أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية في منظمة (التعاون الإسلامي)، الذي استضافته جدة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة عدم ارتياح بلاده مع الخلاف مع قطر، ملمحا للمرة الأولى، صراحة، أن الاختلاف مع السياسة الخارجية لقطر أحد أسباب الخلاف. وأفاد الفيصل (إن المباحثات بيننا وبين الأخوة في مجلس التعاون الخليجي مستمرة، والذي حدث بيننا وبين قطر ليس بالشيء الذي نرتاح إليه، في إشارة إلى سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر في 5 مارس 2014، ملمحا للمرة الأولى أن الخلاف مع قطر حول السياسة الخارجية، حيث أردف قائلا : ونحن نريد أن تكون العلاقات بين الدول الخليجية علاقات تضامن وتكافل واتفاق، خاصة على الأمور الأساسية في السياسة الخارجية، وفي المواقف تجاه القضايا الدولية، وهذا ما نأمل أن نصل إليه. وتوترت العلاقات بين دول الإمارات والبحرين والسعودية من جانب، وقطر من جانب آخر، في مارس الماضي، على خلفية اتهام الدول الثلاث، الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في نوفمبر 2013، قبل أن تتمكن وساطة كويتية من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق في 17 أبريل 2014. ويقضي اتفاق الرياض بالالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى جانب عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي. وفيما بررت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق، قال مجلس الوزراء القطري إن "تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون". ورجح مراقبون أن يكون الخلاف حول الموقف من الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الدوحة، والتي انتقدت الإطاحة به، بينما دعمته بقية دول الخليج الست. وسبق أن قال وزير خارجية قطر، خالد بن محمد العطية، في تصريحات له، في 10 مارس الماضي، إن "استقلال السياسة الخارجية لدولة قطر هو ببساطة غير قابل للتفاوض"، كما أكد التزام بلاده بدعم حق الشعوب في تقرير المصير ودعمها التطلعات نحو إحقاق العدالة والحرية. وأعرب عن يقينه أن سحب الدول الثلاث سفراءها لا علاقة لها بالأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي، وإنما هي نابعة قبل كل شيء من تباين واضح في الآراء بشأن المسائل الدولية. وشهدت العلاقات بين قطر والسعودية تقاربا في الفترة الأخيرة، حيث استقبل الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر، في قصر البحر بالعاصمة القطريةالدوحة، في 5 أوت الجاري، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني السعودي. وكانت هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لمسئول سعودي منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من الدوحة، كما زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان مدينة جدة، غربي السعودية، شهر جويلية الماضي، في زيارة استمرت عدة ساعات، والتقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث جرى خلال اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، لاسيما قطاع غزة. وكان هذا اللقاء الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اللقاء الذي جمعهما في 23 نوفمبر الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي وقع خلاله أمير قطر على وثيقة الرياض.