شهدت عاصمة الضباب لندن، حالة استنفار قصوى من طرف قوات الأمن بعدما تم توزيع مئات المنشورات على المتسوقين والمشاة والمتسكعين في أشهر وأقدم وأعرق شوارع العاصمة البريطانية، باسم تنظيم داعش، تدعوهم لمغادرة بلادهم والهجرة فورا إلى "دولة الخلافة الإسلامية" التي أعلن عن تأسيسها أخيرا في سوريا والعراق. ووصفت المنشورات التي وزعت باللغة الإنجليزية على المتسوقين في شارع "أكسفورد" الشهير وسط لندن، إعلان قيام "الخلافة الإسلامية" بأنه "فجر عصر جديد بدأ بالفعل"، داعية البريطانيين إلى "الهجرة إلى هناك". وقال متحدث باسم شرطة أسكوتلانديارد إنهم بدأوا بالفعل التحقيق في الواقعة، حيث يدرسون بحذر توجيه اتهامات، حيث لم يتم تحديد من المستهدف بتوزيع المنشورات في شارع مزدحم بالمتسوقين، هل الهدف توزيعها على السياح أم على أبناء الجالية المسلمة؟ ليضيف "نبحث ما إذا كان توزيع هذه المنشورات التي تروّج ل(داعش) يمثل انتهاكا لقانون مكافحة الإرهاب أم لا". ولم تعتقل الشرطة البريطانية أيا من الشبان الذين قاموا بتوزيع المنشورات لحين التأكد مما إذا كانت الحادثة تمثل انتهاكا للقوانين في المملكة المتحدة أم لا. من جهته اعترف انجم شودري المسؤول السابق لجماعة "المهاجرون" التي أسسها الداعية عمر بكري فستق قبل أن يرحل إلى لبنان بعد تفجيرات لندن عام 2005، بأن المنشورات وزعها أعضاء سابقون في "المهاجرون"، وقال إن جماعة "المهاجرون" لديها وجود قوي في ليتون شرق لندن، مضيفا "إن الخلافة عقيدة راسخة في قلوبنا، وباب الهجرة مفتوح إليها". وأبدى الكثير من المسلمين في بريطانيا امتعاضهم من المنشورات التي شاهدوها توزع في "أكسفورد ستريت"، اعتبروا المجموعة التي تروّج ل(داعش تتسبّب بانتهاكات عنصرية ضد المسلمين، وهم لا يعرفون عن الإسلام شيئا بترويجهم لقتل الأبرياء، ومُطالبة المسلمين بالموت من أجل دينهم. يذكر أن الشرطة البريطانية تعتقد أن أكثر من 300 مواطن بريطاني عادوا من سوريا بعد أن قاتلوا في صفوف تنظيم داعش، أو في صفوف جبهة النصرة، فيما تقدر أجهزة الأمن البريطانية أن 500 مواطن بريطاني ما زالوا في سوريا يقاتلون هناك.