سكان ورقلة يخصون الرئيس باستقبال شعبي حار طالب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الأربعاء الأساتذة والباحثين بالعمل على تطوير القدرات العلمية والبحثية وتحديث المناهج البيداغوجية وتكييف الأساليب التعليمية لجعل التعليم العالي يواكب تدريجيا ما تقدمه الجامعات المتميزة عبر العالم، مشيرا إلى أن الدولة قد وفرت كل الإمكانيات اللازمة لأساتذة الجامعات المطالبين بالرقي بالجامعة الجزائرية، وعدم بهدلة سمعتها خارجيا· قال الرئيس بوتفليقة في الكلمة التي ألقاها خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة بجامعة قاصدي مرباح بورقلة ما تم إتخاده من تدابير وإجراءات حافزة يشكل في المقام الأول قطيعة مع النظرة التي سادت في ماض غير بعيد ويمثل نقلة نوعية تعيد الاعتبار للأساتذة والباحثين وتعطيهم مكانتهم الاجتماعية المستحقة· وأضاف رئيس الجمهورية أن الإجراءات المتخذة تكرس في المقام الثاني مبدأ مكافأة الجدارة العلمية ويستعيد في المقام الثالث فضائل المجتمع في الاعتراف بقيم الوقار الأكاديمي، مؤكدا من جانب آخر ثقته في قدرات الجامعة الجزائرية التي حققت الكثير من الإنجازات، مشيرا إلى أنه يصبو إلى رؤية الجامعة تتبوأ مكانة مرموقة في مجالات النمو المعرفي والتقدم التقني وتحتل مرتبة متقدمة ضمن التصنيف العالمي للجامعات· وأشار بوتفليقة إلى أن الجامعة الجزائرية مدعوة بإلحاح للاهتمام بجودة التكوين والارتقاء به إلى أسمى المعايير الدولية، متمنيا أن تساهم السنة الحالية بلبنة أخرى في بناء هذا الصرح وتكون خطوة إضافية نحو مستقبل أفضل، داعيا إلى المزيد من التجند لكسب رهان النوعية والجودة وتحقيق الامتياز في تكوين النخب والكفاءات التي تقع على عاتقها مسؤولية الاضطلاع بإدارة مؤسسات الدولة والمجتمع بكفاءة واقتدار· وذكر القاضي الأول في البلاد أن الهدف الذي نصبو إلى بلوغه هو توفير تعليم نوعي يفضي إلى التفوق والتميز ويحول المجتمع من مستهلك للمعرفة إلى منتج لها ويفتح آفاق الجامعة على الثقافة العالمية وإلانسانية مع تمكسها بالقيم الوطنية الأصيلة· ووضع الرئيس الأساتذة والباحثين أمام مسؤولياتهم حين صرح قائلا: إذا كانت الدولة تعمل على توفير الإمكانات المادية والمعنوية ودعم كل المبادرات التي تخدم تطور الجامعة الجزائرية فإنني بهذه المناسبة أدعو الأساتذة والباحثين إلى العمل على تطوير القدرات العلمية والبحثة وتحديث المناهج البيداغوجية وتكييف الأساليب التعليمية بما يجعل مستوى تعليمنا العالي يواكب تدريجيا ما تقدمه الجامعات المتميزة عبر العالم· ودعا بوتفليقة إلى تفعيل الحركة الثقافية وتشجيع المنافسة العلمية من خلال اعتماد سياسة جريئة في مجال النشر العلمي· وقبل إشرافه على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة، خُصّ رئيس الجمهورية باستقبال جماهيري حار من طرف سكان ولاية ورقلة، حيث اصطفت جموع غفيرة من من مختلف الأعمار حاملين الراية الوطنية ولافتات تأييد وصور كبيرة لبوتفليقة على جانبي شارع سي الحواس بوسط مدينة ورقلة الذي سلكه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وأطلق هؤلاء المواطنون هتافات مساندة ومعبرة من خلالها عن ترحيبها برجل السلم والمصالحة الوطنية، معبرين عن فرحتهم بزيارة بوتفليقة إلى ولايتهم· وأشرف الرئيس بوتفليقة خلال زيارته لولاية ورقلة على تدشين العديد من المنشآت والمشاريع الجديدة، حيث قام في البداية بتدشين ستة آلاف مقعد بيداغوجي بجامعة قاصدي مرباح، ثم وضع حجر الأساس لمشروع محطة تحلية المياه بورقلة، كما دشن عيادة لطب العيون، وكذا المقر الجديد لمجلس قضاء ورقلة، إضافة إلى المركز الجهوي لمعالجة السرطان، ومحطة تصفية ومعالجة المياه المستعملة، ودشن الرئيس كذلك محطة التحكم والمراقبة واستقبال الصور الساتيلية بالناحية العسكرية الرابعة· وأنهى بوتفليقة زيارته لورقلة مساء أمس، ليعود إلى الجزائر العاصمة، حيث سيكون على موعد مع افتتاح السنة القضائية الجديدة اليوم بمقر المحكمة العليا·