تعرضت الاستخبارات البريطانية الجمعة لضغوط لتبرير كيف تمكن اسلاميان متطرفان قاما بقتل جندي بالسلاح الابيض في شوارع لندن، من الافلات من مراقبتها. وكان للاسلاميين اللذين يعالجان في مستشفى في لندن تحت حراسة امنية بعد تعرضهما لاطلاق نار من الشرطة في موقع الجريمة، معروفين من الاستخبارات التي اعتبرت انهما لا يطرحان تهديدا.واحدهما مايكل اديبولاجو (28 سنة) كان يتردد على اجتماعات مجموعة اسلامية اصبحت محظورة ويوزع منشورات متطرفة في وولويش جنوبلندن حيث وقع الهجوم الاربعاء.وحاول اديبولاجو السفر الى الصومال للمحاربة في صفوف المتمردين الشباب لكنه منع من ذلك وصادرت الشرطة جواز سفره.وتم تصويره بعد الهجوم قرب ثكنة للجيش في وولويش وهو يحمل سكينا مغطى بالدماء قائلا انه قتل الجندي لي ريغبي لان الجنود البريطانيين يقتلون مسلمين كل يوم.ويقول في الشريط "العين بالعين والسن بالسن".واديبولاجو والمشتبه به الثاني مايكل اديبوالي (22 عاما) ابناء مهاجرين نيجيريين.وفي حين تحاول الشرطة معرفة كيف تحول اديبولاجو من شخص اعتنق الاسلام في 2003 الى قاتل، اضطرت الحكومة الى الدفاع عن الاجهزة الامنية من الانتقادات لانها لم تكن متيقظة كفاية لمنع وقوع الجريمة البشعة.وستدرس لجنة برلمانية دور الاجهزة الامنية لكن الوزير اريك بيكلز قال انه حتى لو كان الرجلان معروفين من اجهزة الاستخبارات من المستحيل مراقبة الجميع في كل الاوقات.وصرح الوزير لتلفزيون بي بي سي "اعضاء البرلمان سيفتحون تحقيقا معمقا لمعرفة المعلومات التي كانت بحوزة الاجهزة الامنية لكنني رأيت خبراء امنيين يؤكدون صعوبة مراقبة الجميع في مجتمع حر".واضاف "هناك فارق كبير بين الاراء المتطرفة وارتكاب جريمة".وقال ضابط استخباراتي سابق انه من الصعب كشف الهجمات مثل الهجوم الذي ارتكب في وولويش حتى وان كان المهاجمان معروفين من السلطات منذ سنوات.وقال ريتشارد باريت المدير السابق لقسم مكافحة الارهاب في الاستخبارات البريطانية الخارجية ام-اي6 "افترض ان هؤلاء الاشخاص ينتمون الى مجموعة صغيرة لا يكون لها بالضرورة روابط في الخارج او داخل بريطانيا تلفت انتباه الاجهزة الامنية اكثر".وتساءل "متى يتحول شخص يؤمن بالافكار المتطرفة وينضم الى مجموعة متطرفة الى متطرف عنيف؟".وصرح لبرنامج "نيوز نايت" على الب بي سي "اعتقد ان كشف هذه الاشارات مهمة صعبة جدا".وكانت الشرطة تستجوب الجمعة رجلا وامرأة كلاهما في ال29 بعد ان اعتقلا بتهمة التآمر للقتل في اطار هذه القضية.وفتشت الشرطة خمسة منازل في لندن واخر في بلدة في لينكولنشر شرق بريطانيا حيث كان يقيم اديبولاجو.وصرح الداعية الاسلامي انغم شودري لفرانس برس ان اديبولاجو اعتنق الاسلام في 2003 واختار اسم "مجاهد".وكان يتردد بانتظام الى اجتماعات الداعية الاسلامي عمر بكري مؤسس حركة المهاجرون المحظورة.وقال شودري "كان يشارك في بعض انشطتنا في السنوات الماضية. كان شخصا هادئا وغير عنيف على الاطلاق".ونشرت على الصفحة الاولى للدايلي تلغراف صورة لاديبولاجو في مواجهة مع الشرطة في 2006 خارج محكمة اولد بايلي في لندن اثناء محاكمة متطرف مؤكدا انه "لديه الحق في قطع رأس كل من يهين الاسلام".ووسط مخاوف من اعمال انتقامية يرتكبها مسلمون نشر اكثر من 1200 شرطي اضافي في لندن خصوصا حول اماكن العبادة ووسائل النقل العام لكن لم يكن هناك اي حوادث حتى مساء الخميس.