بقلم: تركي بن رشود الشثري بعضهم اليوم يكتب عن داعش ويبين خطرها انطلاقا من إيمانه الجازم بضرورة النصيحة للمسلمين حكاما ومحكومين، وبعضهم يكتب عن داعش ويفضح خطتها ويشنع على ممارساتها تقربا وتزلفا للمسؤولين، وهكذا مع كل حالة وإزاء كل حدث هناك الصادقون والمتملقون والأجدر بناء في حالة داعش أن لا تستغرقنا اللحظة الراهنة ما أهدافهم؟ من يمولهم؟ وأية أجهزة استخباراتية اخترقتهم؟ وهل هم صنيعة إيرانية بالأساس أم شباب متحمسون جمعتهم ظروف شتى وقامت إيران فيما بعد باستغلال بعض قياداتهم وقدمت لهم التسهيلات والمساعدات بل الأجدر بنا أن نطرح السؤال الآتي: هذه الحركة متى سيحطمها من صنعها بالأساس أو استفاد منها؟ داعش لحظة وستنتهي كل أمارات زوالها بادية للعيان، وقد ولدت وهي تحمل في أحشائها أسباب تفككها، داعش وسيلة للضغط على الخليج والسعودية تحديدا وعليه، فالإكثار من الكتابة عنها وتخويف الناس منها ما هو إلا مشاركة غير مباشرة في تمرير مقاصد الغرب من وراء داعش سواء أكان مشتركا مع إيران في صنعها أم أنها وجدت بنفسها ثم استفاد منها الغرب وأعطى تعليماته لإيران بأن تستخدمها هي أيضاً، إن انسحاب المالكي من بعض المناطق مريب ثم إن عدم دخول داعش لبغداد مريب، وأيضاً عدم تحرشهم بحدود إيران مريب ثم أيضاً تعاون الغرب مع كل من يسافر إلى داعش من أبناء جنسهم مشاركا لهم منضما تحت لوائهم أمر مريب، إيران وأمريكا يجمعون كل من يريد الجهاد تحت إمرة داعش التي تحركها فكرة الخلافة وهي الفكرة المخوفة لدى الفرس والروم كيف لا وهي السبب في سقوط حضارتيهما جسدوها في فرقة ضعيفة (أقرب من الخوف تسلم) ثم أعانوا كل من أراد الالتحاق بهذه الفرقة وهيأوا لها كل ما تحتاجه للبقاء والتمدد المشروط والمحدود فهم استفادوا من ثلاث جهات: الأولى إشغال المسلمين عن الأعداء الحقيقيين فمتى آخر مرة سمعنا عن النظام السوري وجرائمه المستمرة وأيضاً إسرائيل تعبث بدماء الفلسطينيين وإيران تستنفد مقدرات العراق وتنكل بعرب الأهواز والغرب من زمان وهو يهددنا بأنظمة وجماعات ودول وطغاة ويجر منطقتنا للمتاعب ولا يعاملنا إلا على هذا الأساس فلا شرق أوسط لديه إلا بالفوضى والعبث. الثانية كما مر وضعنا تحت التهديد لاستنزافنا سياسيا وثقافيا واقتصاديا وغيرها. الثالثة قصف هؤلاء الشباب ونسفهم بعدما جمعوهم في مكان واحد وذلك بعد عصرهم والاستفادة من وجودهم إلى آخر رمق، فالسؤال المهم: متى سينهون المسرحية؟ ولماذا وكيف وما الخطة البديلة؟ هل سيكشر الروم والفرس عن أنيابهم بعدما تفقد الحرب بالوكالة قدرتها على الاستمرار؟ هذا هو المهم وماذا بعد داعش؟..