أكدت شرطة ويست ميلاند، المسؤولة عن الأمن في مدن وسط إنجلترا أنها سوف تزيل كافة كاميرات المراقبة التي نصبتها في أحياء يسكنها غالبية مسلمة في مدينة برمنغهام، مضيفة أنها ستحاول بناء جسور من الثقة بينها وبين المسلمين الغاضبين من تلك الكاميرات. وقال كريس سيمز رئيس الشرطة خلال اجتماع لهيئة الشرطة: "لا أرى مخرجا سوى إزالة هذه الكاميرات.. هي فرصة لإعادة بناء الثقة"، حسب ما نقلت صحيفة "برمنغهام ميل". وكانت الشرطة البريطانية نصبت أكثر من 200 كاميرا بعضها مكشوف وبعضها مخفي في شوارع بأحياء ذات غالبية مسلمة بالمدينة، منها: وشوود هيث، وسباركبروك، دون إخطار السكان. وأثار الكشف عن هذه الكاميرات دهشة وضيق السكان بعد ما عرفوا أنها مموَّلة من مخصصات مالية حكومية لمكافحة الإرهاب؛ ما يعني أن الحكومة تضعهم في دائرة الشبهات. وتقدِّر تكلفة مشروع نصب الكاميرات هذا ب 3 ملايين جنيه إسترليني، وتقول الشرطة إنه يستهدف ضبط النظام والأمن في برمنغهام بالتنسيق بين البلدية والشرطة والهيئات الحكومية المحلية؛ حيث أن الكاميرات تصور كافة أرقام السيارات التي تدخل أو تخرج من المنطقة التي تم نصب الكاميرات فيها. وبعد احتجاجات المسلمين هناك والمنظمات الحقوقية توقفت الكاميرات في جوان الماضي، ولم يترك المحتجون للشرطة خيارا إلا تفكيك هذه الكاميرات. وانتقدت سارة ثورنتون رئيس الشرطة بإحدى المدن البريطانية التجسس على السكان المحليين، واتهمت كبار ضباط الشرطة هناك ب"التضليل المتعمد" للهدف من وضع كاميرات مراقبة. بناء الثقة من ناحيته حث مجلس مدينة برمنغهام المحلي الشرطة على بناء الثقة مع المجتمع المسلم، بدلا من التجسس عليه، وقال رئيس المجلس هتشينغز جيمس: "لا نشعر بالسعادة عندما ننتقد زملاءَنا ولكن الأمور أحيانا تتم بشكل خاطئ". وأضاف: "أتمني أن تستطيع شرطة ويست ميلاند بناء جسور من الثقة بينها وبين المسلمين في المدينة بعد ما حدث". من ناحيته وافق سيمز رئيس شرطة ويست ميلاند على كلام جيمس وقال: " أعتقد أن دعم وثقة السكان المحليين وحتى المسلمين هو أهم شيء بالنسبة لنا في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب". وأضاف "يمكننا مكافحة الجريمة والتهديد الذي يشكله الإرهاب على نحو أكثر فعالية من خلال العمل جنبا إلى جنب مع السكان المحليين.. بدلا من تنفيرهم من خلال بعض الحلول التكنولوجية مثل الكاميرات التي لا تحظى بتأييد واسع في المجتمع". ورحب أيوب خان، عضو مجلس برمنجهام لسلامة المجتمع والخدمات المحلية بخطط الشرطة لإزالة كافة الكاميرات، وقال: "الطريقة التي تم استهداف الأقلية المسلمة غير مقبولة". وأظهر أحدث استطلاع للرأي قامت به صحيفة "فاينانشال تايمز" أن بريطانيا هي الدولة الأكثر حساسية ضد المسلمين، كما أظهر استطلاع آخر أن عددا كبيرا من سكان لندن لديهم آراء سلبية عن المسلمين. ويتعرض مسلمو بريطانيا لما يقولون إنه تمييز عنصري، وأجواء من الشك في انتماءاتهم، منذ وقوع تفجيرات مترو الأنفاق في لندن في 7-7-2005 والتي أسفرت عن مقتل 52 شخصاً وإصابة المئات، ووجهت الاتهامات فيها لمسلمين.