أكد بشير مصيطفى كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصائيات أن الجزائر لم تعد تملك خيارا غير تطبيق أسلوب اليقظة الإستراتيجية في تصميم وتنفيذ السياسات العمومية على المدى المتوسط والبعيد. وأوضح مصيطفى خلال المحاضرة التي ألقاها بمقر المجلس الشعبي الولائي لمدينة سطيف ليلة السبت إلى الأحد، أن المستقبل غني بالإشارات المؤثرة في التنمية بما فيها التنمية المحلية وأن تلك الإشارات تظل عشوائية وغير متحكم فيها ما لم تتبع الحكومة أسلوب الاستشراف المبني على اليقظة الاستراتيجية من أجل التقاطها وتوظيفها في خطط النمو. كما تطرق مصيطفى خلال محاضرته بالتحليل إلى 5 محاور، معتبرا إياها المحاور الرئيسة في تشكيل رأي عام حول فكرة النمو المبني على الاستشراف وهي: مفهوم اليقظة المرتبط بمفهوم الدولة الاستراتيجية، الأسئلة الرئيسية التي تطرحها اليقظة الاستراتيجية، مجالات تدخل اليقظة ودورها في تمتين التنمية، الهيكل التنظيمي لمنظومة اليقظة وأخيرا موضوعات الاقتصاد الوطني والرهانات الحقيقية في مستقبل البلاد. وقال كاتب الدولة الأسبق بأن كل الدول في العالم معرضة للمخاطر جراء التحولات ولكنها في نفس الوقت تتمتع بفرص نتيجة الثروات التي تزخر بها على الصعيد البشري والمعرفة، مضيفا بأن كل الدول معنية باستراتيجيات النمو والتماسك الاجتماعي المبنية على الموازنة بين الفرص والمخاطر أي بين الموازنة بين وضعية التقدم والدفاع وأن نتيجة تلك الموازنة هي التي تحدد موقع الدولة على خارطة الدول، موقع تحسمه الآن المعرفة والحلول الذكية. وقدم ذات المحاضر القدرات المهمة في تصميم وتنفيذ رؤية النشوء على آفاق العام 2030 بشرط تحقيق الإقلاع الاقتصادي في آفاق 2019 بإتباع أسلوب الحلول الذكية المبنية على نظم المعلومات وشبكات رصد الإشارات المستقبلية ثم مجموعات التحليل وترجمة تلك المعلومات، مضيفا أن وصفات تمكن خلايا اليقظة الاقتصادية التي يفترض أن تطلق في هياكل الدولة من تصميم سياسات النمو المواتية وتكون بمثابة الدماغ أو الدليل والموجه الاستراتيجي لعمل الحكومة في مختلف القطاعات على حد تعبيره.