، كما يتّهمون السيّدة (عائشة) رضي اللّه عنها بالفجور بعدما برّأها اللّه في القرآن الكريم في حادثة الإفك، وإن كان بعضهم يبرّئها غير أنهم يؤاخذونها على خروجها عن عليّ بن أبي طالب، حسب ما يدّعون. ويستمدّ الشيعة أغلب أحكامهم من بعض الروايات الملفّقة لآل البيت أحيانا أو من بعض الروايات التي نقلت على لسان أئمتهم أحيانا أخرى، معتبرين السُنّة المطهّرة مكذوبة وغير صحيحة لأن رواتها من الصحابة الذين يرون أنهم قد كفروا بعد وفاة النبيّ عليه الصلاة والسلام، كما يرفض الشيعة الإجماع الذي يعدّ أحد مصادر التشريع الإسلامي، ومن مظاهر مخالفاتهم للإجماع إباحتهم نكاح المتعة الذي انعقد الإجماع على تحريمه. الشيعة يشوّهون أركان الإسلام ارتبطت هذه المعتقدات الشاذّة أيضا ارتباطا واضحا بأركان الإسلام فشوّهتها وأدخلت عليها بِدعا لم ينزل اللّه بها من سلطان، فأركان الإسلام خمسة عند الشيعة أيضا، لكن نجد أن أوّل الأركان وهو الشهادتين محذوف وتمّ تعويضه بركن آخر يعرف عند هؤلاء بالولاية. فالشيعي يؤمن بأن أركان الإسلام خمسة وهي الصلاة والزكاة والصّوم والحجّ والولاية دون الشهادتين التي هي أوّل أركان الإسلام. وقد أُدخلت على باقي الأركان الأخرى أيضا بِدع كالصلاة التي ارتبطت بالحجر أو ما يعرف بالطينة وهي عبارة عن قطعة من الطين أخذت من قبر الحسين رضي اللّه عنه يسجد عليها الشيعي أثناء صلاته، وقد أصبح لهذه الطينة تقديس خاص عند الشيعة يصنعون منها قطعا ليسجدوا عليها في صلواتهم، ثم تطوّرت نظرتهم إلى طينة القبر فجعلوا الطينة في كلّ أنحاء المدينة العراقية كربلاء قبلة الشيعة، لا سيّما في عاشوراء وهي طينة مقدّسة كطينة قبر الحسين التي يرى الشيعة أن فيها (شفاء من كلّ داء وأنها الدواء الأكبر). ولم تتوقّف بِدع الشيعة عند الصلاة فحسب، بل جعلوا لأنفسهم طريقة خاصّة في الصّوم أيضا، فهم يسبقون رمضان بعدّة أيّام ليضمنوا عدم فوات شيء منه حتى صار ذلك عادة اشتقّوا لها اسما هو (التسبيق) ويفطرون بعد حلول الظلام بهدف خلاف أهل السُنّة، كما أدخلوا بِدعا أخرى على الحجّ أيضا، فبعد أن ينتهي الحاجّ الشيعي من أداء السعي يتوجّه لأداء الواجب العاشر من واجبات الحجّ عند الشيعة وهو طواف النّساء، ثمّ يتوجّه بعد ذلك لأداء الواجب الحادي عشر وهو صلاة الطواف، أمّا الزكاة فلا يوليها الشيعة اهتماما كبيرا بالرغم من أنهم يعتبرونها من أركان الإسلام، وبالمقابل يبدون اهتماما كبيرا بالخمس الذي يمنح للمعمّمين بدل الفقراء والمساكين. لا جهاد إلاّ بعودة المهدي يمنع الشيعة الجهاد الذي جعله اللّه فرض عين على المسلمين في حالات محدّدة ما لم يظهر الإمام الغائب المنتَظَر، حيث لا يصحّ الجهاد إلاّ تحت لوائه، وبالرغم من أن فقهاءهم يقومون مقام المهدي المنتَظَر في إجراء السياسات والتصرّف بمال الإمام إلاّ أنهم لا يتصرّفون في قضية الجهاد بالتحديد، الذي لا ينعقد لواؤه إلاّ بوجود مهديهم المنتظَر بعد خروجه المزعوم من سردابه، أمّا دعواتهم الحالية للجهاد ضد أهل السُنّة في الشام ولبنان والعراق وغيرها من بلاد العرب والمسلمين فهي دعوات يدعوهم بموجبها ما يسمّونه بالوليّ الفقيه وهو علي خامنئي الذي يعتبر نفسه ويعتبرونه في دينهم وكيل المهدي المنتظَر المزعوم الذي يتواصل معه ويتلقّى أوامره بالجهاد ضد المسلمين أو أهل السُنّة، كما يزعمون. ويعتقد الشيعة أن الحسن العسكري سيعود في آخر الزمان عندما يأذن اللّه له بالخروج ليطبّق العدل في كافّة أنحاء العالم، حيث كان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب ويهتفون باسمه ويدعونه إلى الخروج حتى تشتبك النّجوم فينصرفون ويرجئون الأمر إلى اللّيلة التالية. ويزعم الإمامية أنه حين عودته سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، وسيقتصّ من خصوم الشيعة على مدار التاريخ وسيقوم بصلب الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب على شجرة جزاء اغتصابهم للخلافة من علي، كما سيخرج (عائشة) رضي اللّه عنها من قبرها كما يزعمون ويقيم عليها حدّ الزنا. المتعة.. الزنا المستباح عند الشيعة يعدّ زواج المتعة من أبرز المعتقدات الشاذّة التي عرفت عند الشيعة وأثارت جدلا كبيرا، لا سيّما وأن أصحاب هذا الاعتقاد يتفنّنون في خلق أشكال المتعة وابتكار أنواعها، مدّعين أن عليّ رضي اللّه عنه وأن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قد مارسا المتعة، لذلك فهم يعتقدون اليوم أنها سُنّة لابد من تطبيقها، وأن تاركها أو متجنّبها ملعون إلى يوم القيامة. وزواج المتعة هو عقد مؤقّت يجمع الزّوجين لفترة محدّدة ومعلومة على أجر معلوم يمنحه الرجل للمرأة، ويتمّ الزّواج بصيغة لفظية تقول فيها المرأة: (متّعتك نفسي لمدّة كذا على أجر كذا)، فيجيب الرجل (قبلت). ولا يختلف زواج المتعة عن الدعارة في شيء بالرغم من الطابع القانوني أو الشرعي الذي يحاول الشيعة إبداءه وإقناع العامّة به، فالمرأة في هذا الزّواج تأخذ أجرها من الرجل مقابل تمتيعه ولا يتحمّل الرجل أيّ تبعات لهذا الزّواج بعد انتهاءه، سواء بالنّسبة للحقوق المادية التي تستفيد منها المطلّقة أو حتى بالنّسبة لما يترتّب عن حدوث حمل كنسب الطفل أو نفقته. وقد اختلفت أنواع هذا الزّواج باختلاف أهدافه وغاياته وأشكاله، فالشيعة استرخصوا المرأة وأهانوها إلى حدّ تقديمها هدايا للضيوف وقرابين للشيوخ والمعمّمين تبرّكا وتيمّنا بهم، ومن بين أصناف زواج المتعة عند هؤلاء نجد متعة التجربة وهي أن يعقد الزّوجان زواج متعة لفترة محدّدة على سبيل التجربة قبل عقد زواج دائم، والمتعة غير الجنسية وهي أن يتمتّع الشابّ برفقة شابّة مع اشتراط عدم إقامة علاقة جنسية، وزواج المباركة الذي تمنح فيه العروس للسيّد ليلة عرسها يستمتع بها ويفضّ بكارتها كى يكون زواجها مباركا. كما نجد نكاح الخوالي وهو ما يعتبره الشيعة من باب إكرام الضيف، إذ يقدّمون المطلّقات والأرامل للضيف ليستمتع بهنّ، إلى جانب نكاح الترزّق وهو ما يقابل الدعارة في مجتمعاتنا اليوم، حيث تجتمع النّسوة في بيوت للمتعة الجنسية يتمّ فيها عقد عمليات بيع الأجساد من دون التلفّظ بالإيجاب والقَبول. كما يجيز الشيعة زنا المحصّنات تحت تسمية متعة إعارة الفرج، وهو ما يبرّره هؤلاء بضمان عفّة المرأة وهو أن يودع الرجل زوجته عند أحد أقاربه أو أصدقائه تقيم معه ويستمتع بها، ويحدّد له الزّوج حدود الاستمتاع ولا يحلّ له تعدّي الحدود التي حدّدها الزّوج، وإذا ما تعدّى الصديق أو القريب تلك الحدود يكون خائنا للأمانة ويدخل في دائرة الحرام. وهناك العديد من أنواع المتعة الأخرى التي ليست سوى أوجها مختلفة للزنا يعطيها الشيعة في كلّ مرّة مبرّرا في قالب شرعي يصدّقه الكثير من ضعاف القلوب المهرولين وراء شهواتهم الحيوانية. ويرى الشيعة أن في زواج المتعة الكثير من الفضائل التي يخصّ بها اللّه المتمتّعين، حيث يقول علماء الشيعة إن فضل المتمتّع عند اللّه عظيم، فإذا كلّم المرأة كتبت له في كلّ كلمة حسنة، وإذا مدّ يده إليها كتبت له حسنة، وإذا دنا منها غفر اللّه له بذلك ذنبا، فإذا اغتسل غفر اللّه له بقدر ما مرّ من الماء على شعره، كما يؤكّدون أنه (ما من رجل تمتّع ثمّ اغتسل إلاّ خلق اللّه من كلّ قطرة من الماء تنزل منه 70 ملكا يستغفرون له إلى يوم القيامة ويلعنون متجنّبها)، أي متجنّب المتعة، أمّا عن النّساء فينسب الشيعة حديثا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم جاء فيه (إن اللّه تبارك وتعالى يقول: إنّي قد غفرت للمتمتّعين من أمّتك من النسّاء). هذا، وقد حرّم هذا النّوع من الزّواج بالإجماع وحرّمه الإمام عليّ بن أبي طالبٍ رضوان اللّه عليه من قبل، كما ثبت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حرّمه بعد إباحته، لأن نكاح المتعة هو زنا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، يقوّض أركان الأسرة المسلمة ويهدم اللبِنة الأولى والأساس في بناء المجتمع المسلم.