يفضل الكثيرون لحم الخروف، ويحرصون على استهلاكه على الأقل مرة واحدة في السنة، وإن كان ذلك يصادف عيد الأضحى المبارك من كل عام، وجدير بالذكر أن للحم الخروف فوائد هامة تجعله يسيل لعاب الكثيرين· يعتبر لحم الخروف مصدرا جيدا للعديد من العناصر الغذائية المهمة للجسم والصحة العامة، خاصة البروتينات، فقد أشارت الدراسات الحالية إلى أن البروتينات الموجودة في لحم الخروف ذات جودة عالية ويتم امتصاصها بسرعة في الأمعاء، كما يحتوي لحم الخروف على الفوسفور الضروري لمتانة العظام والأسنان، كذلك الحديد الذي تستخدمه الكريات الدموية الحمراء· وهناك نسبة جيدة من الفيتامين B12 المهم للوقاية من بعض أنواع فقر الدم الخبيث، ويحتوي على النياسين الذي ينظم الطاقة في الجسم ويساعد على مكافحة الأمراض والشيخوخة الجلدية· ويعد كبد الخروف أكثر الأعضاء أهمية فيه، نظرا لأنه غني بالبروتين والحديد العضوي، ولذا كان تناوله مهمًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الضعف العام وفقر الدم، كما أنه غني أيضاً بفيتامين (أ) و(د)، كما أن الكليتين من الأعضاء الغنية كذلك بالبروتين والمواد المعدنية، ولكنهما فقيرتان في الدهون وصعبة الهضم لاحتوائهما على أنسجة ضامة، والقلب به ألياف طويلة وسميكة ولذا ينصح بأكله على هيئة لحم مفروم، وفي قلبه عموماً نسبة متوسطة من البروتين والمواد الدهنية، أما المخ فهو سهل الهضم وبه كميات كبيرة من الفوسفور المفيد جداً للعظام، وبه نسبة جيدة من فيتامين (د)، وبالنسبة للأحشاء الداخلية مثل الأمعاء والطحال والرئتين وغيرها، فهي غنية بالبروتين وفقيرة في الفيتامينات والمواد المعدنية، وهي كذلك عسرة الهضم، ولذا ينصح بتقطيعها قطعًا صغيرة وطهيها جيدًا· تتركب اللحوم الحمراء بشكل عام من ألياف العضلات المخططة التي تستر الهيكل العظمي وتتولى مهمة تحريكه لدى الحيوانات الفقارية والثدية، وينتج اللون الأحمر المميز لها من غنى النسج العضلية بالأوعية الدموية إضافة لوجود نسبة عالية من الصباغ العضلي، ويعتبر اللحم الأحمر من أغنى الأطعمة بالمواد البروتينية والأملاح المعدنية، ويحتوي على كميات عالية من المواد الامينية والأحماض الدسمة، وعلى الفوسفور، وهو أفضل مصدر للحديد، وفيه نسبة فيتامينات معتدلة، لكنه فقير بالمواد الكاربوهيدراتية ولهذا من الصعب العيش على اللحوم وحدها· وقد أخذت شعبية اللحوم الحمراء تقل رويدا رويدا خاصة بعد ظهور الدراسات الحديثة التي طرحت تساؤلات تحتاج إلى أجوبة شافية مثل إمكانية إحداث اللحوم الحمراء للسرطان إذا أخذت بكميات عالية، وإحداثها للجنون عن طريق نقلها لبروتين بروين المدمر للخلايا الدماغية العصبية· وتعتبر اللحوم الحمراء المستخلصة من الخراف أقل اللحوم نقلا لأمراض الديدان والطفيليات، خاصة الدودة الشريطية، أو الوحيدة التي يمكن أن تستقر يرقاتها في الدماغ أو العين مسببة اضطرابات مهمة· ويحذر الأطباء من تناول اللحوم الحمراء بكثرة لأنها ترفع حمض البول في الدم وتسبب النقرس والتهابات المفاصل والتصلب الشرياني والإمساك بسبب خلوها من الألياف·