مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتوالى التحذيرات وتنطلق الحملات التحسيسية من بعض الأمراض التي تصيب الأضاحي، وقد تكون هنالك خطورة في انتقاها إلى الإنسان، بطريقة أو بأخرى، خاصة إذا لم يتم الانتباه إليها، وتم التعامل مع الأضحية عند نحرها، بطريقة غير عليمة وغير سليمة، ولذلك فإن الكثير من الهيئات وعلى رأسها وزارة الصحة، تطلق حملاتها التحسيسية عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما يحاول المواطنون قدر الإمكان تبادل المعلومات فيما يتعلق بتلك المخاطر، تجنبا لبعض الأمراض والإصابات التي يمكن أن تحول فرحة العيد إلى نقمة· ومن بين هذه الأعراض الرئيسية، الكيس المائي الذي يصيب بعضا من الأضاحي، وتكثر التحذيرات بشأنه في كل مناسبة، وبما أن الكلب يلعب دور خزان للحمات، حيث أن العوامل الواصمة تتطور وتتضاعف في جسده ثم تنتشر في محيطه، كما يمكن أن يكون مجرد عامل لنقل الجراثيم من مكان إلى آخر، يكون السبب المباشر لنقل هذا المرض من الأضحية إلى الإنسان، حيث يمكن أن يحمل الكلب في أمعائه أنواعا من الديدان، وخاصة الدودة الوحيدة، وهي دودة صغيرة طولها مليمترات قليلة، إذ يلقي الكلب في الطبيعة عدة آلاف من بيض الدودة الوحيدة فتنتشر على الأرض وفي الماء والمراعي، وهي من بين الحيوانات التي تلتهمها الكباش التي تنقلها إلى الإنسان بطريقة غير مباشرة، كما يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بطريقة مباشرة، وذلك بملامسة الكلاب عن طريق الأيدي الوسخة وكذلك عن طريق المياه والخضر غير النقية لتتطور في أعضاء الإنسان (الكبد- الرئتين- العين- العمود الفقري- المح- البشرة) وغيرها من الأعضاء· أما عن كيف يتكون الكيس المائي، فإنها تحدث عندما يبتلع الإنسان هذه البيوض نتيجة الإهمال، فتنضج هذه البيضة في الأمعاء لتعطي يرقات تجتاز تيار الدم الذي يحمله إلى الكبد فيمكث على مستوى العضو أو يتابع طريقه حتى الرئتين ونادرا ما ينتقل إلى العمود الفقري، البشرة، الكلية أو حتى العين، ومهما كان العضو تتضاعف الدودة الوحيدة داخل كيس هو الكيس المائي، وهو يحمل الملايين من اليرقات فيكبر حجم هذا الكيس ليتحول إلى ورم يؤدي إلى ظاهرة انضغاط أو تعفن أو ينفجر فيولد أكياسا ثانوية في نفس العضو· ولا يقتصر الأمر عند الكيس المائي، بل هنالك أيضا مرض الصفراء التي تكون في صورة تغير في لون الدهن واللحوم إلى اللون الأصفر الليموني، ويمتد انتشار اللون إلى حوض الكليتين والسائل المفصلي وجميع الغشية المخاطية، وعلى الأخص غشاء العينينوي، وفي هذه الحالة يرجي الرجوع إلى البيطري· إضافة إلى الدودة الكبدية، وهي دودة مفلطحة صغيرة على هيئة ورق الشجر داكنة اللون تعيش متطفلة داخل القنوات المرارية في كبد الكبش، وفي الحالات المتقدمة يصاب الكبد بالتلف، وفي هذه الحالة يجب إعدام الكبد فقط ويسمح باستهلاك الباقي، أما إذا وجدت الدودة في القنوات المرارية فقط ففي هذه الحالة ينظف الكبد من الأجزاء المتلفة وتستهلك اللحوم، ونجد أيضا دودة النغف، وهي دودة طفيلية تعيش على الأغشية المخاطية للجيوب الأنفية والكرش، حمراء اللون ولا تشكل أي خطر على صحة الإنسان، وعادة نجدها عند تنظيف الكرش أو شق الرأس، ويكتفى بالتخلص منها فقط·