شهر رمضان منة امتن الله بها علينا؛ لأنه فرصة للمحاسبة، ومراجعة النفس، وموسم لجمع الحسنات وتكفير السيئات، وبالرغم من هذا وغيره فإن من الناس من يخسر هذا الشهر، ويحرم نفسه الخير والطاعة، فلابد من التعقل والتدبر والابتعاد عن كل سبب من أسباب الخسارة فيه، واستغلال أوقاته النفيسة الغالية. أردنا رجالاً ونساءً أن نرى عظيم خسارتنا لرمضان، فلنجب على هذه الأسئلة السريعة بصراحة تامة ومحاسبة للنفس، فإننا سنقف أمام علام الغيوب الذي يعلم حقيقة القلوب: هل تقرأ القرآن بكثرة؟ وهل تختمه في رمضان بكثرة. على الأقل ولو مرةً واحدةً في رمضان؟ هل تحرص على أداء الصلوات في وقتها بطمأنينة وخشوع، ومع جماعة المسلمين؟ هل تحافظ على السنن الرواتب القبلية والبعدية؟ هل تستحضرين النية في إعداد الطعام والشراب لأهلك، وتحتسبين الأجر على الله عز وجل؟ هل تصدقت وأطعمت الطعام؟ وإذا كانت الإجابة بنعم. فبكم؟ وهل يساوي أو على الأقل يقارب ما يصرف على اللباس والزينة خاصةً في شهر رمضان؟ وأنت أيها الرجل! كم أنفقت في سبيل الله؟ وهل تحمل هم المسلمين والمساكين في كل مكان؟ وهل تحرص على أداء صلاة التراويح بآدابها؟ وأنت أيتها الأخت! هل تحرصين على صلاة التراويح مع المصلين في المساجد، أو حتى لوحدك في البيت؛ فإن خير صلاة المرأة في قعر دارها؟! كم ساعة تنام وكم ساعة تنامين في اليوم في رمضان، في موسم الخيرات والحسنات؟ كم شريطاً نافعاً من قراءة قرآن أو محاضرة سمعتها من خلال رمضان؟ كم ساعة تسهرين، وكم ساعة تسهر، وعلى أي شيء تسهر؟ كم عدد تلك الدقائق التي نقضيها في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار؟ هل وقفنا يوماً من الأيام في ظلمة ليل أو في مكان خالٍ، ورفعنا أكف الضراعة للدعاء في وقت السحر أو في أي وقت من أوقات رمضان؟ هل تستغلين الزيارات والجلسات بالمناصحة والتفقه والدعوة إلى الله عز وجل؟ هل تجتهدين في طاعة زوجك ورعاية أولادك خلال هذا الشهر؟ هل طهرنا بيوتنا من المنكرات؟ هل طهرنا أموالنا من الربا والحرام؟ الأسئلة كثيرة، ومن خلال الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها سنعرف مدى الخسارة والربح الذي ينالنا في هذا الشهر، فاصدق مع نفسك ما دام في العمر فسحة، وقبل أن تندم فلا ينفع الندم.