الأموال، زواج المتعة، والهدايا الثمينة اهم أسلحة دعاة التشيع لاستمالة الشباب عاد الجدل مرة أخرى حول مسألة التشيع في الجزائر، خاصة بعد انتشار مقطع فيديو قيل إنّه سجّل من احد مساجد مدينة وهران، لمجموعة من المتشيعين وهم يؤدون طقوس المذهب الشيعي، ويرددون التأمين والصلاة على آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مرفوقة باللطم بالأيدي على الصدور بصفة جماعية. وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أكّد أنّه "‘لا يوجد تشيّع في الجزائر لا في غربها ولا شرقها ولا وسطها، من يمارس طقوس الشيعة في بلادنا، هم لاجئون سوريون'. غير أنّ العديد من الأئمة والمتابعين للمذهب الشيعي بالجزائر، ناقضوا الوزير غلام الله، واكدوا أنّ التشيع في الجزائر بدأ ياخذ أبعادا مخيفة. تصريحات وزير الشؤون الدينة والأوقاف جاءت عقب فتنة كبيرة حدثت مؤخراً بين السنة والشيعة في مسجد ‘النصر' بحي السلام الراقي في مدينة وهران السّنية، حين احتج مجموعة من المصلين على نقل إمام المسجد إلى مسجد آخر، متهمين مجموعة من ‘المتشيعين' حديثاً، بالوقوف وراء تحويله، كونه كان ‘يهاجمهم في خطبه'. وفي سياق متصل قال إمام أحد المساجد في ‘حي السلام' الراقي في مدينة وهران، إن عائلات جزائرية اعتنقت المذهب الشيعي تروّج لمذهبها بين الشباب عن طريق إقناعهم بزواج المتعة. وتمارس تلك العائلات، بحسب قول أمين مية مفتاح، إمام مسجد النصر، طقوسًا شيعية، مثل لطم الخدود وتمزيق الأجساد في سرية تامة، بينما بدأت تدعو جهرًا في الآونة الأخيرة إلى التشيّع، وتغري أهالي مدينة وهران من أهل السنة، ولاسيما الشباب، باعتناق المذهب الشيعي عن طريق إغرائهم بالهدايا وإقناعهم بزواج ‘المتعة'، على حد قوله. والزواج المؤقت (زواج المتعة) هو زواج إلي أجل ولا ميراث فيه للزوجة، وقد اختلفت الطوائف الإسلامية في شرعيته، فيرى أهل السنة والجماعة أنه ‘حرام'، بينما يرى الشيعة أنه ‘حلال'. ومن ينتقل إلى حي ‘السّلام'، الذي لا يبعد سوى أميال عن وسط مدينة وهران يقف على ترف العيش لدى عائلات شيعية ثرية تقطن فيلات الجزائر، التي ينتمي 99 ‘ من سكانها للمذهب السني. وغير بعيد عن تلك الفيلات يوجد مسجد ‘النصر'، الذي شهد قبل أشهر فتنة كبيرة، بعد غلقه من جانب مجموعة من المصلين؛ احتجاجًا على تحويل إمام المسجد الشيخ يوسف نواري، إلى مسجد آخر، حيث اتهم هؤلاء المصلون مجموعة من الشيعة بأنهم وراء تحويله، كونه على حدّ تعبيرهم، ‘الوحيد الذي تصدى لنشر المذهب الشيعي بين أهالي وهران'. وقال أمين مية مفتاح، المسؤول الحالي عن المسجد، في تصريح لوكالة "الاناضول" التركية، إن ‘عائلات شيعية أضحت تستدرج شبابًا ومراهقين سنيين لاعتناق المذهب الشيعي عن طريق إغرائهم بالهدايا وإقناعهم بزواج المتعة، مستغلة في ذلك ثقافتهم الدينية المحدودة، التي لا تجعلهم يفرّقون بين المذهبين السني والشيعي'. وأضاف مفتاح أنه التقى مجموعة من الشباب وقالوا له إن العائلات الشيعية في حي السلام يعقدون معهم جلسات نقاش بشكل مستمر ويحاولون فيها إقناعهم بزواج المتعة، وذلك لاستدراجهم إلى اعتناق المذهب الشيعي، على حد قوله. وتابع: ‘الشيعة في مدينة وهران لا يستطيعون أن يمارسوا طقوسهم الغريبة علنًا، من صلاة على الحجر ولطم للوجوه وتمزيق للأجساد في عاشوراء، ونواح على سيدنا الحسين (بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام)، بل يلجأون إلى السرية في الغالب خوفًا من رد فعل السنيين، لكنهم في المقابل يتقربون من الشباب والمراهقين لإقناعهم باعتناق المذهب الشيعي'. ومضى قائلا: ‘أنا شخصيا تصديت في عدة مرات لهؤلاء المتشيعين حديثًا، حتى أنني أقدمت على طرد أحدهم من المسجد'. ورفض الإمام القديم لمسجد النصر، الشيخ يوسف نواري، الذي تم تحويله إلى مسجد بحي آخر في وهران، تقديم أي معلومات بخصوص المتشيعين الذين يتردد أنهم كانوا يقصدون المسجد. واكتفى نواري في تصريح لذات الوكالة بالقول: ‘أنا هنا للحفاظ على مرجعيتنا الدينية المتمثلة في المذهب المالكي (مذهب فقهي نسبة إلى الإمام مالك بن أنس، 93-179ه / 711-795م) ولا أقبل أي ممارسات في المسجد خارج هذا الإطار'. قضية التشيّع في وهران لا تزال من المحرمات المسكوت عنها، حتى أن مديرية الشؤون الدينية فب ولاية هران التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ترفض الخوض في هذا الموضوع، في حين لا يزال كثير من سكان وهران يستنكرون أفعال الشيعة ويطالبون بالتصدي لهم وعدم تركهم يؤدون الصلاة في المساجد السنية، بحسب سكان في حي السلام. وقال أحد مرتادي مسجد النصر في حي السلام، طلب عدم نشر اسمه: ‘ذهبت لأداء صلاة جمعة، وإذا بي أفاجئ بمجموعة من المصلين السنيين يتلاسنون مع آخرين من المتشيعين'. وأضاف: ‘لقد ذهلت للأمر ولم أكن أعرف أن هناك شيعة جزائريين يعيشون بيننا.. لا يجب أن يصلوا (في إشارة إلى المتشيعين) معنا'. وفي حديث لذات الوكالة التركية التي قامت بنشر روبورتاج حول التشيع في ولاية وهران، قال أحد الشباب من حي "السلام" إنّ دعاة التشيع يوحي بأنهم ميسوري الحال...لقد تقربوا مني ومنحوني هدية عبارة عن زجاجة عطر ، ووعدوا بمساعدتي ماديًا كوني عاطلاً'. وأضاف: ‘في البداية لم أفهم هدفهم، لكنهم سرعان ما كشفوا لي بأنهم شيعة، وراحوا يحدثونني عن زواج المتعة، وأنه حلال عندهم وغير محرّم عكس السّنة.. وهو حصانة للشاب المسلم من الوقوع في الزنا، في خطوة منهم لإغرائي باعتناق المذهب الشيعي'. وفي المقابل، قامت الوكالة بالاتصال بأحد الشيعة بوهران، لمعرفة رأيه حول هذه الاتهامات، تردّد في البداية، ثم قبل الحديث، رافضًا الإفصاح عن هويته، قائلاً: ‘أنا شخصيًا كشيعي أرفض إغراء الشبان بالهدايا من أجل إقناعهم بالمذهب الشيعي، لا أريد لأحد أن يعتنق المذهب الشيعي على أساس مادي، بل أريد أن يكون الوافد الجديد مقتنعًا بما يقوم به'. وتابع: ‘للعلم معظم المتشيعين حديثًا بوهران، غالبيتهم من الطبقة المثقفة، وفي مقدمتهم أساتذة الجامعة وإطارات في قطاعات مختلفة'، رافضًا تقديم مزيد من التوضيحات. أما أحد المسؤولين بمديرية الشؤون الدينية بوهران، الذي رفض هو الآخر الإفصاح عن اسمه، فقال إن ‘مديرية الشؤون الدينية تحرص على تطبيق التعليمات الصادرة من الوزارة القاضية بالمحافظة على المرجعية الدينية الوطنية المتمثلة في المذهب المالكي السني، لذلك طلبنا من الأئمة التصدي لكل من يمس بهذه المرجعية'. وأضاف: ‘لا نريد فتنة بين الشيعة والسنة في المساجد، هي فقط عيّنة من حالة اللا تعايش بين الأغلبية الساحقة من السنيين والقلة القليلة من الشيعة في الجزائر، الذين يمارسون طقوسهم في سرية، لكن لا يتردّدون في نشر مذهبهم وإقناع الآخرين به'.