أعلن الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، امس الثلاثاء دخول التهدئة مع إسرائيل حيز التنفيذ داعيا إسرائيل إلى الالتزام بها، وقال أبو زهري دخلت التهدئة حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها، وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها . وقال الخبير العسكري اللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري إن الهدنة بين إسرائيل والفصائل المقاومة في غزة هذه المرة تختلف عن سابقتها لوجود وفود ومفاوضات بالقاهرة، وأن طرفي القتال منهكين، فيما تعيش غزة مأساة إنسانية كبيرة. ويحاول الجانب الإسرائيلي بحسب الدويري، إظهار أنه حقق أهدافه في العملية الأخيرة، غير أن الطرفين يسعى لأن تكون التهدئة واقعية لانهم بحاجتها كما تحتاجها مصر لاستمرار المفاوضات. وتوقع الدويري أنه في حال فشل المسار السياسي الجاري في القاهرة، وفي حال عدم تلبية مطالب فصائل المقاومة في غزة، ستعود الفصائل في غزة لإطلاق الصواريخ لأن مبدأ التهدئة مقابل التهدئة مرفوض من قبل المقاومة، ولا خيار سوى تحقيق الشروط. وتشترط المقاومة لإيقاف إطلاق الصواريخ؛ فتح المعابر، وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، والإفراج عن النواب والمعتقلين في الحملة الأخيرة بالضفة، وإطلاق سراح الأسرى المفرج عنهم في صفقة شاليط، ورفع الحصار، وإعادة إعمار القطاع، والسماح للصيادين بالصيد في بحر غزة لغاية 12 ميلا بحريا، إضافة إلى ضمانات بعدم تكرار العدوان على القطاع. وترفض فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التنازل عن أي من مطالبها أو إيقاف إطلاق الصواريخ مقابل وقف العدوان على القطاع. وعن رشقة الصواريخ الأخيرة التي أطلقتها حماس قبيل التهدئة على إسرائيل والغارات الإسرائيلية، قال الدويري إنها لا تأتي لتسجيل الموقف؛ بل لإيصال رسالة مفادها أن الطرفين لا يزالا يملكا القدرة العسكرية لمواصلة القتال. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الثلاثاء أنه سينسحب بالكامل من قطاع غزة، عند دخول التهدئة مع حركة حماس حيز التنفيذ، الثلاثاء الساعة 8:00 صباحا. وقال المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر لصحافيين إن الجيش سينتشر خارج قطاع غزة في مواقع دفاعية فور دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ . قالت محطتا الإذاعة الرئيسيتان في إسرائيل، امس الثلاثاء، إن القوات البرية الإسرائيلية أكملت مهمتها الرئيسية في حرب غزة وهي تدمير الأنفاق عبر الحدود التي حفرها نشطاء فلسطينيون. وأضافت إذاعة إسرائيل وإذاعة الجيش أن 32 على الأقل من ممرات التسلل تحت سطح الأرض وعشرات من الخنادق جرى تحديد مواقعها ونسفها قبل الموعد المقرر لبدء سريان الهدنة. ووافقت إسرائيل وحماس مساء الاثنين على اقتراح مصري بلزوم تهدئة لمدة 72 ساعة في قطاع غزة. وفي أول ردود الفعل الدولية، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين بموافقة إسرائيل وحركة حماس على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالبا الطرفين بالالتزام به وب ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بانتظار بدء سريانه. وطالب الأمين العام في بيان كلا من إسرائيل وحماس ب البدء في أسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومعالجة المشاكل التي هي أصل في النزاع. وأضاف البيان أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم لهذه الجهود الرامية لتسوية النزاع