توقع "بشير مصيطفى" كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف والإحصائيات، الأربعاء، مستقبلا ذهبيا للجزائر في 2019، إذا ما جرى التحكم في الاستشراف وتقنيات صناعة المستقبل، وإذ نوّه أستاذ الاقتصاد بامتلاك الجزائر ميزات تنافسية ونسبية تؤهلها للنشوء، فإنّه رافع لاعتماد منهجية اليقظة الإستراتيجية. في محاضرة تكريمية احتضنتها قاعة المركز الثقافي الاسلامي بالعاصمة، ركّز مصيطفى على أنّ نظام الاستشراف يوفر للجزائر فرصا ذهبية لتحقيق النمو المستديم في آفاق 2019، وحالة النشوء في آفاق 2030، بيد أنّ مصيطفى ربط ما تقدّم بالتخطيط للستة عشر سنة القادمة على أساس أن المستقبل يصنع ولا يتوقع . وأضاف مصيطفى أنّ الكم الهائل من المعلومات والذي أصبح يقاس بوحدة (الزيتابايت) هو الآن ساحة تنافس بين الدول لرصده واستخدامه في توجيهات التنمية، وأن على الجزائر تحديث نظامها المعلوماتي لاقتناص الفرص الكامنة في ذلك الكم من المعلومات . ولفت المحاضر إلى الجهد الذي بذلته الدولة منذ الاستقلال وتبذله الآن في سياق التنمية الاجتماعية، وهو ما يناسب لإطلاق وتنفيذ رؤية النشوء التي يراها المحاضر مبنية على تأهيل الموارد البشرية وحملة الشهادات نحو وظيفة الابتكار وعلى أساس التعليم المتصف بالجودة، وتطبيق النظم الذكية في مجال الاستثمار والتنمية المحلية، مع إعادة تأهيل الإقليم على أساس معايير التنمية المستديمة. وأوصى مصيطفى بنشر ثقافة ( صناعة الغد ) بين كافة شرائح المجتمع وفي صلب البرامج التربوية والعملية التعليمية حتى يتمكن الجميع من المساهمة الايجابية في بناء مستقبل الجيل، وهو أفق ينطوي على إشارات قوية يمكن تحسسها وبالتالي توظيفها في سياق التنمية، على حد توصيفه، لكنه نبّه إلى وجود "إشارات ضعيفة يمكن أن تفاجئ في أية لحظة ما يدفع إلى نشر ثقافة ومنهجية اليقظة الإستراتيجية في كل مستويات القرار والتنفيذ".