ذكرت مصادر صحفية صهيونية أن حملة المقاطعة الشعبية التي نفّذتها قطاعات واسعة من الفلسطينيين في الضفّة الغربية والداخل المحتلّ وقطاع غزّة كبّدت الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة تقدّر بالملايين، علما بأن هذه الحملات الشعبية انطلقت منذ اليوم الأوّل للعدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزّة وهي مستمرّة. في عرض إجمالي لخسائر الاحتلال من مقاطعة السوق الفلسطينية للمنتجات الإسرائيلية فقد بلغت الخسائر حوالي 100 مليون شيكل، أي ما يعادل 29 مليون دولار، علما بأنه ومع استمرار المقاطعة واتّساعها تتوقّع المصادر أن تتضاعف هذه الخسائر مع احتمالية إعلان إفلاس العديد من الشركات الإسرائيلية. وفي نفس الوقت توسّعت حملة المقاطعة في الضفّة الغربية لتشمل كافّة المناطق من خلال حملات منظّمة من قِبل تجمّعات شبابية، الأمر الذي أدّى إلى إعلان الكثير من المحلاّت التجارية خلوها من المنتجات الإسرائيلية. وقال حذيفة أبو جاموس، منسّق مجموعة (بادر) للمقاطعة في رام اللّه وأبو ديس: (الحملة الأخيرة تشمل كافّة المنتجات الإسرائيلية خلاف الحملات السابقة التي انطلقت في 2011، وكانت ضد منتجات محددة مثل عصير التبوزينا وحليب التنوفا). وأضاف الناشط عمار الزعتري في حملة الخليل: (لا تدفع ثمن رصاصهم)، (في البداية كانت الحملة ردّة فعل على عدوان غزّة، لكن الحملة ستستمرّ ضمن خطّة من قِبل التجمّع الشبابي، وقمنا بوضع خطة لزيارة جميع الخطوط الإنتاجية والمستوردة خلال 3 شهور ونعمل على إعداد مؤتمر لدعم الحملة قريبا، ونحن 4 لجان في الحملة نسعى للتنسيق مع جميع الحملات في الضفّة). وأضاف الزعتري نتيجة الحملة: (هناك 200 محلّ في الخليل خالي من البضائع الإسرائيلية، وسنطالب الغرفة التجارية والمحافظة للرقابة بضمان استمرار المقاطعة). بينما لحقت غزّة بركب الحملة بعد أن وضعت الحرب أوزارها لتشهد الحملة انتشارا في شوارع القطاع وتتنقّل من منطقة (مترو الأندلسية) إلى (مول steps). وقال القائم على الحملة في قطاع غزّة خالد صافي: (انطلقت الحملة يوم الخميس 14 أوت من خلال الدعوة لها إلكترونيا، وكان موعد الانطلاق للميدان يوم السبت 16 أوت، حيث لاقت الحملة رواجا واسعا على المستوى المحلّي والدولي). وتحدّث خالد صافي عن تفاعل الشباب المتطوّعين في الحملة: (يتسابق الكثير من الشباب والفاعلين للانضمام إلى الحملة عن طريق الاشتراك في صفحة 16 بالمائة على الفايس بوك للتطوّع في الحملة الميدانية). وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة (معاريف) الصهيونية أن 80 مصنعا إسرائيليا متخصّصا في إنتاج الحليب والألبان مهدّدة بالإغلاق بشكل نهائي الشهر المقبل بسبب قرار أوروبي بمنع استيراد أيّ منتجات للألبان مصدرها المستوطنات الإسرائيلية. كما ذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أن دولة الاحتلال توقّفت عن تصدير منتجات اللّحوم إلى الاتحاد الأوروبي، وقد يتمّ قريبا وقف تصدير منتجات الأسماك بسبب مقاطعة الاتحاد الأوروبي للمستوطنات. وحسب تقارير اقتصادية إسرائيلية فقد تراجعت صادرات المستوطنات لوحدها بنسبة 35 بالمائة خلال أربعة أشهر. وقال خبراء إسرائيليون (إن إسرائيل ستصبح هدفا للمقاطعة في المنتديات الدولية، في الوقت الذي حذّرت فيه دول أوروبية من التعامل مع شركات تتّخذ المستوطنات مقرّا لها). وفي إطار المقاطعة الدولية قامت حكومة (المالديف) بإلغاء ثلاث اتّفاقيات مع الاحتلال لاستيراد السلاح بسبب العدوان الأخير على قطاع غزّة.