أثبت الطبّ الحديث جملة من الأضرار التي تصيب الإنسان عند أكل الخنزير، ومنها: o يعدّ لحم الخنزير من أكثر أنواع اللّحوم الحيوانية التي تحتوي مادة الكوليسترول الدهنية، والتي تقترن زيادتها في دم الإنسان بزيادة فرص الإصابة بتصلّب الشرايين. كما أن تركيب الأحماض الدهنية في لحم الخنزير تركيب شاذّ غريب يختلف عن تركيب الأحماض الدهنية في الأغذية الأخرى، ممّا يجعل امتصاصها أسهل بكثير من غيرها في الأغذية الأخرى، وبالتالي زيادة كوليسترول الدم. o يساهم لحم الخنزير ودهنه في انتشار سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا والثدي والدم. o يسبّب لحم الخنزير ودهنه الإصابة بالسُّمنة وأمراضها التي يصعب معالجتها. o يسبّب تناول لحم الخنزير الحكّة والحساسية وقرحة المعدة. o يسبّب تناول لحم الخنزير الإصابة باِلتهابات الرئة والناتجة عن الدودة الشريطية ودودة الرئة واِلتهابات الرئة الميكروبية. تتمثّل أهمّ مخاطر تناول لحم الخنزير في احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية وتسمّى (تينياسوليم) التي يصل طولها إلى 2-3 متر. ويؤدّي نمو بويضات هذه الدودة في جسم الإنسان فيما بعد إلى الإصابة بالجنون والهستيريا في حال نمو هذه البويضات في منطقة الدماغ، وإذا ما نمت في منطقة القلب فإنها تؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم وحدوث نوبات قلبية. ومن أنواع الديدان الأخرى التي تتواجد في لحم الخنزير دودة (التريكانيلا) الشعرية الحلزونية المقاومة للطبخ، والتي قد يؤدّي نموُّها في الجسم إلى الإصابة بالشلل والطفح الجلدي. ويؤكّد الأطبّاء أن أمراض الديدان الشريطية تعتبر من الأمراض الخطيرة التي تنجم عن تناول لحم الخنزير وتتطوّر في الأمعاء الدقيقة عند الإنسان وتنضج خلال شهور عدّة لتصل إلى دودة بالغة، يتألّف جسمها من حوالي ألف قطعة ويصل طولها إلى ما بين 4 - 10 أمتار، وتعيش وحيدة في أمعاء الإنسان المصاب وتخرج بيضها مع البراز. وعندما تبتلع الخنازير البيض وتهضمه يدخل إلى الأنسجة والعضلات مشكّلا الكيسة المذنبة أو اليرقة، وهي كيس يحتوي على سائل وعلى رأس الدودة الشريطية. وعند تناول لحم الخنزير المصاب تتحوّل اليرقة إلى دودة كاملة في أمعاء الإنسان، وتسبّب هذه الديدان ضعف الإنسان ونقص فيتامين (ب12) الذي يسبّب نوعا خاصّا من فقر الدم، وقد يسبّب حدوث أعراض عصبية مثل اِلتهاب الأعصاب، وقد تصل اليرقات في بعض الحالات إلى الدماغ مسبّبة حدوث الاختلاج أو ارتفاع الضغط داخل الدماغ وما يتلوه من صداع واختلاج أو حتى حدوث الشلل. ويسبّب تناول لحم الخنزير غير المطبوخ جيّدا أيضا الإصابة بالديدان الشعرينية، وعندما تصل هذه الطفيليات إلى الأمعاء الدقيقة تخرج يرقات كثيرة بعد 4 إلى 5 أيّام لتدخل إلى جدار الأمعاء وتصل إلى الدم ومنه إلى معظم أنسجة الجسم، وتمرّ اليرقات إلى العضلات وتشكّل كيسات هناك. ويعاني المريض من آلام عضلية شديدة، وقد يتطوّر المرض إلى حدوث اِلتهاب السحايا والدماغ واِلتهاب عضلة القلب والرئة والكليتين والأعصاب، وقد يكون المرض مُميتا في حالات قليلة. ومن المعروف أن هناك أيضا بعض الأمراض الخاصّة بالبشر لا يشاركهم فيها من الحيوانات إلاّ الخنزير، ومن ذلك الروماتيزم وآلام المفاصل، وصدق اللّه العظيم إذ يقول: {إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ والْدَمَ ولَحْمَ الْخَنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغِيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اِضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عِلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} البقرة/173. فهذه بعض أضرار أكلّ الخنزير، ولعلّك بعد الوقوف عليها لا تستريب في تحريمه، وإننا لنأمل أن يكون ذلك الخطوة الأولى لهدايتك إلى الدين الحقّ، فلتقف ولتبحث ولتنظر ولتتأمّل، بعدل وإنصاف وتجرّد لمعرفة الحقّ واتّباعه، واسأل اللّه تتعالى أن يهديك لما فيه خير لك في الدنيا والآخرة.