أثارت كاميرات مراقبة ثبتتها السلطات البريطانية في شوارع مدينة بيرمنغهام وسط بريطانيا غضبا واسعا في أوساط المسلمين، بعد أن ثبتت وحدة مكافحة الإرهاب 812 كاميرا بشوارع المدينة ما أدى لاستياء أهالي المدينة ذات الأغلبية المسلمة. وأوقفت السلطات مؤقتا العمل بهذه الكاميرات وستغطيها بأكياس تمنع التصوير إلى حين استكمال المشاورات مع سكان المدينة ذات الأغلبية المسلمة وذلك بعد احتجاجات حادة منهم، وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' أن هذه الكاميرات التي نصبها برنامج الشراكة من أجل جعل بيرمنجهام أكثر أمنا، الذي تشارك فيه الشرطة ومجلس البلدية ووكالات محلية أخرى. وأضافت أن عدد هذه الكاميرات يبلغ نحو 812، أغلبها تم تثبيته بتمويل من صندوق مكافحة الإرهاب في منطقتي ووشوود وسباركبروك اللتين تقطنهما أغلبية مسلمة، وأنها تهدف إلى التصدي لجميع أنوع الجرائم. وكشف البرنامج لوسائل إعلامية، أنه تلقى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني من وزارة الداخلية لتحسين إجراءات الأمن في المدينة والحد من الجريمة. إلى ذلك، شدد د. محمد البشاري رئيس المؤتمر الأوربي الإسلامي في تصريح إعلامي '' على أن هذا الإجراء يأتي في إطار تضييق الخناق على المسلمين، وتساءل لماذا يتم ذلك في مدينة ذات أغلبية مسلمة بينما لا يتم تركيبات لأية كاميرات في المدن البريطانية الأخرى، ولو كانت الكاميرات معممة في نواحي بريطانيا كان الموضوع سيمر بشكل تقليدي، ولكن تخصيص مدينة بعينها يثير شكوك أهالي تلك المدينة الذي جاء اعتراضهم على كاميرات لمراقبتهم صائبا. وأشار د. البشاري إلى أن الإجراءات التي تتخذ ضد المسلمين في نواحي أوروبا سببها صعود أحزاب اليمين المتطرف إلى السلطة ورئاسة الأحزاب وفوزها في الانتخابات الأخيرة، وهذه الإجراءات التي تقيد حرية المسلمين لابد من مجابهتها وعدم السكوت عليها حتى لا تصبح أمرا عاديا.