يحاول كل واحد منا أن يتخيّل كيف هي حياة الوزراء والمسؤولين خلال شهر الصيام، وأين يقضي هؤلاء سهراتهم عقب الإفطار، ما هي طبيعة الأطباق التي توضع على موائدهم وهل يشاركون الناس في أداء صلاة التراويح أم لا ..؟ فضول راودنا كما يراود أي مواطن جزائري فاقتربنا منهم لتسليط الضوء على جزء من حياة هؤلاء المسؤولين الذين يديرون شؤون الدولة الجزائرية، ويصنعون سياستها الداخلية والخارجية من خلال الإحتكاك بهم والكشف عن بعض خصائص شخصيتهم وكيف يقضون هذا الشهر الفضيل. غول:رمضان ستكون له نكهة خاصة بعد حصول ابني على الباك لم يتمالك نفسه من شدة الفرحة حتى أن الإبتسامة لم تفارق ثغره، في البداية كنا نظن أن استدعاءه لتكريم التلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا دورة جوان 2011 هو السبب، غير أننا سرعان ما علمنا أن نجاح ابنه البكر ''عادل'' في ''الباك'' وبتفوق هو ما جعل وزير الأشغال العمومية عمار غول يطير فرحا، إلا أننا فاجأنا الوزير بسؤال لم يتوقعه؛ وهو كيف يقضي الوزراء شهر رمضان خاصة وأن هذا الشهر الفضيل لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة؟ وبكثير من الحماس راح عمار غول يحدثنا عن يومياته، خلال شهر رمضان، حيث أنه يقضي الشهر الكريم كبقية الجزائريين بين العمل وعبادة المولى، وفي هذا المقام، أكد غول أن شهر رمضان لا يؤثر عليه ولا على أجندة عمله التي تكون مثقلة بمواعيد العمل والخرجات الميدانية التي تكون مبرمجة طيلة ال29 يوما من شهر رمضان وذلك قصد تفقد المشاريع والوقوف على مدى إنجازها، وقال غول إنه يقوم بثلاث مقابلات في الأسبوع، ناهيك عن جلسات الإستماع التي يخصصها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة طيلة الشهر الكريم، مؤكدا أنه يجد راحته في الشهر الكريم ويزيد نشاطه؛ ما يجعله يعمل أكثر من الأيام العادية. وبالمقابل أكد غول أنه لا يستطيع قضاء شهر رمضان من دون ولديه أطال الله في عمرهما، الذي اعتاد مقاسمتهما مائدة رمضان في كل سنة، ليقيم الجميع صلاة الترويح جماعة، حيث قالا:''إن والدي ''إمام'' و في كل سنة يصلي بنا في البيت جماعة مع كل أفراد العائلة، بالإضافة إلى تلاوة القرآن وختمه في هذا الشهر الكريم''. ليأخذ الوزير نفسا طويلا ويعاود الحديث معنا، ليقول ''إن نكهة رمضان ستكون مختلفة هذه السنة وسيكون لها طعما خاصا بعد أن نال ابني الباك بامتياز''. وعن الأطباق التي يفضّلها الوزير، أكد غول، ''إن كل ما تطبخه الزوجة لذيذ وأحبه وليس لدي طبق مفضل''. غير أن ''النهار'' استغلت الفرصة واقتربت من ابن الوزير غول ''عادل'' لتسأله عن نوع الهدية التي وعد بها عمار غول ابنه البكر الذي حصل على الباك بأعلى المعدلات وجعل الوزير يشعر بالفخر أمام زملائه الوزراء، إلا أن عادل كان ذاكيا ورفض الإفصاح عن نوع الهدية وقال أن هديته لأبيه هي الحصول على شهادة البكالوريا وبامتياز. خودري: سأصلّي التراويح في بيت غلام الله كان رفقة كوكبة من التلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا دورة جوان 2011، حيث كان منهمكا في تقديم التهاني للناجحين الذين بدورهم استغلوا الفرصة لأخذ صور تذكارية مع وزراء أويحيى والفرحة تغمرهم، كما تقاسموا وجبة العشاء معهم في فندق الجيش بالعاصمة، غير أن ''النهار''استغلت الفرصة السعيدة واقتربت من وزير العلاقات مع البرلمان خودري محمود، لتسأله عن يومياته في الشهر الكريم الذي تفصلنا عنه أيام معدودة. في البداية استغرب الوزير السؤال غير أنه لم يتوان في الإجابة وسرد يومياته خلال الشهر الفضيل والتي اختزلها خودري في العمل والتعبّد والتقرب من الله، قائلا ''أحرص على ختم القرآن الكريم وتأدية الصلاة والتعبّد في بيوت الرحمان، راجيا من الله عز وجل المغفرة وأن يرزق بلدنا العزيز السكينة والسلام والرقي''. وأضاف الوزير الذي كان برفقة مجموعة من التلاميذ الناجحين المتفوقين في ''باك 2011'' على طاولة العشاء، أنة يقضي شهر رمضان مثله مثل كل الناس بين العمل وتأدية واجباته في البيت ككل الجزائريين، موضحا أن التوزير وتقلد المسؤوليات لا يعني أن الوزراء أشخاص غير عاديين؛ ''بالعكس فنحن من أبناء هذا الشعب الذي نفتخر بالإنتساب إليه، وكوننا وزراء فالأمر ليس بالضرورة كما يتصوّره البعض، فحياتنا عادية ككل الجزائريين، وليست حياة الملوك في القصور، كما تصورها القصص والأفلام الخيالية''. وعن الأطباق التي يفضّلها الوزير خلال الشهر الكريم، قال خودري ''ناكل لي كاين''.. ''غير أنني أفضّل الشوربة والسلاطة''. وفي سياق ذي صلة، أكد خودري أن تركيزه يكون كثيرا على تأدية العبادات والصلوات على أكمل وجه، داعيا من الله ''أن يتقبل صيامنا وقيامنا إن شاء الله، وأن يبارك لنا في مالنا وأولادنا يارب العالمين''. وبخصوص تأدية صلاة الترويح، قال محمود خودري، أنه يؤديها في بيت وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، الذي يقوم وككل سنة بإمامة المصلين من جموع الوزراء والإطارات السامية التي تقطن بإقامة الدولة في موريتي بالعاصمة، حيث يخصص غلام الله مساحة كبيرة من منزله ليجعل منها مصلى تقام فيه الصلاة خلال الشهر الكريم. وبالمقابل فإن كل وزراء أويحيى يضربون موعدا بعد العشاء لأداء صلاة التراويح لدى الوزير المكلف بحقيبة الشؤون الدينية وببيته، خلال 30 يوما كاملة. نوارة جعفر: أحرص على إعداد الأطباق شخصيا في رمضان كانت هي الأخرى برفقة إطارات المستقبل؛ تقدم لهم التهاني وتأخذ معهم الصور التذكارية؛ اقتربنا منها وحاولنا معرفة كيف تقضي الوزيرة يومياتها في شهر رمضان الذي هو على الأبواب وهل تدخل المطبخ بالنظر إلى المنصب الذي تتقلده وحجم المسؤوليات التي تقع على عاتقها، غير أننا استغربنا جوابها ولم نكن نتصوّر أن الوزيرة المنتدبة المكلفة بشؤون الأسرة، نوارة سعدية جعفر، تدخل المطبخ وتعدّ كل الأطباق بيديها، بالإضافة إلى إعداد أطباق الحلوى التقليدية منها والعصرية، على حد قولها. وفي سياق متواصل، كشفت نوارة سعدية جعفر، شغفها الكبير بفن الطبخ، على حد قولها، حيث أنها وبمجرد عودتها إلى البيت تحرص على إعداد الأطباق اللذيذة لأفراد عائلتها خلال الشهر الكريم، والتي تعكف على تحضيرها هي شخصيا، موضحة أنها لا تتصور أن تدخل البيت من دون دخول المطبخ وإعداد ما يشتهيه أبناؤها وزوجها، حيث أكدت نوارة جعفر أنها تقضي أيام رمضان بين البيت والعمل ككل ربات البيوت اللواتي يتفنن في إعداد أشهى الأطباق خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى أنها تقوم بتبادل الزيارات مع الأقارب والصديقات للسهر على أباريق الشاي والحلويات الشرقية، مؤكدة أنها تحاول الحفاظ على هذا الجانب الأخوي الذي يسمح لنا بالتقرب من الله عز وجل من خلال صلة الرحم والإكثار من فعل الخير. كما أكدت الوزيرة أنها تحاول التقرب من الله في هذا الشهر الكريم من خلال ختم القرآن وتلاوته وكذلك تأدية الصلوات في مواعيدها، والإكثار من الدعاء والتذلل الله تعالى، مؤكدة أن شهر رمضان فرصة للتضرع إلى الله والتقرب منه والإكثار من الحسنات. بن بوزيد: سأقضي رمضان ككل الجزائريين ومن جهته، أكد وزير التربية الوطنية، أبوبكر بن بوزيد، خلال العشاء الذي أقامه على شرف التلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا دورة جوان 2011، في رده على سؤال ''النهار'' حول يوميات الوزير في الشهر الكريم، حيث قال بن بوزيد، أن شهر رمضان فرصة للتقرب من الله عز وجل من خلال الإكثار من الدعاء والصلاة التي تعدّ الغذاء الروحي، موضحا أنه يقضي رمضان الذي يعدّ على الأبواب ككل الجزائريين بين العمل وتأدية مهامه كمسؤول وبين التعبّد والتقرب من الله عز وجل، حيث يحرص الوزير على تأدية الصلاة في موعدها، خاصة وأن أبواب الرحمة مفتوحة، فيما يخصص جزء من وقته لزيارة الأحباب والأقارب بعد الفراغ من صلاة التراويح التي يواظب على تأديتها. إسماعيل ميمون: التراويح في المسجد أشدّ ما أحرص عليه ''أصلّي في المسجد وليس لدي طبق مفضل في شهر رمضان''.. تلك هي إجابات وزير السياحة إسماعيل ميمون، حين صادفناه خلال حفل تكريم الطلبة المتفوقين في الباك دورة جوان 2011 بفندق الجيش في العاصمة وسألناه عن يومياته خلال الشهر الكريم، حيث لم يتوان الوزير في الإجابة عن سؤالنا بالقول إنه يقضيه بين العمل والعبادة من أجل التقرب من الله عز وجل.